منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر لا يزال الغرب يربط بين الإسلام والإرهاب ولا يفرق بينهما، وتنامت «فوبيا الإسلام» لدى الغرب بأن وضعت حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا كل المسلمين من أصول عربية المقيمين في دولتيهما تحت المراقبة وحتى المسلمين من نفس البلد، وأطلقت يد السلطات الأمنية في المتابعة والرصد والمراقبة لكل شخص مشكوك في أمره بل حتى الأطفال، غير أن تلك الإجراءات تبرز مخاوف المراقبين من أنها تنمي الغبن وربما تولد كارثة كبيرة يصعب تجاوزها. يرصد مؤلف كتاب «المسلمون قادمون: الإسلاموفوبيا والحرب على الإرهاب المحلي كيف..؟» للكاتب البريطاني أرون كاندري كيف يتعرض المسلمون في بريطانيا والولايات المتحدة للمضايقات الأمنية وفي بعض الأحيان لمراقبة تحركاتهم بدعوى الحرب على الإرهاب، وهو المصطلح الذي تبناه المحافظون في الولايات المتحدة وبريطانيا منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2011. ومن أجل هذه الحرب أصبح كل شيء مباحا مثل الممارسات غير القانونية وإعمال الترهيب وعمليات القتل من دون محاكمات.
يشير كاندري في كتابه الصادر في مارس 2014 عن دار فرسوا للنشر، إلى الظلم الاجتماعي الصارخ الذي يتعرض له المسلمون سواء في الدول الغربية أو الدول الأخرى ويرى أن هذا الظلم الاجتماعي والسياسي يخلق تربة خصبة لنمو التطرف بدلاً من محاربته. ويورد الأدوار المركزية التي تقوم بها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في خلق العديد من المظالم عن طريق انتهاج سياسة خارجية عدوانية مبنية على الحفاظ على الطغاة من الحلفاء للغرب في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وتنفيذ نظام اقتصادي نيو ليبرالي سيؤدي إلى إضعاف هذه الدول والمحافظة على مصالح الدول الغربية.
كما يحذر الكاتب من أن السياسيات الدولية التي تنتهجها المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي ضد اقتصاديات الدول الفقيرة عامةً والإسلامية خاصةً، وكذلك تدخل الولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة في السياسيات الداخلية للبلاد الإسلامية، سيؤدي إلى خلق مزيد من الإرهاب مثلما حدث في الصومال الأمر الذي أدى إلى تزايد انضمام الأشخاص إلى حركة الشباب الصومالية التي تصنفها الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية.
![]() |
|
![]() |
ويسرد الكاتب العديد من الممارسات التي يتعرض لها المسلمون بحجة الحرب على الإرهاب التي وصلت في بعض الأحيان إلى القتل مثل مقتل لقمان إمام مسجد في مدينة ديترويت الأميركية بعد تحقيقات أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالية استغرقت عامين زعمت أن لقمان يتزعم جماعة إرهابية محلية، غير أن الكاتب أورد معلومات عن لقمان تقول إنه كان بشوش الوجه يساعد جيرانه المسلمين وغير المسلمين وكان يدعو الناس إلى ترك المخدرات والكحوليات ولكن يبدو أن هذا لم يعجب السلطات الأميركية التي قامت بمراقبته كما رفض لقمان إمداد المباحث الفيدرالية بمعلومات عن الأشخاص المسلمين الآخرين.
![]() |
|
![]() |