الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سب المسلم فسوق وقتاله كفر

سب المسلم فسوق وقتاله كفر
29 سبتمبر 2008 00:44
يرفض الإسلام بشكل قاطع إيذاء المسلمين والحاق الضرر بهم بأي وسيلة حتى يكون المسلم آمناً على نفسه وماله وعرضه وكل حرماته، ويستوجب إيذاء المؤمنين والمؤمنات العقاب من الله تعالى بحسب الدكتور محمد نبيل غنايم -استاذ الشريعة بجامعة القاهرة، الذي يستند في هذا الحكم على قوله تعالى ''إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا· والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا'' الأحزاب الآيتان 58-·57 ويضيف أن في الآية السابقة عطف النهي عن إيذاء المؤمنين والمؤمنات على النهي عن إيذاء الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والعقوبة التي تنتظر من يفعل ذلك· وقد نفى الرسول - صلى الله عليه وسلم - الإسلام عن الذي لا يسلم الناس من إيذائه فيقول: ''المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم'' رواه أحمد والترمذي· ويبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن سب المسلم أو الوقوع في عرضه ولو بكلمة، فسوق وخروج على منهج الله - تعالى - كما أن قتاله كفر· فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ''سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر''· ويحذر الرسول - صلى الله عليه وسلم - من مجرد الإشارة إلى المسلم بالسلاح حتى لا يروعه· روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ''لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح· فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار''· · ومعنى ينزع أي يرمي، وفي رواية أخرى: ''من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي، وإن كان أخاه لأبيه وأمه''· ويؤكد أن مبادئ الإسلام تهدف إلى حماية الناس من كل ما يتسبب في الإساءة إليهم بأي صورة من صور الإيذاء، كالظلم أو الاعتداء على حرماتهم في منازلهم والتطلع الى عوراتهم والتحدث في اعراضهم، أو حتى إقلاق راحتهم في بيوتهم، أو الاستطالة عليهم في مجالسهم، ووصل الأمر إلى عدم ايذائهم في الطريق الذي يمشون فيه، حتى توعد من يٌحدث في طريق الناس أو تحت الأشجار التي يستظلون بها، أو في أماكن جلوسهم للتحدث والراحة، توعد هؤلاء جميعاً باللعن والطرد من رحمة الله تعالى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ''اتقوا اللاعنين'' قالوا: وما اللاعنان؟ قال: ''الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم'' ومعنى يتخلى أي يتبرز أو يتبول في الطريق العام، أو في أماكن الظل· وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال:''إياكم والجلوس في الطرقات''، قالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها· فقال صلى الله عليه وسلم: ''فإذا ابيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه''· قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: ''غض البصر، وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'' رواه البخاري ومسلم· ويوضح أن الإسلام يريد من المسلم أن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به، فالذي لا يرضاه لنفسه لا يرضاه لغيره، فإذا طبق كل إنسان هذا المبدأ استراح الجميع، واطمأن كل إنسان على نفسه وعرضه وماله· وهذا المعنى جاء واضحاً في الحديث الشريف الذي رواه مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتي إليه''· وقد بلغ من رحمة الإسلام أن جعل إيذاء الحيوان مستوجباً دخوله النار· ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ''دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©