الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نجومنا ونجومهم

17 ديسمبر 2009 00:36
الواضح أننا في واد وغيرنا في واد آخر.. أقصد بالطبع كرتنا ونجومنا، الذين من المفترض أنهم «حديث الصباح والمساء» في صحافتنا وعلى شاشاتنا وعبر أثيرنا، أما غيرنا، فأقصد بهم لاعبي العالم، الذين حل بعضهم ضيوفا على العاصمة في مونديال الأندية، فلم تستفد أبوظبي فقط من التنظيم، ولكنها أيضا اطلعت على تجارب أخرى للاحتراف، ووقفت على مفهومه الحقيقي الذي تجاوز لديهم الأوراق والخطط المكتوبة إلى واقع يعيشه اللاعب، فيأكله ويشربه ويتنفسه إن أمكن. وقد استوقفتني كثيرا تصريحات الأرجنتيني باتيستوتا، عن مشكلة اللاعب العربي، والمقارنة التي عقدها سريعا بينه وبين غيره من اللاعبين، فهو لم يكن يعرف النوم إذا خسر فريقه، بينما ينام اللاعب العربي قرير العين، مستريح البال وكأن شيئا لم يكن. وذات التصريحات سبق أن أكد عليها الغاني الأسطورة عبيدي بيليه حين كان أبرز اللاعبين الأجانب في دورينا وكان يلعب للعين، ويومها قال إنه لا ينام إذا خسر فريقه، وبكل أسف كان بعض لاعبينا يخرجون من المباراة مبتسمين. نعم الفارق كبير بيننا وبينهم، ولهذا هم يحققون ما يخططون له، بينما نحن نراوح في أماكننا، ولا فارق كبير بين لاعبينا ولاعبيهم على المستوى الإنساني، فلنا مثلهم أرجل، ورؤوس وأياد، ولكن الرؤوس ليست المهمة وإنما ما بداخلها من فكر ورغبة في التطور واستفزاز ينتقل إلى كافة خلايا الجسد فيتحول إلى طاقة وعرق وجهد ومثابرة. وللوقوف على جانب آخر من المقارنة العجيبة، فقد كنت قد ذهبت إلى تدريب برشلونة الإسباني أفضل فريق في العالم، ووقفت أتأمل كيف ينزلون من الحافلة التي أقلتهم إلى التمرين وسط صيحات الجماهير والمعجبين، ووجدتهم لا يعيرون انتباها لكل ما حولهم، ولا يحركون لها ساكنا، بل لم يلتفتوا إلينا، وكأننا لسنا هنا، وتذكرت في المقابل كيف أن لاعبينا ينزلون من الحافلة أو من سياراتهم الفارهة، وهم يستجدون الكاميرات والمعجبين بحماس لا يرقى إلى حماسهم في الملعب، خاصة لو كانوا نجوما مثلما نصفهم دائما ونطلق عليهم من الألقاب ما يحولهم إلى أساطير. لا أقصد من ذلك بالطبع التقليل من حجم لاعبينا، وإنما التأكيد على أن النجومية لها ثمن، ولها معطيات، وأي لاعب مهما علا شأنه، لابد وأن يقاس بمدى رصيده وما قدمه لناديه أو لمنتخب بلاده.. أما أن نرى اللاعب وقد بدا وكأنه من «فتح عكا»، بينما فريقه يترنح ومنتخبه خرج خالي الوفاض، فهذا مشهد غير مبرر، ومن المفترض أن ذلك يكون دافعا لتواري اللاعب لا أن يجاهر بفتوحات زائفة يفضحها الملعب. آخر الكلام إذا كان من لدينا نجوم فأي الألقاب يصلح لـ ميسي وإبراهيموفيتش وغيرهم من نجوم البارسا، وأي الصنفين سطا على اللقب؟ محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©