الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كتّاب وروائيون: لابد من ميثاق شرف لمهنة النشر

كتّاب وروائيون: لابد من ميثاق شرف لمهنة النشر
27 مايو 2018 23:11
محمد عبدالسميع (الشارقة) ظهرت شبكة الانترنت وانتشرت خدماتها في كل مجال، وفي صناعة الإعلام والنشر مكّنت الشبكة كل من (اشتهى) النشر أن يكون ناشراً، وغابت أخلاقيات النشر التي تعني في جزء منها انتظام العمل بكافة أشكاله ومراحله وفق مجموعة من القيم المهنية والأخلاقية التي تحمي مهنة النشر من الدخلاء والمنتفعين، وهذا ما أكده كتّاب وروائيون لـ«الاتحاد» مطالبين بأنه لابد أن يكون هناك ميثاق شرف لمهنة النشر مثلها مثل أي مهنة أخرى. الحقوق أولاً، وفي هذا الإطار، قال الدكتور عمار علي حسن الروائي والمفكر المصري: إن للنشر قواعد وأصولاً، لكن ليست كل دور النشر العربية تلتزم بها، ففي العالم العربي يكسر أغلبية الناشرين القواعد، ويخرجون على الأصول، في ظل الصراع الرهيب على تعظيم الربح، فكثير من الناشرين يهضمون حق الكاتب، ولا يعتنون بإخراج الكتاب بالصورة اللائقة، ومنهم الذين يسارعون بنشر كتب لراحلين دون الاعتناء بحقوق ورثتهم، وهناك من يقلّدون كتباً مهمة ويبيعونها بالأثمان نفسها، ويزيد الطين بلّة عدم الاعتناء بالملكية الفكرية، سواء لتخلف القوانين التي تحكمها، أو لعدم اهتمام الأجهزة الشرطية بتنفيذها. وهناك ناشرون يعيدون طباعة كتب لمؤلفين دون إبلاغهم، حتى يسرقوا حقوقهم المالية في الطبعات التالية، وقلّة من الناشرين هي التي تضمن حقوق المؤلف، أو تعتني بها، وتحفظها. وأضاف عمار: إن اتحاد الناشرين العرب يبذل جهدا في سبيل إقرار الملكية الفكرية، وحماية حق الناشر والمؤلف معاً، لكن هذه الجهود تحتاج إلى تعاون الحكومات، كما تستلزم أن يعظم الاتحاد جهده في سبيل إقرار ميثاق شرف بين الناشرين. مهنة راقية من جهته قال الشاعر والكاتب الإماراتي خالد الظنحاني: تعد مهنة النشر من أرقى المهن لأنها تتعامل مع المعلومات وتُثري العقول وتنمِّي المعرفة، وبما أنه لكل مهنة أخلاقيات، فلابد يكون لهذه المهنة الشريفة أخلاقيات تحدد أطر المتعاملين بها ومعها، وإنه لا يخفى على أحد ما تكتظ به مهنة النشر من عدم الالتزام بأخلاقياتها خاصة في تطور مجالات الطباعة وانفجار المعرفة وظهور ما عرف بثورة الاتصالات، وفي دولة الإمارات توجد قوانين صارمة لحماية المجتمع من أي كتاب يسيء للأديان أو رموز الدولة. وأكد الظنحاني أنه لابد من أن يكون هناك ميثاق شرف لمهنة النشر مثلها مثل مهنة الصحافة أو الطب. قواعد وأصول وأشارت الكاتبة الدكتورة وفاء مصطفى، إلى أنه في عصر الثورة المعلوماتية، والتقنية الحديثة، وصناعة المعرفة الرقمية، ظهرت اصطلاحات جديدة كحماية حقوق المؤلفين، وبراءات الاختراع، وإن لكل مهنة دستوراً أخلاقياً يجب على العاملين في هذا المجال ألا ينتهكوه، بمعنى أن تكون لهم أخلاق يتخلقون بها فلا يحيدون عنها، ومبادئ أخلاقية ينتهجون بنهجها، وحدود لا يتجاوزونها. وأضافت مهنة النشر تعتبر من المهن الخاصة التي تتعامل مع أرقى خاصية عرفها التاريخ وهي المعرفة والثقافة، فهي تنشر خلاصة البحث والفكر ووجدان المؤلفين، تلك المعرفة التي تسهم إسهاما كبيراً في التنوير، وإثراء العقول، وتشذيب الأخلاق، لذا يجب على من يتعامل في تلك المهنة مراعاة المبادئ والقوانين التي بنيت عليها، مثل استيفاء الحقوق وتوضيح الواجبات، كما تعتمد بالدرجة الأولى على ميثاق شرف أخلاقي، كغيرها من المهن الأخرى وهي «إعطاء كل ذي حق حقه»، وتوفير خدمات جيدة للجمهور. وتتمثل الأمانة المهنية في الالتزام بالنص المرسل من المؤلف المصرح به بالنشر من الجهة الرقابية دون تشويه أو تحريف، ومراعاة مبادئ الجودة الشاملة أي اتقان العمل وأداء الأعمال الصحيحة بطريقة صحيحة، حيث إن الأخلاق المهنية الناجحة هي التي تنبع من الضمير الإنساني، وتبنى على الإخلاص الوجداني فتهتم ليس فقط بالنوايا الحسنة، ولكن بالسلوكيات الحسنة أيضاً. بلا معايير وقالت الكاتبة والروائية نعمات حمود، ليس هناك معايير لضبط حركة النشر لأنها في مجملها تعتمد على مدى إدراك ووعي الناشرين، وهي معايير فضفاضة تتسع لثقافة وضمير صاحب الدار الذي قد يكون مادياً وطماعاً لا تهمه المادة الإبداعية، كما قد يكون ضيق الوعي الادراكي سببا لعدم تقييم العمل بطريقة موضوعية. إذن هي معايير متفلتة تختلف من شخص لآخر، ولا ميثاق مهني يحكمها إلا ضمير صاحب الدار ما قد يؤدي إلى فوضى في الإنتاج، وهذا ينتج كتباً لا ترقى لصفة كتاب. ومادام النشر هو سوق، فلا ميثاق مهني غير الضمير فقط والوعي لصحاب الدار. القارئ أولاً، وقالت الكاتبة سحر حمزة: هذا الموضوع لأنه يتعلق بما يصل إلى القارئ، وهو المعني الأول بكل ما ينشر. وهذا يفرض على الطرفين الآخرين في عملية إنتاج المعرفة، أي الكاتب والناشر احترام المعايير المتعلقة بالنشر، واحترام عقل القارئ ومدركاته. ونحن نجد في حالات كثيرة حملات ترويجية، لكتب تستهدف تلميع كتّاب على حساب آخرين، مع إطلاق مصطلحات ومفاهيم، قد تكون أكبر بكثير من مضمون الكتاب وحقيقته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©