الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منغوليا... هل تدعم كوريا الشمالية؟

24 ابريل 2013 22:47
روبرت ماركند محلل سياسي أميركي يتقاسم الكوريون الشماليون وجيرانهم المنغوليون إرثاً لغوياً وإثنياً قديماً، واليوم يبدو أن كوريا الشمالية تأمل أن تساعدها تلك الروابط على اقتراض بعض الغذاء الذي تحتاجه. وفي هذا الإطار، أعلن سفير بيونج يانج في العاصمة المنغولية «أولان باتور» بشكل رسمي أن «نقصاً حاداً في الطعام»، قد يكون وشيكاً في بلاده؛ ولذلك، فإن هذه الأخيرة شرعت في البحث عن المساعدة. وكان الزعيم الكوري الشمالي الشاب «كيم جونج أون»، قد هدد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بحرب نووية في الآونة الأخيرة، الأمر الذي زاد من حدة التوتر؛ كما استعمل كميات وقود قليلة لتحريك قاذفات صواريخه المتحركة استشرافاً لاختبار آخر؛ وخلال الأسبوع الماضي، عمد «كيم» إلى إغلاق منطقة صناعية مشتركة بين الشمال والجنوب في «كايسونج» تكسب البلاد العملة الصعبة. غير أنه فيما يتعلق بإطعام الشعب في وقت يتوقع فيه حدوث نقص في محصول الذرة، فإن «كيم» يأمل على ما يبدو أن يرق المنغوليون لحال جيرانهم. والجدير بالذكر هنا أن أصل الإرث اللغوي للكوريين والمنغوليين يعود إلى جذر واحد- والصين ليست جزءاً منه - كما أن ثمة حركة قوية لقدوم وعودة السياح وللتجارة بين سيئول وأولان باتور على الخطوط الجوية لشرق آسيا، حيث يفتتن الكوريون الشماليون في كثير من الأحيان بجذورهم بين شعوب السهول. وفي هذا الإطار، أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» في عددها ليوم الاثنين الماضي إلى أن السفير الكوري الشمالي هونج جيو قال للرئيس المنغولي تساخياجين إيلبيجدورج «إن كوريا الشمالية قد تواجه نقصاً حاداً في الغذاء»، حسب التقرير. وبعد ذلك، طلب «هونج» من منغوليا بحث إمكانية تقديم مساعدات غذائية لكوريا الشمالية. والواقع أنه على مدى سنوات، كانت صور أطفال يعانون الهزال بسبب سوء التغذية، وكبار مصابين بالتقزم مرادفاً للظروف التي تروى عن واقع الحال داخل مملكة «جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية» المتكتمة، أو كوريا الشمالية، التي تدار منذ أكثر من 60 عاماً من قبل عائلة كيم. والهم اليومي الرئيسي الذي يشغل بال «شين دونج هيوك»، الذي ولد في معسكر للعمل ويشكل موضوع كتاب «بلاين هاردن»، الذي صدر خلال الآونة الأخيرة «الفرار من المعسكر 4»- هو الطعام. والواقع أن أزمة الطعام الكورية الشمالية التي قيل وكتب عنها الكثير تحسنت على نحو مضطرد منذ عقد التسعينيات، عندما كانت مواسم الفيضانات والجفاف تتسبب في هلاك ما يصل إلى مليوني شخص بسبب الجوع، كما يقول عدد من الخبراء. غير أن وقف المجاعة الكارثية التي كانت تحدث في السنين الماضية، إضافة إلى الوعود الفضفاضة بملء البطون، قد يشكلان نوعاً من المطالب الداخلية بالنسبة لـ «كيم»، كما يقول بعض الخبراء. وكانت تقييمات وكالة الأغذية الدولية قدمت الخريف الماضي واحداً من «أحسن» أرقام النقص المسجلة خلال السنوات الأخيرة، بنحو 200 ألف طن فقط. ويشار هنا إلى أن هذه الأرقام تُجمع تحت أنظار الحكومة، وهي لا تشمل الوضع في شبكات السجون ومعسكرات العمل الواسعة. ولكن أرقام النقص في الغذاء السابقة كانت بملايين الأطنان، وهو ما استدعى بعض المساعدة خلال السنوات الأخيرة من الصين وكوريا الجنوبية. وحسب مخطط العمل الكوري الشمالي، فإن الجزء الأكبر من كميات الطعام توزع في العاصمة «بيونج يانج»، التي تحتضن أكثر عنصر صفاء وولاء من السكان. أما خارج بيونج يانج، وفي المناطق المحيطة بها، فإن كمية الطعام المتوافرة تقل تدريجياً. ويقول بعض المحللين، إن النقص في المواد الغذائية والجوع موجودان في المناطق النائية بين من يسمون بالطبقات المترددة من المواطنين، الذين يزعم أنهم أقل ولاء للنظام. واستناداً إلى معلومات مستقاة من «شبكة كوريا الشمالية»، وهي منظمة تدافع عن حقوق الإنسان وتضم منشقين كوريين شماليين يوجد مقرها في سيئول، فإنه خلال الاحتفال السنوي بذكرى مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونج، لم تقم بيونج يانج بتوزيع الطعام في الإقليم الواقع في أقصى شمال البلاد. وهذا أمر صادم نوعاً ما على اعتبار أن المناسبة هي عيد ميلاد «سونج»، التي تعتبر أكبر وأهم عطلة في البلاد على الإطلاق. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©