عواصم (وكالات) - قال سكان ومسؤولون عسكريون إن طائرات حربية سودانية شنت غارات جوية مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص قرب بلدة بانتيو كبرى من ولاية الوحدة بجنوب السودان. وقال مراسل لرويترز في الموقع خارج بلدة بانتيو المنتجة للنفط إنه رأى طائرة مقاتلة تسقط قنبلتين قرب جسر يربط بين بانتيو وبلدة روبكونا المجاورة. وأضاف “أستطيع أن أرى أكشاكا في السوق تحترق في روبكونا وجثة طفل صغير تحترق”. وقال ماك بول نائب رئيس مخابرات جيش جنوب السودان إن طائرتين سودانيتين من طراز (ميج- 29) أسقطتا أربع قنابل على المنطقة. وأضاف “هذا تصعيد خطير وانتهاك لأراضي جنوب السودان. إنه استفزاز واضح”.
وحسب فرانس برس سقطت القذائف التي استهدفت الجسر الواقع على طريق بين بانتيو والحدود مع السودان على مقربة من مراسلة الوكالة التي كانت على متن سيارة. وتصاعدت سحب الدخان من السوق الذي اندلعت فيه النيران بينما راح المدنيون المذعورون يركضون في أرجائه.لكن قال الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش السوداني قال “نحن نرفض الاتهام بقصف بانتيو. نحن لا علاقة لنا بما يدور في ولاية الوحدة بجنوب السودان. ولم نقصف أي منطقة في جنوب السودان”.
ودعت الولايات المتحدة أمس السودان إلى “وقف عمليات القصف الجوي فورا” على جنوب السودان حيث أوقعت غارة أمس قتيلين على الأقل وطالبت الطرفين بالعودة إلى طاولة المحادثات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان “على السودان أن يوقف فورا عمليات القصف الجوية ونيران المدفعية على جنوب السودان”. وأضافت المتحدثة الأميركية أن على الخرطوم وجوبا “التوصل الى اتفاق لوضع حد على الفور وبدون شروط للأعمال العسكرية والدخول مجددا في مفاوضات تحت رعاية الاتحاد الافريقي”.
وفي وقت لاحق أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن “قتل الأبرياء يجب أن يتوقف” في المناطق الحدودية بين السودان وجنوب السودان، داعيا الخرطوم وجوبا إلى التفاوض لإنهاء أعمال العنف. وقال أوباما في خطاب ألقاه في واشنطن “على رئيسي السودان وجنوب السودان أن يتحليا بالشجاعة للتفاوض لان شعبي السودان وجنوب السودان يستحقان السلام”. وأضاف اوباما الذي كان حض مساء الجمعة الجانبين على إنهاء المعارك “في دارفور وابيي وجنوب كردفان وفي ولاية النيل الأزرق، ينبغي أن يتوقف قتل الأبرياء”.
وفي باريس أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا “تدين” قصف القوات المسلحة السودانية أمس لمدينة بانتيو في جنوب السودان، وتدعو إلى حماية السكان المدنيين. وقال المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو في مؤتمر صحفي إن “هذا الاعتداء على أراضي جنوب السودان غير مقبول في ذاته، ويهدد بتدهور الوضع مجدداً”.
وأضاف فاليرو أن “فرنسا قلقة أيضاً على مصير السكان المدنيين الذين تقول المنظمات الإنسانية إنهم أجبروا على الفرار بالآلاف من مدينة هجليج”. وتابع المتحدث “ندعو إلى حماية السكان المدنيين، وتسهيل مهمة الكوادر الإنسانية من دون معوقات، بهدف تقديم مساعدة ملائمة إلى هؤلاء السكان”. وكررت باريس دعوتها إلى “وقف فوري للأعمال الحربية، وإنهاء القصف الذي يشنه الطيران السوداني واستئناف المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي”.
وفي لوكسمبورج حث الاتحاد الأوروبي دولتي السودان وجنوب السودان على وقف تصعيد الصراع الدائر بينهما بينما حذرت فرنسا من أن التكتل الأوروبي ربما يلجأ إلى فرض عقوبات للضغط على الجانبين لكي يوقفا العمليات القتالية. وقال وزراء خارجية الاتحاد في بيان مشترك صدر خلال اجتماعهم في لوكسمبورج “الاتحاد الأوروبي قلق للغاية إزاء تصاعد الصراع بين السودان وجنوب السودان”. وحث الوزراء دولة جنوب السودان على الوفاء بوعودها والانسحاب من حقل هجليج النفطي المتنازع عليه ، كما حثوا السودان على وقف غاراتها الجوية على أراضي جنوب السودان.
وشدد الاتحاد الأوروبي على أن “استخدام القوة لن يحل أيا من القضايا العالقة بين الدولتين” داعيا الطرفين إلى العودة إلى محادثات السلام التي تجرى بوساطة من الاتحاد الأفريقي. وقال هنري رينكور وزير الدولة الفرنسي للشئون الخارجية “في حال تفاقم الأمور من المحتمل توقع اللجوء للعقوبات .. ضد أولئك الذين لا يحترمون بنود إنهاء الأزمة”. ولم يشر بيان الاتحاد إلى العقوبات لكن دبلوماسيا بارزا بالاتحاد أكد يوم الجمعة الماضي أن احتمالها وارد.
عدد اليوم
