الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الدفعة الأولى من المدنيين والمسلحين تخلي داريا المدمرة

الدفعة الأولى من المدنيين والمسلحين تخلي داريا المدمرة
27 أغسطس 2016 17:05
دمشق (وكالات) بدأت الدفعة الأولى من المدنيين السوريين والمقاتلين أمس وسط أجواء من الحزن بالخروج من مدينة داريا المدمرة قرب دمشق في إطار اتفاق يقضي بإخلاء مدينة طال حصارها وحافظت على رمزية خاصة لدى المعارضة السورية. وتوصل النظام السوري والفصائل المعارضة في داريا إلى اتفاق يقضي بخروج 700 مقاتل إلى أدلب و4000 من الرجال والنساء مع عائلاتهم بدءاً من يوم أمس من هذه المدينة، فضلا عن تسليم المقاتلين سلاحهم المتوسط والثقيل. وأشارت مراسلة فرانس برس عند مدخل داريا الرئيسي شمالا ، إلى بدء خروج حافلات المدنيين والمقاتلين عند حوالي الساعة الثالثة والربع بالتوقيت المحلي ، موضحة أن غالبية ركاب الحافلة الأولى كانوا من النساء والأطفال والمسنين، فيما تضمنت الحافلات الأخرى مقاتلين يحملون سلاحهم الفردي ومعهم عائلاتهم. وأكد مصدر عسكري سوري في المكان لوكالة فرانس برس أن الدفعة الأولى أمس تتضمن «300 مقاتل مع عائلاتهم» على أن تستكمل العملية اليوم السبت. ورأى شاهد من رويترز ست حافلات تغادر البلدة، وأظهرت لقطات في التلفزيون الرسمي حافلات تتحرك بحذر وسط مجموعة كبيرة من الجنود في شوارع تتناثر الأنقاض على جوانبها. وفور خروج حافلات المقاتلين، بدأ جنود النظام عند مدخل داريا بالهتاف للرئيس بشار الأسد رافعين أسلحتهم في الهواء. ولداريا رمزية خاصة لدى المعارضة السورية، فهي كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس 2011. وكان المتظاهرون في داريا وقتها يوزعون الورد والمياه على عناصر قوات النظام تأكيداً على سلميتهم. لكن ذلك لم يمنع سقوط قتلى برصاص قوات النظام ولاحقاً بالقصف المدفعي، وكما في المدن السورية الأخرى تحولت الاحتجاجات بعد قمعها إلى نزاع مسلح، لتخرج داريا منذ أربع سنوات عن سلطة النظام، وأصبحت من أولى البلدات التي فرض عليها حصار. وقال ناشط في مدينة داريا، فضل عدم الكشف عن اسمه، في حديث عبر الهاتف مع وكالة فرانس برس في بيروت «هناك قهر كبير» بين السكان. وأضاف «ذهبت الأمهات إلى المقابر لتوديع شهدائهم، إنهم يبكون على داريا أكثر مما بكوا حين سقط الشهداء». وأظهرت صورة نشرها المجلس المحلي للمدينة على صفحته على فايسبوك أحد الشبان وهو يقبل اسم داريا على أحد جدران المدينة. وفي إطار عملية إخلاء المدينة، أوضح المصدر العسكري في حديث للصحفيين أن «الذي لا يريد المصالحة سيذهب في اتجاه مدينة إدلب، والذي يريد البقاء سيذهب إلى منطقة حرجلة» في الغوطة الغربية والواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وأشار إلى أن «كل مسلح يرغب في أخذ أولاده معه في اتجاه إدلب سيحصل له ذلك». وأكد المجلس المحلي لمدينة داريا أن «الأسر المدنية ستتوجه إلى بلدة حرجلة ومن هناك سيتوزعون إلى المناطق التي يرغبون في التوجه إليها». وقال أحد مقاتلي الفصائل المعارضة في المدينة لفرانس برس عبر الهاتف من بيروت أن داريا تعيش اليوم «أصعب اللحظات، الجميع يبكي، الطفل يودع مدرسته، والأم تودع ابنها الشهيد عند قبره». يجمع سكان داريا، وفق قوله، «أغراضهم المتواضعة المتبقية، لتبقى معهم ذكرى لأربع سنوات من الحصار والجوع والقصف، وتبقى ذكرى لمجتمع دولي خذلهم دون أي ذنب». وكانت داريا قبل الحرب تعد حوالي 80 ألف نسمة، لكن هذا العدد انخفض 90 في المئة حيث واجه السكان طوال سنوات الحصار نقصاً حاداً في الموارد. من جهته، قال مصدر سوري ميداني أن العملية ستحتاج إلى «أربعة أيام قبل أن يدخل الجيش السوري» المدينة. وتبعد داريا نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب العاصمة. وهي أيضاً مجاورة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية. وأوضح المقاتل المعارض في المدينة أن قرار التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية على إخلاء المدينة «بعد صمود دام أربع سنوات يعود إلى الوضع الإنساني المتدهور فيها والقصف المتواصل عليها، فكان لا بد من حماية المدنيين». وأضاف «المدينة لم تعد صالحة للسكن، فقد باتت مدمرة تماماً» إذ كانت داريا تتعرض للقصف بعشرات البراميل المتفجرة يومياً، فضلا عن القصف المدفعي والغارات الجوية ما أسفر عن دمار هائل فيها. وعند مدخل داريا الشمالي، كتب على أحد جدران الأبنية «داريا الحرة مع تحيات الجيش الحر». وأكد مكتب ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، أن الوضع في داريا خطير للغاية وأن كافة الدعوات لرفع الحصار عن البلدة المحاصرة منذ نوفمبر 2012 ووقف القتال لم تلق استجابة من الأطراف المعنية. وقال المكتب في بيان اصدره في جنيف أن دي ميستورا أخذ علماً بالاتفاق لإخلاء سكان داريا من المدنيين والمقاتلين مؤكداً أنه لم تتم استشارة الأمم المتحدة، وأن المنظمة الدولية لم تشارك في أية مفاوضات حول هذا الاتفاق. وطالب بحماية سكان داريا في أي اتفاق من هذا النوع للإخلاء وأن يكون خروج من يرغب من المدينة طوعياً. وناشد دي ميستورا في الوقت ذاته الشريكين الرئيسيين الولايات المتحدة وروسيا بضمان أن يكون تنفيذ اتفاق الإخلاء هذا وفق القانون الدولي الإنساني ومعايير الحماية الدولية. وقال ك «لم تتم استشارة الأمم المتحدة ولا إشراكها في المفاوضات بشأن هذا الاتفاق» وإن«العالم يراقب الوضع» مناشداً الولايات المتحدة وروسيا، ضمان عدم ارتكاب أي جرائم حرب أو انتهاكات لحقوق الإنسان خلال أو بعد الإخلاء. إلى ذلك، بدأت أمس عملية تبادل الأسرى بين قوات النظام ومسلحي الأسايش في مدينة الحسكة. وقال مصدر أمني رفيع المستوى لوكالة الأنباء الألمانية إن «عملية تبادل الأسرى والمعتقلين بين الطرفين في الحسكة، تأتي تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أقر منذ أيام بين النظام ووحدات حماية الشعب الكردية برعاية روسيا بعد اجتماعات استمرت يومين في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية». وكانت وحدات حماية الشعب الكردي أعلنت بعد وقف العمليات العسكرية في الحسكة أنها اعتقلت 232 عنصراً، بينما قالت مصادر حكومية في الحسكة إن عدد الأسرى لا يتجاوز 130 عنصراً، إلا أن الجانب الكردي لم يكشف عن أعداد الأسرى من مقاتليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©