لا يزال الهداف الألماني ميروسلاف كلوزه يطارد الأرقام القياسية في صمت، حيث لم تحاول صحيفة رياضية واحدة حول العالم وضعه في قائمة النجوم الذين يستحقون المشاهدة في المونديال، وتسابق الجميع في توقع تألق كريستيانو رونالدو، وتوهج وين روني، وتفجر ينابيع موهبة ميسي، ولكن ما حدث على أرض الواقع جاء على عكس جميع التوقعات، وخرج روني ورونالدو مبكراً دون أن يتركا بصمة واحدة، بل سجلا حضورهما في المونديال بالسقطات الأخلاقية والتجاوزات في حق الجماهير والإعلام، كما غادر ميسي المونديال وفي رصيده خسائر تتفوق على رصيد المكاسب بصورة لافتة.
إلا إن ميروسلاف كلوزه “ماكينة التهديف الألمانية الصنع” خطف الأضواء من الجميع، وتمكن من تسجيل 4 أهداف في المونديال الحالي ليرفع رصيده إلى 14 هدفاً وينجح في ضرب أرقام بيليه وفونتين وموللر، ويصبح في حاجة إلى هدف واحد لمعادلة رقم النجم البرازيلي رونالدو الهداف التاريخي للمونديال، ومن يدري فقد يفعلها كلوزه ويسجل أكثر من هدف قبل نهاية المونديال الحالي ليصبح الهداف التاريخي لأهم بطولة كروية في العالم.
ميروسلاف كلوزه من مواليد 9 يونيو 1978 (32 عاماً) في بولندا، لأب سبق له احتراف كرة القدم في أندية بولندا وفرنسا وألمانيا، وأم لاعبة كرة يد في صفوف المنتخب البولندي، كما أنه تزوج من فتاة بولندية، بل إن عائلته لا تتحدث الألمانية حينما يجتمعون معاً، وسبق أن أكد كلوزه أنه يفضل صفة المواطن الأوروبي بعيداً عن إشكالية المقارنة الدائمة بين جنسيته الألمانية وهويته البولندية. بدأ كلوزه مسيرته الاحترافية في صفوف هامبورج عام 1998، وانتقل إلى كايزر سلاوترن عام 1999 ومنه إلى بريمن عام 2004 ليتألق ويحصل على هداف الدوري الألماني عام 2006 برصيد 25 هدفاً، وواصل كلوزه رحلة الصعود لينضم إلى البايرن عام 2007، إلا أن إصاباته المتلاحقة جعلت إيفيكا أوليتش مهاجماً أساسياً على حسابه، وعلى الرغم من ذلك استعاد كلوزه توازنه سريعاً مع المانشافت ليتألق في مونديال 2010 . على المستوى الدولي شارك كلوزه مع المنتخب الألماني في 100 مباراة محرزاً 52 هدفاً، وفي كل مناسبة يقترب خلالها من منصة التتويج مع المانشافت يخسر اللقب في الأمتار الأخيرة، فقد حصل على ثاني مونديال 2006، وثالث مونديال 2006، وثاني يورو 2008، وهو ما يدفعه لرفع شعار “المستحيل ليس ألمانياً” في رحلة البحث عن لقب مونديال 2010.
عدد اليوم
