الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليلى الأطرش: شخصياتي متسلطة

ليلى الأطرش: شخصياتي متسلطة
16 ديسمبر 2009 22:22
صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت مؤلف أدبي جديد للروائية الأردنية ليلى الأطرش “نساء على المفارق” يضم 192 صفحة من القطع المتوسط دونت فيه انطباعاتها في حلها وترحالها حول إشكالية النساء في عواصم عربية وأجنبية. جاء في مقدمته “يهتف بك صوت من لن تلتق يحرضك أن تنبش ذاتك ويلح أن توقظ لحظات التصادم مع بشر وأمكنة حين فردت لك الحياة شراع الترحال والتماس فتصير شاعر ربابة على درب..وعلى مفارق الطرق أشباح هائمة لنساء من ريح تتراقص في ظلال الأمكنة”. تصادم مع الحياة وفي حديث ل “الاتحاد الثقافي” قالت الأطرش: ليست كل الأمكنة ولا كل العابرين يخلقون التواصل مع الكاتب. لقد قابلت آلاف الأشخاص في ترحالي، نسيت معظمهم ونادرا ما يرتبط أحدهم مع المكان ويتحد فيه إن لم تتجاوز حكايته الخاص الذي يعانيه ليعكس إشكالية عامة، وهذا حالي مع “نساء على المفارق” فصار الكتاب المكان والمرأة وأنا.. تطرح كل منهن إشكالية نسوية فردت ظلالها على خصوصية مكانها وتماهت معه في ذاتي رغم جمال الأمكنة. فعندما تذكر أمريكا بتنوعها واختلافها أمامي تبرز صورة مريم طالبة الماجستير الكاميرونية، ومثلها ربى في مخيم صبرا وشاتيلا، واليتيمة في الرباط، وجميلة بوباشا في الجزائر، وبائعة الجنس في فرانكفورت، وقتيلة الشرف في بيت لحم، وراكبة الدرجة الأولى في مطار عمان، كل منهن أشعلت رغبة الاسترجاع من خلال خصوصية فردية فجرت إشكالية عامة... إن ما يؤثر في الكاتب هو “الكاريكتر” أو الشخصية المتفردة” حتى في لقاء عابر. فما قلته في الكتاب هو تجارب شخصية وتصادم مع الحياة والناس بحيث صار الزمان والمكان امرأة في الذاكرة، فالكتاب أشمل من مجرد امرأة وذاكرة هو أدب رحلات.. الظروف الزمكانية التي أحاطت بنساء المفارق وخصوصيتهن دون أن تلغي الأحداث والملابسات على الراوية (أنا) وتجربتها ومشاعرها.. هو كتاب أدبي في المقام الأول تتداخل فيه الذكريات الشخصية والمشاهدات مع الحقائق والبشر الحقيقيين الذين شكلوا هذه الأحداث. حقيقية ومأزومة وحول شخصياتها تقول الأطرش: إنها حقيقية ومأزومة وليست بطلة ولا إشراق فيها ولكنها متسلطة على القارئ بما تعكسه من إشكاليات. وكل ما قمت به هو توظيف معرفتي وجماليات الأمكنة لإبرازها وتشكيل زمانها ومكانها بأسلوب أدبي. تدخلت في جماليات النص الفنية ليكون أدبا فقط، ولو تدخلت بالخيال لصارت شخصيات روائية أو قصصية. وجاء اختيار العنوان من عتبات النص ليمهد لفهم النص، نساء التقيت بهن على مفارق الطرق فعلا ومثله لوحة الغلاف امرأة على طريق بينما عينا امرأة أخرى تراقبان من نظارتين الطريق والسماء وما حولها.. وكذلك التقديم والشكر للأسماء الحقيقية فيه لتكون مرجعا يستند إليه في خطورة ما قلت خاصة عن الحرب الأهلية اللبنانية. وقد أضاف الكتاب تجريبا جديدا في مجمل كتاباتي والتنويع في أساليبها ومضامينها وليس لتجربتي الروائية فقط، ومن حق الكاتب أن يجرب شكلا ومضمونا خاصة أن تجارب الكاتبات في أدب الرحلات شبه نادرة لأنها تتطلب كثيرا من المعرفة والترحال والتصادم. وقد أتيحت لي كإعلامية سافرت وبحثت وأعددت برامج وثائقية وقابلت رموزا سياسية وفكرية لن تتاح لمن لم يعمل في هذا المجال، وهي خبرة مكتسبة استثمرتها في نص أدبي. إشكالية نساء وحول حصر أبطالها من النساء فقط، تقول: ليس سرا أن إشكاليات النساء الاجتماعية والدينية تفوق مشكلات الرجال في المجتمعات الشرقية أما السياسية فيتساوى فيها الجنسان.. وفي الكتاب إشكالية التفسير الديني والتأويل بغير علم مما يؤدي أحيانا إلى تنازع العلم والدين في النفوس خاصة عند امرأة مسلمة متعلمة تدرس في أمريكا، ثم قتل الشرف أحيانا لمجرد الشبهة رغم أن النص حدد عقوبة الزنا ووضع معايير لهذه التهمة وإثباتها وقيدها كثيرا وإفلات القاتل بالحبس المخفف دائما، ثم قضية الإتجار بالمرأة جنسيا وسوق اللحم الرخيص واستغلال النساء فيه خاصة من بلدان الصراعات العرقية والحروب والهزات السياسية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©