أعلن مسؤولون أمس أن الجيش الباكستاني قتل 9 مقاتلين متمردين في المنطقة القبلية القريبة من الحدود الأفغانية حيث يشن الجيش هجوماً واسع النطاق· واندلعت المعارك مساء أمس الأول قرب ''خار'' كبرى مدن منطقة باجور، عندما هاجم حوالى 50 متمرداً مركزاً عسكرياً وأسفر الهجوم عن مقتل 5 مهاجمين·
وأضاف المصدر أن هجوماً مماثلاً وقع على نقطة عسكرية أخرى بمنطقة ''تانج خاتا'' أيضاً في ''باجور''· ورد الجيش على الهجوم فقتل ما لا يقل عن 4 متمردين· وتشن القوات الباكستانية منذ أسابيع هجوماً كبيراً في إطار مطاردة مقاتلي طالبان والقاعدة في ''باجور''· وأوقعت هذه المواجهات التي بدأت قبل شهرين أكثر من ألف قتيل بين المتمردين حسبما أعلن الجيش·
وقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً أمس في تبادل مكثف لإطلاق النار بين رجال القبائل المحلية ومسلحي طالبان في منطقة باجور القبلية المضطربة في باكستان· واندلع القتال عندما حاول جيش من المتطوعين من أحد القبائل أمس الأول إضرام النيران فى منازل المتمردين الذين يقاتلون القوات الحكومية منذ مطلع شهر أغسطس الماضي· وذكر مسؤول أمني اشترط عدم ذكر اسمه أن ''ما لا يقل عن تسعة من السكان المحليين وثلاثة من مسلحي طالبان، بينهم قائدهم في المنطقة لقوا حتفهم خلال اشتباكات بالأسلحة النارية، فيما أصيب ستة أشخاص آخرين''·
وفي بعض مناطق باجور، تمرد السكان المحليون ضد حركة طالبان· وأعلن أفراد ثلاث قبائل في المنطقة أنهم يعتزمون الدفاع عن مناطقهم ضد الحركة الاسلامية الأصولية التى حكمت أفغانستان حتى تمت الإطاحة بها في أواخر عام 2001 فى غزو قادته الولايات المتحدة·
ويذكر فى هذا الصدد أن ''باجور'' تعد قاعدة خلفية لطالبان التي تقاتل القوات الدولية في افغانستان ومعقلاً لمقاتلي القاعدة المدعومين من قبائل أو متمردين تابعين لحركة طالبان باكستان·
وقال بعض الخبراء العسكريين إن نجاح القوات الباكستانية في قتالها ضد مقاتلي طالبان والقاعدة فى هذه المنطقة سيكون تقدماً كبيراً فى القتال ضد التمرد الإسلامي المتصاعد في البلاد·
من جهة أخرى قال مسؤولون أمنيون أمس إن المتشددين الذين يقاتلون القوات الباكستانية يحصلون على أسلحة وتعزيزات من أفغانستان مؤكدين أن باكستان لن تتخلى عن هجومها في الشمال الغربي·
وأكدت المصادر الأمنية في إيجاز صحفي أن ''الحدود الباكستانية الأفغانية وعرة وتســـــــــبب لنا المتاعب حاليا في باجور·'' وأضاف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن ''الحركة أصبحت تحدث الآن في اتجاه باكستان قادمة من أفغانستان·''
ولم يوجه المسؤولان اللوم إلى الحكومة الأفغانية لكنهما دعوا القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان إلى وقف هذا التدفق·
إلي ذلك أعلنت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة أمس أن حوالى 20 ألف باكستاني عبروا الحدود ولجأوا إلى شمال شرق أفغانستان منذ مطلع الصيف، هربا من المعارك بين قوات الأمن والميليشيات الإسلامية·
وقال المتحدث باسم المفوضية نادر فرهد بمؤتمر صحفي في كابول إن ''أكثر من 3900 عائلة أي حوالى 20 ألف شخـــــص فروا منذ الصيف من جراء المعـــــــارك في باجور بمناطق القبائل الباكستانية· وتوجهوا إلى ولاية ''كونار'' في شرق أفغانستان''·
وأضاف أن ''غالبية النازحين استضافهم أفراد من عائلتهم أو أصدقاء، ما عدا حوالي 200 عائلة يمكثون في الهواء الطلق''، مشيرا إلي أن المفوضية العليا ترسل مساعدات إليهم· وقال المتحدث إن اللاجئين يشملون بعض العائلات الأفغانية التي غادرت بلادها واستقرت في باجور إبان الاجتياح السوفياتي (1979-1989)·
وتعتبر ''باجور'' قاعدة خلفية لحركة طالبان التي تحارب القوات الدولية في أفغانستان· ومعقلا لمقاتلي القاعدة المدعومين من قبائل متمردة تجتمع تحت لواء حركة ''طالبان باكستان''· وتتواجه قوات الأمن الباكستانية مع المتمردين في المنطقة منذ شهرين· وأسفرت المعارك العنيفة عن مقتل أكثر من 1000 متمرد و27 جنديا وعشرات المدنيين· وأجبرت أكثر من 260 ألف شخص على مغادرة منازلهم، حسب احصائيات الحكومة والأمم المتحدة·
عدد اليوم
