صراع كونغولي نيوزيلندي على المركز الخامس في المونديال

تجمع مباراة مازيمبي الكونغولي وأوكلاند سيتي النيوزيلاندي، الفريقين الخاسرين، في الدور ربع النهائي لبطولة العالم، حيث يتنافسان في الخامسة مساء اليوم على ملعب مدينة زايد الرياضية، على المركز الخامس، من أجل وداع مشرف للحدث. وبالرغم من الطابع الشكلي للقاء بوصفه مجرد مواجهة لتحديد الخامس والسادس في الترتيب العام إلا أن أهداف الفريقين كبيرة في حفظ ماء الوجه، وترك أفضل الانطباع على الجماهير المتابعة للبطولة. وتبدو كفة الفريق الأفريقي الأكثر قوة في مواجهة اليوم بعد أن قدم صورة طيبة في مباراته الأولى أمام بوهانج الكوري بطل آسيا، وأنهى الشوط الأول متقدماً بهدف نظيف، حيث أظهر إمكانات جيدة وقدرة على المنافسة بجدية، إلا أن الأخطاء الدفاعية ذبحت مازيمبي وأنهت أحلامه مبكراً في الوصول إلى المربع الذهبي. ومن خلال أجواء المعسكر الأفريقي لمازيمبي في أبوظبي، يبدو أن آثار الخسارة في المباراة الأولى لم تؤثر بشكل كبير على معنويات اللاعبين الذين يرغبون في تقديم حقيقة إمكاناتهم وتشريف القارة السمراء والتي عودت العالم بعروض ممتعة في مختلف ظهورها. ويسعى لاعبو مازيمبي إلى الفوز بمباراة اليوم لأسباب كثيرة أولها تحقيق أول انتصار لهم في أول ظهور للكرة الكونغولية بمونديال الأندية وأيضاً ختام المشاركة بوجه مشرف يلقى احترام الجماهير العالمية التي تتابع الحدث، كما أن أغلب لاعبي مازيمبي تراقبهم عيون السماسرة الأوروبيين للفوز بعقود جديدة، خاصة أن المفاوضات انطلقت منذ فترة ورئيس النادي أبدى استعداده لخروج العناصر التي بإمكانها الاحتراف خارجياً، وبالتالي تبدو دوافع ممثل الكرة الأفريقية قوية اليوم لتقديم عرض متميز في ختام ظهوره بمونديال الأندية والعودة مرفوع الرأس . وعلى الجانب الفني أيضاً يظهر الفريق المازيمبي صاحب الكلمة العليا لأنه يضم نخبة من اللاعبين المتميزين الذين قدموا عروضاً طيبة أمام بوهانج الكوري وأكدوا مهاراتهم الجيدة، وبالتالي بإمكان لاعبي مازيمبي تأكيد حقيقة إمكاناتهم في ظل العروض المتميزية للكابتن تريزرو مبوتو ومبينزا بيدي وميلوتا كابونجا والحارس موتيبا كيديابا. أما الفريق النيوزيلندي أوكلاند سيتي فيبدو أقل حظاً في الظفر بالمركز الخامس في مباراة اليوم لأنه لم يقدم المستوى القوي إلى الآن في البطولة، وحتى الفوز الوحيد الذي حققه على حساب الأهلي لم يكن مقنعاً لأن الفريق الإماراتي تسيد اللقاء، وأحكم قبضته على مناطق المنافس إلا أنه لم يترجم الفرص إلى أهداف. بينما استغل لاعبو أوكلاند ظروف الأهلي وغياب أبرز لاعبيه لتسجيل ثنائية لم تعكس قوة الفريق النيوزيلندي ولم تقنع الجماهير بقدرة هذا الفريق على المرور إلى الأدوار المتقدمة في البطولة. وأثبتت مباراة الدور ربع النهائي بين أوكلاند وأتلانتا المكسيكي الفارق الكبير في الإمكانات، حيث عكست الخسارة بثلاثية عدم قدرة أوكلاند على مواجهة الفرق القوية بالبطولة وأن قدراته محدودة ولا تسعفه لمواصلة المشوار، وبالتالي توقف في الدور ربع النهائي. كما تعتبر بطولة هذا العام الأفضل في مسيرة هذا النادي والفرق النيوزيلندية لأنها لم تسبق أن فازت بأي مباراة من مباريات بطولة كاس العالم للأندية. وبغض النظر عن ميزان القوى بين الفريقين فإن إقامة مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس قبل مباراة برشلونة الإسباني وأتلانتا المكسيكي من شأنها أن تكسب جماهيرية كبيرة وتمتع الجماهير بلوحات فنية خاصة أن النفس الهجومي سيكون كبيراً للفريقين من أجل الفوز والظفر بالمركز الخامس وإقناع الجماهير الحاضرة بعرض كروي يؤكد أحقية الناديين في التواجد ضمن نخبة من أشهر الأندية العالمية.