الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طاهر المصعبي: صدمة الوصول إلى أستراليا أنستني الإنجليزية

طاهر المصعبي: صدمة الوصول إلى أستراليا أنستني الإنجليزية
29 ابريل 2011 20:25
حرص طاهر علي حسين ناصر المصعبي هو طالب إماراتي مبتعث للخارج على أن يتخصص في مجال مرتبط بالعمل في سلك الشرطة، وذلك انطلاقاً من إعجابه بعمل أبيه في نفس المجال، ويوضح أن ذلك كان حلمه منذ الصغر، ولكن لم يحالفه الحظ بسبب نسبة التخرج في الثانوية وهي 87.5، لكن ذلك لم يقف عائقاً، لأنه قدم على اكثر من بعثة مختاراً تخصص الكيمياء الجنائية لارتباطها بالعمل الشرطي، ليحصر نفسه في هذا المجال الذي طالما حلم بأن ينضم إليه. يدرس الطالب طاهر علي في جامعة ديكن بمدينة ملبورن في استراليا، واختار أن يتخصص في الكيمياء الجنائية تحقيقاً لطموحه للعمل في مجال الشرطة، وذلك بعد نجاحه في الثانوية العامة، حيث كان قد عزم السفر للدراسة في الخارج منذ كان في الصف التاسع، وعن ذلك يقول المصعبي: “ لقد كان حلم السفر يراودني منذ كنت في الصف التاسع وكنت أعلم أني بإذن الله سوف ادرس في الخارج بعد ما نجحت بل كان حلمي أن أدرس في الخارج والحمدلله توفقت في ذلك”. نقطة البداية كان الخوف يسيطر علي نتيجة السفر وحيداً، خاصة انه يسافر للمرة الأولى بمفرده وكان الحزن سيد الموقف حيث إنه سيفارق أهله وبلده، وكان قلقاً من فكرة وصوله للمطار لوحده، متسائلاً هل سيعرف طريقه للخارج، وهل سيتمكن من التصرف خاصة أن المكان جديد عليه، وهذه كانت من أكثر المعوقات النفسية التي لازمت المبتعث علي أثناء السفر، وعن ذلك يبين شعوره قائلاً : “عندما سافرت للمرة الأولى وأثناء وجودي في الطائرة لم أعرف طعم الراحة ولم أنشغل بأي من الأفلام التي تعرضها الطائرة، بل كانت قراءة المعوذات على لساني طوال الرحلة، وكنت أحتمي بربي من خلال قراءة سورة الفاتحة وسورة الإخلاص والحمدلله ادخل ذلك الطمأنينة إلى قلبي”. عند قبول المصعبي في بعثة التعليم العالي، بحث عن أفضل الجامعات في استراليا التي تدرس اختصاص الكيمياء الجنائية ضمن مساقاتها الدارسية، فوقع اختياره على جامعتين اثنتين يتمتعان بنفس المستوى الأكاديمي، وكي لايشتت تفكيره فيما بينهما كانت صلاة الاستخارة هي الفصل في ذلك، يقول الطالب علي طاهر: “بعدما تم قبولي في بعثة التعليم العالي، بحثت عن الجامعات في استراليا بنفسي، ولم يتوافر تخصصي إلا في جامعتين هما جامعة جقريفث وجامعة “ديكن” وكلاهما في ولايتين مختلفتين، ولهما نفس السمعة والمستوى الأكاديمي، وبعد التردد في الاختيار استخرت ربي والحمدلله استقر بالي لجامعة ديكن من ناحية المنطقة، فهي تقع في منطقة بحرية صغيرة وهادئة تتمتع بالأمن من ناحية قلة معدل الجرائم فيها بشكل كبير” الليلة الأخيرة شعور يصعب وصفه قبل السفر يقول طاهر، مليء بالحزن وخصوصاً في الليلة قبل الأخيرة له في الإمارات، يقول: “ قبل أن أنام على سريري انتابني شعور مليء بالحزن وذلك لعلمي أنها آخر مرة سأنام على سريري هذا، ولن يحصل ذلك إلا 60 يوماً في السنة ولفترة طويلة، وكنت أحاول تهدئة روعي بالتفكير في المستقبل كي لايؤثر ذلك على قراري بالسفر محاولاً كبت مشاعري الحزينة”. ولكن ذلك الخوف رافق المصعبي في سفره وحين وصوله لدرجة فقدانه النطق عند وصوله إلى استراليا، حتى انه نسي كل كلمة إنجليزية تعلمها في حياته، وهو الذي يتمتع بقدرته على التحدث بهذه اللغة بكل سهولة، قلق ذهب أدراج الرياح عند الاتصال بأهله ليطمئنهم عن وصوله بالسلامة: “وصلت المطار في استراليا، وكنت شديد القلق ومع أن لغتي الإنجليزية ممتازة جداً، ولكن عندما وصلت المطار للمرة الأولى نسيت كل كلمه تعلمتها، كان رجل الأمن يسألني وأنا انظر إليه مصدوماً، لا أستطيع الرد عليه، كنت انتظر اللحظة التي أغادر فيها المطار كي اتصل بأهلي وأطمئنهم عن وصولي” يقول المصعبي. اليوم الدراسي كبقية الطلاب تخيم الرتابة الدراسية على حياة طاهر في كل جديد يواجهه يومياً، حيث يبدأ يومه في الساعة الخامسة فجراً، بكأس من الشاي بعد أدائه صلاة الفجر، يعقبها ببعض التمارين الرياضية الصباحية لينطلق إلى الجامعة التي تنتهي محاضراته فيها نحو الساعة الثالثة ظهراً، وينتقل بعدذلك إلى مكتبة الجامعة التي تساعده في فروضه ولغاية السابعة مساء، ثم يقفل