أستاذ جامعي يتفرغ من محاضراته لتشجيع أتلانتا في أبوظبي

في الوقت الذي تناولنا فيه ظاهرة غياب الجماهير الإماراتية عن مونديال الأندية في أبوظبي والتي شكل عدم اهتمامها بحضور مباريات البطولة علامة استفهام كبيرة، إلا أننا رصدنا جماهير من نوع آخر ظهرت في أروقة البطولة، وكان لها حضور كبير ليس فقط بالمدرجات، ولكن حتى أثناء التدريبات، والتي شهدت توافد العديد منها لأسباب مختلفة، فهذا يحرص على التقاط الصور التذكارية مع نجم الفريق، وآخر يطلب توقيعه على “أوتوجراف”، فكانت جماهير الأندية العالمية هي بحق جماهير من نوع آخر، خاصة بعد أن اقتربنا من بعضها، وعرفنا كيفية تجمعها وتشكيلها حلقات تشجيع خلف فرقها في مختلف بقاع الأرض، وما بين المشاعر الفياضة لجماهير إستوديانتس وأتلانتا، أو حتى بوهانج وأوكلاند سيتي على الرغم من اختلافها في التشجيع والثقافات، إلا أنها توحدت في الاستمتاع بمتعة التشجيع من المدرجات في أي مكان في العالم. “الاتحاد” إلتقت بفرناندو خواريس بتدريبات فريق أتلانتا الذي ارتدى قميص فريقه، وحضر بصحبه نجله الشاب لمؤازرة الفريق المشارك في المونديال، في البداية اعتقدنا أنه أحد أفراد الجهاز الفني، ولكنه قال “أنا من كبار مشجعي فريق أتلانتا، أحب هذا الفريق لدرجة الجنون ونحن في المكسيك نعشق كرة القدم بشكل عام”. وعن طبيعه عمله قال فيرناندو “أنا أستاذ متفرغ في علوم الهندسة بالجامعة الوطنية المكسيكية، ولكني أنسى مركزي الأدبي والعلمي، وأرتدي قميص الفريق، وأطوف خلفه أينما حل وأرتحل، فقد ذهبت وراءه في مختلف البلاد التي سافر للعب معها في تصفيات كأس الكونكاكاف، حتى عندما يلعب الفريق داخل المكسيك في أي محافظة فأمنح تلاميذي إجازة من المحاضرات، وأغادر خلف أتلانتا، لقد منحت الطلبة راحة أسبوع كامل، حتى أتمكن من المجيء خلف الفريق في أبوظبي”. ونفى فيرناندو حصوله على دعم مادي أو معنوي من إدارة النادي المكسيكي، مشيراً إلى أن هناك الآلاف في المكسيك مثله، وقال “ستجد أمثالي في كل نادي بالعالم، نحن لا ننتظر دعم مالي، بل ندخر من أموالنا للسفر خلف الفريق، ومؤازرته لأنها متعة خاصة، وتجربة فريدة ندخلها مع كل مباراة يلعبها الفريق بغض النظر عن النتيجة”، وكشف فيرناندو أنه وبقية مشجعي فريقه على سبيل المثال يستمتعون بكل وقت يقضوه خلف فريقهم. أما جماهير إستوديانتس فكانت تتحرك بالعاصمة فور وصور فريقها للمشاركة بالمونديال بطريقة مجمعة، ويقول أليسندرو مارتوزيو “أرجنتيني يقيم في فرنسا” أنه فضل أن يستغل فترة إجازات رأس السنة بمشاركة فريقه في مونديال الأندية، وبالتالي حضر إلى أبوظبي للمرة الأولى بصحبة 25 من أصدقائه لتشجيع الفريق المفضل لديهم وبأساليبهم الخاصة في المدرجات. وأوضح ألسيندرو أن هناك ما يقرب من 3 آلاف مشجع أرجنتيني توافدوا على أبوظبي خلال الأيام الأخيرة لمؤازرة الفريق بأرض الملعب. وعن كيفية التواصل في بينهم قال “تجمعنا منتديات رياضية على موقع النادي، كما أننا نتواصل بشكل دائم، ونحن في أي بقعة حول العالم ودائماً ما يتم الاتفاق بصورة علنية عبر موقع النادي، أو الموقع الجماهيري بالمنتدى الرسمي على سبيل المثال للإعلان عن حملة تشجيع الفريق في الدولة التي يغادر إليها، وهو ما حدث عندما كان يلعب الفريق بالبرازيلي وبدول أخرى بالقارة خلال منافساته على لقب كأس أميركا الجنوبية”. وأكد الأرجنتيني زوميا ميجيل أن جماهير أستوديانتس كغيرها من الجماهير الأوروبية، تسعى إلى الزحف خلف فريقها ويحدوها أمل كبير في أن ينافس الفريق على اللقب، وأكد زوميا أنه تلقى رسائلاً من أكثر من 50 صديقاً بالأرجنتين أكدوا حضورهم للمباراة بأبوظبي وقضاء العطلة بالعاصمة هنا، لمتابعة بقية مباريات البطولة، وساعد على ذلك طرح التذاكر عبر الإنترنت، مما سهل عليهم عمليات الحجز سواء لدخول الملعب أو فنادق الإقامة. وتمتاز الجماهير الكورية هي الأخرى بأسلوبها المتميز في التشجيع، عبر حمل البالونات البلاستيكية الطويلة التي يتم الاعتماد عليها كمواد تشجيعية، ويعتمد فريق بوهانج على الجالية الكورية بالإمارات بخلاف جماهير أخرى حضرت خلفه بأعداد تقديرية تصل إلى ما يقرب من 1500 مشجع، وكشفت يشوكو كيتشتونج المنسقة الإعلامية للفريق الكوري أن إدارة النادي سهلت الحجز للجماهير الراغبة في الحضور لأبوظبي ومؤازرة فريقها عبر طرح التذاكر مع خدمة حجز فندفي بأسعار مخفضة بنسبة تصل إلى 10% كمساهمة من النادي لحشد المساندة الجماهيرية المطلوبة.