السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمن المجتمع في الإسلام

أمن المجتمع في الإسلام
30 سبتمبر 2008 02:04
كفلت شريعة الإسلام للإنسان الحياة الكريمة من خلال العمل الشريف، حيث حث الإسلام على ضرورة العمل وأكد على أهميته وفضله، كما أن الدولة في ظل منهج الإسلام عليها أن تسعى لتوفير فرص العمل للمواطنين، وذلك لتحقيق الأمن والسلام في ربوع المجتمع· ولأن العمل هو الأمل في الحياة الآمنة والاطمئنان النفسى، فقد حث الإسلام على العمل والكسب الحلال في قوله تبارك وتعالى: ''يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون'' سورة الجمعة: 9-·10 ويؤكد إسحاق تراورى رئيس الشؤون الدينية بمالي أن هذه الآية الكريمة تأمر المسلمين أولاً بالسعي إلى الجامع لأداء فرض الجمعة بمجرد سماعهم للأذان، وتحثهم ثانياً على الرجوع إلى مكاسبهم والانتشار على وجه الأرض، والبحث في خباياها عن الرزق الحلال، ومن ثم فلا ينبغي للإنسان العاقل أن يُرى إلا محصلاً حسنة لمعاده، أو درهماً لمعاشه، وإن طلب الحلال فريضة على كل مسلم ومسلمة· ويوضح أن المسلمين مطالبون بالسعي في الأرض بحثاً عن أرزاقهم ومعاشهم، قال الله سبحانه وتعالى ''هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً، فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور'' سورة الملك: الآية ·15 ويضيف: إن شقاء المسلمين وخسارتهم في دينهم ودنياهم في ترك العبادة والخلود إلى البطالة والكسل والاتكال على عصا المقادير· عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ''ما أكل أحد منكم طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده''· ويحدد تراورى أفضل أنواع سبل العمل والكسب في زماننا الذي تنوعت فيه أبواب العمل فيقول: لما كانت طرق الحصول على المعاش والثروة كثيرة كالميراث والهبة والصدقة، والاشتغال في وظيفة حكومية أو التجارة والزراعة والصناعة أو مزاولة مهنة أو حرفة، فقد بيَّن الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم أنه لم يأكل أحد من بني آدم أكلاً أفضل عند الله من أكل اكتسبه من كد يمينه، وعرق جبينه وسعيه إلى جلبه من وجوده الحلال، لأنه يفيد جسمه نشاطاً، ويكسبه صحة، ويأكل بانشراح وهناءة، فذلك خير من مال موروث، وهبة مبذولة، وصدقة تأتيه عفواً، تورثه كسلاً وخمولاً، ويعطل أعضاءه عن العمل والحركة، ويلقيه على فراش الكسالى· أما العمل فإنه يؤدي إلى الأمن المعنوي والمادي، ويقي الإنسان من السقوط إلى هاوية المحظورات والمحرمات لأنه جزء لا يتجزأ من مقومات الأمن المجتمعي· إن نبي الله داود عليه السلام مع سعة ملكه وبسط سلطانه وتسخير الله له الجبال والطير والحديد وما تبع هذا الملك العظيم من غنى وثروة، لم يستكفه عن العمل بيده تشجيعاً للعمل، قال تعالى عن هذا: ''وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين وعلّمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنكم شاكرون'' سورة الأنبياء الآيتان 79-80)· وقد عمل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في رعي الغنم في صغره والتجارة عند شبابه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ''لأن يأخذ أحدكم بحبله، فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه'' (رواه البخاري)· نعم لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة· ويضيف: أمر الإسلام بالعمل للدنيا والآخرة معاً قال تعالى: ''وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين'' (سورة القصص: الآية 77)· وعن عمر رضي الله عنه قال ''احرث لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً''· ويشير إلى أن حق الإنسان في العمل هو أول الحقوق الخاصة التي أقرتها المواثيق والمعاهدات الدولية المنطقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية· فالمادة 23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ضمنت لكل فرد الحق في العمل، وحرية اختيار العمل الذي يريد أن يزاوله وشروط العمل العادلة والمرضية ووقايته ضد البطالة· ويؤكد أن واجب الدولة هو فتح سوق العمل وفرصه أمام مواطنيها وتوفير وسائل الكسب الشريف وطريق الحياة الكريمة لهم، مشيراً إلى أن المجتمع الإسلامي يحمي كرامة الإنسان وشرفه وإنسانيته في حله ورحله وفي حركاته وسكناته، قال تعالى: ''وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون''· (سورة التوبة: 105)· ينشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©