تشير الدراسات إلى أن التعديل في أنماط الحياة من خلال تغير العادات الغذائية، وعدم ممارسة النشاط البدني، وارتفاع نسبة التدخين تساهم جميعها في ارتفاع معدل السمنة بين الأفراد، وبالتالي زيادة الإصابة بالأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري وهشاشة العظام بالإضافة إلى السرطان· وهناك مقولة طبية متداولة: ''إذا أردت إيجاد خلية سرطانية فابحث عن الخلايا الدهنية''· وقد أوضح التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية حول التغذية والأمراض المزمنة أن من أهم السلوكيات الغذائية الخاطئة: الإكثار من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية (الحلويات والأطعمة الغنية بالدهون خاصة المقلية منها) وقلة تناول الخضراوات والفواكه والأسماك، مع زيادة استهلاك المشروبات الغازية، إضافة إلى قلة النشاط البدني·
وقد أثبتت علمياً العلاقة بين زيادة الوزن واحتمال الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري في سن مبكرة بالأخص عند الأشخاص ذوي الاستعداد الوراثي للمرض·
ومع تحسن المستوى المعيشي وثورة المعلومات والانفتاح الإعلامي والتجاري، زاد التسويق لصورة المرأة النحيفة الرشيقة، حتى أصبحت الرشاقة وخلو الجسم من التعرجات هوساً يطارد معظم السيدات دافعاً إياهن لاستخدام شتى الطرق، المتاحة وغير المتاحة، أملا في خسارة سريعة للوزن و كسب أسرع للصورة المثالية للمرأة المثالية بعيداً النموذج التقليدي· في عصرنا أضحت المرأة ضحية لممارسات خاطئة وخطيرة وفي سرد مختصر لبعض هذه الممارسات نجد الآتي:
1- وجبات غير متوازنة: هي التي لا تحتوي على العناصر الغذائية الرئيسية (كالاعتماد على صنف واحد) والتي قد تؤدي إلى خسارة سريعة في الوزن، لكّنها مملة وتؤدي إلى سوء تغذية ورجوع سريع للوزن المفقود عند الانتهاء منها·
2- وجبات بروتينية فقط: غالباً ما تكون خالية من الكربوهيدرات كالاعتماد على اللحوم الحمراء والبيضاء فقط، بحيث تعمل على خسارة سريعة في الوزن، إلا أنها تعمل على زيادة حمض اليوريك وتسبب آلاما في المفاصل بسبب ترسب الأملاح مع احتمالية التسبب بصداع وعصبية مستمرة بالإضافة لرجوع سريع للوزن المفقود عند الانتهاء منه·
3- العقاقير والأعشاب: وهي تؤدي إلى خسارة سريعة في الوزن، إلا أن لها تأثيرات جانبية على الكلى والكبد والأعصاب على المدى البعيد، ولا يجب استعمالها إلا بناءً على وصفة طبية و تحت إشراف طبي متخصص حيث تحتاج لمتابعة ومراقبة للوظائف الحيوية للجسم، كما أن المستحضرات العشبية عادة ما تكون مغشوشة وغير مرخصة، ويجب الحذر قبل تناولها·
4- الصيام أو التجويع: وذلك كالاعتماد على وجبة واحدة فقط، وقد تؤثر على أعضاء الجسم إذا مورست لفترات طويلة، بالإضافة إلى رجوع سريع للوزن المفقود عند الانتهاء منه·
5- حمامات البخار: والاعتقاد الخاطئ المتعارف عليه بأن كثرة التعرق تؤدي إلى نقصان الوزن، بل إنها تعمل على خسارة وزن الماء وليس لها تأثير على الدهون·
6- مستحضرات الوجبات الجاهزة: وهي سريعة التحضير، إلا أنها سيئة الطعم وقد تؤدي إلى إصابة الشخص بإمساك أو إسهال·
إن ضبط وزنك يحتاج منك إلى التوازن بين السعرات الحرارية، التي تتناولها عن طريق الطعام وتلك التي تصرفها في النشاط البدني والرياضة· ولكي تستطيع ضبط وزنك يجب أن تتحلى بالإرادة والإصرار ومن ثم التخطيط لتغيير نمط حياتك على المدى الطويل (الاستمرار في الثبات على الوزن المناسب بعد التخلص من الزائد منه) وذلك بتعديل عاداتك الغذائية بحيث تشتمل على جميع العناصر الغذائية: الكربوهيدرات (الحبوب والخبز) الحليب ومشتقاته، البروتينات (اللحوم والبيض)، الخضراوات والفواكه، والدهون النافعة (كالموجودة في زيت الزيتون والمكسرات) بالكميات المناسبة من دون إجحاف أو إسراف·
إعداد هيئة الصحة - أبوظبي
عدد اليوم