عائداً إلى البيت ليكمل واجباته الدينية في الصلاة ومن ثم الدراسية، على أمل يوم جديد. لايواجه الطالب المصعبي أي صعوبات دراسية فهو يتكلم الإنجليزية بشكل ممتاز، ولكن ذلك لايمنع مروره بحالات اكتئاب بسبب ابتعاده عن الأهل والوطن، ويشرح ذلك بقوله: “ الحمدلله حتى الآن لم أواجه أي صعوبات في الدراسة، لكنني أمر بحالات كآبة أحياناً، ولا أستطيع الدراسة أثناءها، ولكن ولله الحمد سرعان ماتزول هذه الحالات، واستطيع دائماً السيطرة، بالتوكل على الله وتخيل المساء قبل المشرق بعد الانتهاء من الدارسة والعودة إلى وطني وبيتي في الإمارات”. ومن ناحية المناخ في استراليا المختلف عنه في الإمارات يشرح المصعبي المصعبي انه كإنسان عربي في منطقة الخليج فقد اعتاد الجو الحار، لذلك احب تجربة الأجواء الباردة، التي تمر بها استراليا، ويتعامل مع المحيط من الناس حوله بكل طيب بما تمليه عليه القيم والأخلاق الإسلامية والتربية التي نشأ عليها من احترام الآخرين وتقديرهم، كما أنه لم يعان من أي نظرة عنصرية مع الشعب الاسترالي، يقول طاهر: “ أتعامل مع الاستراليين بطريقة ودية، كما أتعامل مع اي شخص من اصدقائي، هم أناس طيبون ولدي الكثير من الأصدقاء الاستراليين المقربين، والحمدلله لم أواجه أي مشاكل معهم”. بين أستراليا والإمارات عن الفرق بين الظروف التي يختبرها الطالب المصعبي بين حياته في الإمارات وحياته في أستراليا يؤكد أن الغربة تجعل المرء معرفة قيمة بلده، ويقول: “ إن الفرق بين الإمارات واستراليا لايقارن، والحمدلله لم تقصر قيادتنا، في تكريم شعبها لقد عرفت قيمة الإمارات عندما درست في استراليا لقد أحببت الإمارات أكثر وأكثر، كما لاحظت أن الشعب الاسترالي يعتمد كثيراً على المواصلات العامة، وغالباً مايمتلك الشخص في استراليا سيارتين ولكن لايستخدمهم إلا نادراً”. يفتقد طاهر وطنه في الغربة بالإضافة إلى الأهل والأصدقاء خاصة الطعام الإماراتي، الذي نادراً ما يتناوله، أثناء المناسبات الدينية، حيث يجتمع مع بعض الأصدقاء أثناء الأعياد في بيت أحدهم، ليلقي الجميع تحية العيد على بعضهم بعضاً، بعيداً عن الأهل والوطن، ثم يذهبون إلى أحد المطاعم العربية، لتناول أشهى المأكولات التي افتقدوها، ثم يذهبون لزيارة أصدقائهم الآخرين. علماً أنهم يجتمعون أيضاً لأداء صلاة العيد في المساجد الموجودة في المنطقة. يتبع الطالب المصعبي نهجاً خاصاً في حالة حصول أي مشكلة أو صعوبة على الصعيد الدراسي، حيث إنه يحاول اتخاذ العديد من الإجراءات، ويوضح أنه لديه الكثير من المعارف والأصدقاء من الطلبة، لكنه يذهب إلى البروفيسور أولًا وإذا لم ينفع فيذهب إلى أذكى الطلبة على حد تعبيره، ويستشيره، كي يفهم مافاته ويبرر ذلك بأن الحياء قد يصيب بعض الطلبة إذا تكرر السؤال، لكن يأخذ راحته مع الطبة أكثر في الاستفسار عن أي صعوبات. يبلغ الطالب المبتعث المصعبي عشرين عاماً، وهو من إمارة أبوظبي، وقد خطط لمسيرته الأكاديمية منذ الآن فهو يطمح بعد تخرجه في الجامعة إلى إكمال دراسته ونيل الماجستير وعن ذلك يقول: “طموحاتي أن أكمل الماجستير إن شاء الله والعمل على نيل الدكتوراه، ومن ثم سأقدم أوراقي إلى شرطة أبوظبي وهذا الشيء في قلبي منذ اول يوم سافرت فيه للدراسة في الخارج. هواية يهوى المصعبي الفنون القتالية ويمارسها من حين إلى آخر في إحدى الصالات الرياضة الموجودة بجانب سكنه، كما يجتمع مع أصدقائه الطلبة الإماراتيين للقيام بالعديد من الأنشطة التي يمارسونها في لعب كرة القدم، والآن يشارك وبشكل دوري في بطولة جيلونق الموسمية التي أسسها طلبة الإمارات في المدينة. قصة جميلة يذكر طاهر حادثة جميلة حصلت معه يقول إنه لن ينساها لما فيها من الشعور الطيب الذي ينسجم مع التآخي بين البشر وحدثنا عن ذلك : “ أذكر وفي عيد الأضحى عام 2009، وكان اول عيد أقضيه خارج دولتي وبعيداً عن أهلي، فقد كنت أرتدي الزي الوطني ذاك اليوم، وفي أحد المطاعم لاحظت سيدة وبرفقتها طفلة استرالية صغيرة، كانت تشير علي بأصبعها، يوم العيد في أحد المطاعم وكنت أرى طفلة استراليا صغيرة عمرها 5 سنوات، لتفاجئني الطفلة وبعد عدة دقائق بتقدمها إلي لتقول لي “عيد مبارك”، ولقد أثر ذلك الموقف في وأعتبره من أجمل المواقف التي مررت علي لغاية الآن”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©