السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرية التعبير··· مطلب مهم في جنوب شرق آسيا

حرية التعبير··· مطلب مهم في جنوب شرق آسيا
31 يناير 2009 02:06
منذ عقد من الزمان، كان الحوار حول حرية التعبير محوراً مهماً في رحلة إندونيسيا في اتجاه الديمقراطيّة· وتظهر قضايا مماثلة في أماكن أخرى في جنوب شرق آسيا بشكل بارز من خلال التشنجات السياسية المستمرة· كانت هذه الحوارات محلية بشكل أساسي، وهو أمر لا يدعو إلى الاستغراب، حيث إن المسألة يجب أن تناقض في هذا الإطار أولاً· إلا أن هناك أمراً يمكن الاستفادة منه عبر متابعة التطورات العالمية في مجال حرية التعبير عن الذات· سنحت لنــــا الفرصـــة مؤخراً لأن نكون جزءاً من حوار عالمي حول هـــذا الموضـــوع، ففي سبتمبر عام 2007 كنـــــا منسّقين في حلقة دراسيــــة غير رسميـــة حول حرية التعبير نظمتها (مؤسسة آسيا وأوروبا) في ''سييم ريب'' بكمبوديا· كانت إحدى النتائج الرئيسية من تلك الحلقة الدراسية إفلاس مفهوم الاختلاف الآسيوي الغربي حول مبدأ حرية التعبير· وبــــدلاً من ذلـــك، هنــــاك العديــــد من الأفكار الرئيسيــــة التي تنتقــــل عبر الحدود الوطنية· من الواضح أن حرية التعبير ليست مجرد حق فردي وإنما مكون رئيسي أساسي للتقدم المجتمعي· وهي حاسمة بالنسبة للتنمية· وتتطلب المنافسة الاقتصادية العالمية الجديدة أنظمة تعليم ترعى الأفكار المنفتحة والابتكارية، وهي أمور لا يمكن تصورها في غياب حريــــة الرأي والتعبير· كما أنه لا يمكـــن الاستغنـــاء عنهـــــا بالنسبـــــة للديمقراطية· لا يمكن للحكومات أن تكون عرضة للمساءلة بحق أمام الناس دون وجود رقابة تتمثل في إعلام مستقل· لا توجد حرية مطلقة· ومن الشرعي أن تتطلب ممارسة الفرد لحرية التعبير وجود أساليب تأخذ في عين الاعتبار حقوق الأفراد الآخرين، بالإضافة إلى الاهتمامات العامـــة· ويملــــك النــــاس الحــــق في حماية حياتهم الخاصة وسمعتهم، ولا يحق لأحد التحريض على الكراهية أو العنـف· تسمح المعايير الدولية بالقيود على حريـــة الكـــــلام بهــــدف الحفاظ على النظام العام والأخلاقيات العامة· إلا أنه يُساء أحياناً استخدام قيود كهذه من قبل بعض الحكومات بهدف كبت الحرية الشرعية في الكلام والاحتجاج· ويستمر استهداف الصحفيين وأصحاب المدونات والفنانين وغيرهم في أنحاء العالم بسبب الأعمال التي يقومون بها· ويجب على أي قيود على حرية التعبير أن تنجح في ثلاثة اختبارات· يجب أن ترتكز على القانون بدلاً من التصرف العشوائي· يجب أن تخدم الأهداف المعترف بها دولياً على أنها شرعية· وهذا لا يشمل الحاجة إلى حماية من هم في مركز قوة· ويجــــب أن يكــــون أي تدخل في حرية التعبير ضرورياً ومكافئاً، بعكس التوجّه الشائع من قبل السلطات للقيـــــام بعمــــل زائد عن الحاجة· هناك توجه عالمي لمكافحة السرية الحكومية من خلال ضمان وصول المواطنين إلى المعلومات الرسمية· وتقوم المزيد من الدول في آسيا وغيرها بسنّ قوانين تتعلق بحرية الحصول على المعلومات· يدعم ''الحق في المعرفة'' والشفافية والحكم الجيد ويجابه الفساد الرسمي· وقد تم إدخال قوانين كهذه مؤخراً في بنجلاديش وإندونيسيا· وحتى بريطانيا التي تأتي منها قوانين بعض الدول المتعلقة بالسرية، اعتنقت مبادئ تتعلق بالشفافية· هناك وعي متزايد كذلك بمحددات السوق الحرة ودافع الربح في توفير كمية ونوعية الأفكار والمعلومات التي يحتاجها المجتمع· تحتاج هيمنة المؤسسات الإعلامية الكبرى لأن تكون متوازنــة مــع السياسات الحكومية دعماً لتنـــوع الإعـــلام، بمــــا في ذلـــك الخدمات الإعلامية العامة المستقلة والإعلام البديل على مستوى الجذور· وأخيراً، هناك إدراك بـــأن حرية التعبير لا تعني إزالـــة الدولـــة من المعادلة· بل على العكس، هناك حاجة للدولة للحفاظ على حكم القانون· ليست الرقابة الحكومية، في العديد من الدول حول العالم، بما فيها آسيا، التهديد الوحيد، أو حتى الأكثر جدية، للعاملين في مجال الإعلام وللفنانين· تجري مهاجمـــة الكلام غير المحبوب رغم شرعيته بشكل روتيني من قبل مصالح غير حكوميــــة، بمـــا فيهــــا مجموعات غاضبة، الأمر الذي يذهب إلى ما وراء الاحتجاج الناشط واستخدام الأساليب العنفية لإحراج من يختلفون معهم· يعلن الإعلان العام لحقوق الإنسان، الذي احتفل بالذكرى الستين لإطلاقه في ديسمبر الماضي، المبدأ القائل إن ''لكل إنسان الحق في حرية الرأي والتعبير· ويضم هذا الحق حرية الحصول على وإعطاء معلومات وأفكـــار عبر أي وسائل إعلامية وبغض النظــــر عن الحدود''· لقد حان وقت وضـــع هذه المثل موضع التنفيذ· ورغم بعدنا كــــل البعــــد عن تحقيق ذلـــــك، هناك اليوم مفهوم أكثر عمقاً لأهميتها وكيفية احترام حقوق الإنسان هذه ووضعها قيد التنفيذ· لا توجد معادلة واحدة، ولكن تفاعلاتنا عبر المنطقــــة تقنعنا بأن الناس في كل مكان يؤمنون بعمق وعاطفة بحقهم في قول آرائهم· كيفن بويل أستاذ قانون بجامعة إيسكس في المملكة المتحدة شيريان جورج أستاذ مساعد بكلية (وي· كيم وي) للاتصالات والمعلومات بجامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومون جراوند الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©