الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حنان ناجي: من يحترم ذاته ويقدرها ينال الأحسن

حنان ناجي: من يحترم ذاته ويقدرها ينال الأحسن
2 يناير 2010 23:11
سبرت أغوار الحياة وخبرت تفاصيلها، تجاوزت كل عراقيل حياتها وسارت في درب النجاح، حازت على عدة جوائز، بعد أن كانت تائهة في متاهات الحياة الكثيرة، دخلت دورة تدريبية لتطوير نفسها وصقل مواهبها ومحاربة الخوف داخلها وزعزعة بعض موروثاتها التقليدية التي تحبطها، فكانت النتيجة انطلاقتها من جديد بدون قيود وبعزيمة أكبر وأقوى، هي المدربة حنان ناجي، التي تتحدث عن تجربتها: «بدأت حياتي ككثير من النساء العربيات في دول العالم الثالث، كان لدي معتقدات خاطئة عن إمكانياتي ومقدار النجاح المتاح لي كامرأة عربية، بدأت العمل في سن الـ 14 حيث كنت أنتمي إلى أسرة متواضعة ومفككة، والدي بالطبع أثر على طموحي وإيماني بنفسي ومقدرتي على النجاح إلى حد كبير، ولكن كان لابد لي من استكمال دراستي والعمل في نفس الوقت لتحقيق أحلامي المتواضعة وهي فرصة عمل وسيارة وبيت صغير مثل معظم الناس». نقطة تحول تضيف حنان ناجي: لكن بعد المرور بكل ذلك وبتجربة شخصية سلبية في بداية العشرينات من عمري، قررت الحضور إلى دبي عام 2001 لتغيير حياتي للأفضل وبالفعل بدأت في البحث عن ذاتي وتحسين نفسي ولكن فى إطار ضيق ونجحت إلى حد ما ولكن نجاحي كان لا يزال نجاحا محدودا، حيث كنت أشعر بأنني أستطيع إنجاز أكثر بكثير مما أنجزت، العائق والسؤال الكبير في ذلك الوقت كان «كيف»؟ قررت أن أجرب التدريب على الحياة وفن تطوير الشخصية، بذلت كل ما بوسعي والتزمت مع مدربي الشخصي لمدة عام كامل، خلال هذه الفترة، تغيرت مفاهيمي عن معتقداتي الخاطئة وإمكانياتي المحدودة، وشعرت كأنني إنسانة أخرى ولدت من جديد، أصبحت أكثر نجاحا وسعادة، أحلم وأحقق أحلامي بسهولة! جائزة التميز وتذكر حنان: خلال عام واحد من تجربتي مع التدريب الشخصي واكتشافي لذاتي، حققت الكثير بمكان عملي، ونلت جائزة التميز من حكومة دبي وكرمت من قبل سمو الشيخ محمد بن راشد شخصياً، وكان ذلك بالطبع شرف عظيم وفاصل بحياتي الشخصية، والذي أعطاني دفعة للأمام لتحقيق إنجازات أكبر وأعظم. استمريت بعدها من نجاح لآخر، أكملت دراستي وحصلت على درجة الماجستير بدرجة إمتياز مع مرتبة الشرف من انجلترا وأخيرا درجة علمية أخرى في مجال التدريب الشخصي على الحياة والتدريب الإداري للقادة ورؤساء الشركات من الولايات المتحدة الاميركية. كما شغلت مناصب عليا في مجال التنمية البشرية في أرقى الشركات الحكومية والعالمية بدبي، وأخيرا اخترت أن أصبح سيدة أعمال ودخلت المجال الذي أؤمن به إيمانا كاملا لمساعدة الناس على التغيير، أنشأت شركة «ترانسفورم للتدريب المحفز» وتطوير الشخصية والتي تهدف إلى مساعدة الآخرين بناء على تجربة ما مررت بها بنفسي من تحول حقيقي بشخصيتي ونظرتي للحياة. وذلك من خلال الاستعانة بأدوات تدريبية عالية المستوى مثل النموذج الذي انشأته ATTRACT والذي يعتبر نموذجاً تحويلياً فريداً نظرا لنتائجه الاستثنائية. ويتكون نموذج ATTRACT من أربع خطوات: مرحلة اكتشاف الذات، مرحلة التحول والتغيير، مرحلة العمل، والمرحلة الأخيرة هي الاستمرار في عملية التغيير، النموذج بشكل عام يهدف إلى تعليم الأفراد والمدراء كيفية اكتشاف أنفسهم، وأي مفاهيهم خاطئة موروثة عن إماكنياتهم وبالتالي تغييرها وتحسين حياتهم للأفضل حتى يستطيعون المضي في حياتهم وعملهم يإيجابية وسعادة في نفس الوقت. حتى الآن، اثبتت نتائج التدريب الفردي، الشخصي والإداري فعاليتها وإيجابيتها وتأثيرها على عملائي الدارسين حقيقي ودائم، وكل هذه النجاحات بناء على تجربتي الشخصية ترجمتها في محاضراتي مع العملاء، وفي المحاضرات العامة التي ألقيها بمدن متعددة حول دولة الإمارات العربية المتحدة. الصديقة المقربة لنفسي وتفيد حنان ناجي: لقد تغيرت نظرتي لنفسي تماماً وعليه تغير العالم من حولي، أنا الآن على يقين تام بأنني أستطيع أن أحقق أي شيء أصبو إليه، أحترم ذاتي وأعامل نفسي بحب واحترام، أصبحت الصديقة المقربة لنفسي، أستمع إلى ما أسميه بصوت الحكمة الداخلي الذي يكمن داخل كل إنسان ولكن معظم الناس لا يستمعون إليه لأنهم مشغولون بالإستماع لآراء بقية الناس من حولهم، والتي في معظم الوقت للأسف، سلبية ومحبطة. لذا فإننى أومن بأن أي نجاح يجب أن يبدأ بحب واحترام الذات، ولا أعنى بهذا النرجسية، بل الحب المحفز الذي يساعدنا على اختيار الأشياء والناس الذين يساعدوننا على النجاح والاستمتاع بحياتنا. نظرتي للحياة تتابع ناجي: شخصياً، أنظر للحياة على أنها فرصة واحدة يجب استغلالها والإستمتاع بها قدر المستطاع، معظم الناس، وأنا كنت واحدة من هؤلاء في الماضي، يتفننون في تعقيد حياتهم لأنهم تعودوا مثلاً على وجود مشاكل دائما بالمنزل، وعندما يكبرون، يعانون من قلة المشاكل، أعلم كم يبدو غريباً هذا ولكن فكر في هؤلاء الذين يشتكون دائما، دائما هناك مشكلة أو شيء يجب حله، يؤجلون الاستمتاع بالحياة وبكل الهبات التي وهبها لنا الله، وبالطبع المشكلات لا تنتهي ولا يصلون أبداً للسعادة التي ينشدونها، وتظل حلماً في مخيلتهم. لذا أدعو كل الناس أن يسألوا أنفسهم عدة مرات كل يوم، كيف أستطيع في هذه اللحظة أن أبسط ما يدور حولي وأتخلص من أي «دراما» واستمتع بيومي. أيضا على الناس أن يتذكروا ويعدوا قائمة يومية بالأشياء التى يجب أن يكونوا شاكرين عليها مهما كانت بسيطة مثل الصحة، الطعام، المأوى، الأصدقاء..الخ لأننا دائما نميل إلى التركيز على النواقص فقط، أكتب هذه القائمة يومياً واستمد قوتك منها وآمن بقدراتك كل يوم أكثر وأكثر وهذا ما يؤهلك إلى تخطي كل العراقيل التي تصادفك. تغيير الحياة للأفضل تقول ناجي إن التدريب الناجح يرتكز على فهم العوامل المحيطة المتنوعة وليس فقط التركيز على السلوكيات السطحية وتقول: أمارس التدريب الفعال والمحفز وهو نتاج تجربة شخصية قوية مع هذا النوع من التدريب الذي غير حياتى. إضافة إلى الكثير من البحوث الاجتماعية التي أجريتها خلال الستة أعوام الماضية. ببساطة، لعيش حياةٍ مرضية وسارة، نحتاج إلى مقياس حقيقي لمجموعة القيم الخاصة بنا، ووعي دقيق للذات، وهو أمر بالغ الأهمية لنجاحنا، وأنا نفسي مررت بهذه التجربة، واجهت التحديات التي سبرت قيمي وثوابتي، وغيرت من حياتي مستعينة بدعم مدرب الشخصية، ومن خلال خبرتي تعلمت أن أغير أفكاري، وأحد من معتقداتي القديمة وأتغلب على الحواجز التي تقف دون اكتشافي لذاتي وتوجيه حياتي نحو الأفضل. تحولي هذا جعلنى أكثر وعياً وإدراكا لأنماط الحياة الغير متوازنة، المعاناة العاطفية، الفشل وعدم الثقة، هذا الإدراك أصبح شغفاً لي ومدنى بالعزيمة لتغير حياة الناس، ومن هنا، طورت تقنيات أصبحت فيما بعد أدواتي الرئيسية للتغيير
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©