السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عاصمة الكلمة

عاصمة الكلمة
25 ابريل 2013 18:56
رقمياً هو المعرض الأكبر في المنطقة.. موضوعياً، هو عرس للثقافة وللكلمة في العاصمة الدائمة للثقافة والكلمة على الصعيد العربي. انطلقت، أمس فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. المعرض الذي انطلق في مستهل الثمانينيات من القرن الماضي، يرسي بعد أكثر من ثلاثة عقود تقاليد ابتدعها، ليس على مستوى التنظيم والإعداد فحسب، وإنما على مستوى الدور الذي تؤديه معارض الكتب الدولية في خدمة الثقافة، بتشعباتها، وفي خدمة صناعة الكتاب مثلثة الأضلاع، أي المؤلف والناشر والقارئ. من قلب رجل، ومن عقله، ومن إيمانه انطلق هذا المعرض في نواته الأولى بمبادرة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أولى الكتاب والثقافة أولوية استثنائية، عندما أُقيم معرض الكتاب الإسلامي في أبوظبي عام 1981. كان المعرض آنذاك ملتقى لـ70 دار نشر فحسب، من بعض البلاد العربية، وها هو اليوم وقد بلغ دورته الثالثة والثلاثين يتسع لـ 1020 داراً، من 50 دولة في مشارق الأرض ومغاربها، من القارات الخمس، وبأغلب لغات العالم. والمفارقة أن الرقم 70 هذه المرة، هو عدد دور النشر التي اعتذرت منها إدارة المعرض، سواء لامتلاء القدرة الاستيعابية لمركز أبوظبي للمعارض، أو لعدم تقيّد بعد تلك الدور بشروط حقوق الملكية الفكرية. يضع المعرض، هذه الدورة بين أيدي رواده من المهتمين بالكتاب وبالكلمة المطبوعة أكثر من نصف مليون عنوان في صيغ ورقية، فضلاً عن آلاف العناوين الأخرى في الصيغ الإلكترونية والأقراص المدمجة، التي تضمها المنطقة الرقمية في المعرض eZone، حيث يعتبر معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي يعطي فرصة المشاركة لشركات تقنية المعلومات وموفري الحلول التكنولوجية فيه. لغة الأرقام وبلغة الأرقام، أيضاً، فقد حققت هذه الدورة نمواً جديداً تصل نسبته إلى 15 بالمئة في المساحة و13 في المئة في عدد المشاركين، وتوسعت مساحة المعرض بإضافة قاعة جديدة حتى تصل إلى 5 قاعات، وزيادة عدد دور النشر العالمية التي تصل إلى 135 دار نشر عالمية، فيما يتوقع المنظمون حضور ما يقرب من مائتي ألف زائر إلى المعرض. وبلغة الأرقام، أيضاً، يستمر المعرض للسنة الخامسة على التوالي في تسليط الضوء على مبادرة الملكية الفكرية لدعم ترجمة الكتب من وإلى اللغة العربية، ولتشجيع ذلك يستطيع المشاركون التقدم بطلب للحصول على إعانات قيمتها 1000 دولار أميركي لكل عنوان متعلق بحقوق الترخيص من وإلى اللغة العربية التي سيتم التفاوض عليها خلال المعرض، وتستمر المبادرة في تشجيع الكتاب الناشئين والنشر خصوصاً باللغة العربية، تجسيداً لمكانة أبوظبي كمركز محلي وإقليمي وعالمي للنشر والصناعات الإبداعية. كما يتضمن جدول المعرض لهذا العام عدداً من الفعاليات الجديدة، إلى جانب طيف متكامل من النقاشات والعروض والمناظرات، وفرص التواصل التي تفوق في حجمها ونوعيتها الدورات السابقة للمعرض، من خلال أكثر من 100 جلسة نقاش تم التخطيط لها بعناية تامة، ويتضمن البرنامج الثقافي مجموعة من الحوارات الأدبية والمناظرات وجلسات قراءة الكتب وتوقيعها، بشكل يعكس الطبيعة العالمية لمعرض الكتاب، بالإضافة إلى الفعاليات الموسيقية التي أضيفت إلى جدول المعرض للعام الحالي، بحيث صممت خصيصاً لاستعراض تراث المنطقة العريق وثقافتها الغنية، وتضم مجموعة جلسات الخبراء تشكيلة متنوعة ومثيرة للاهتمام من 30 جلسة تجمع ما يزيد على 50 متحدثاً من الخبراء ورواد قطاع النشر في المنطقة والعالم، ليقدموا أفكارهم وآراءهم حول عدد من أهم المواضيع في عالم النشر. وكذلك من المتوقع حضور أكثر من 25000 من طلاب المدارس إلى المعرض الذي تم تغيير موعد فعالياته، لكي تأتي بعد انتهاء مواعيد امتحانات المدارس. مؤتمر الترجمة انعقاد الدورة الثالثة والعشرين من هذا الحدث الثقافي، يضع أبوظبي في واجهة المدن الكبيرة التي تستقطب أهم الناشرين محلياً وإقليمياً وعربياً ودولياً، كعاصمة للإبداع، ومنارة للإشعاع الثقافي، ووجهة عالمية لصناعة النشر التي تواجه اليوم جملة صعبة من التحديات وعلى رأسها محاولات «عولمة الفكر الثقافي»، وإشكاليات «الكتاب الرقمي» و»حقوق الملكية الفكرية» و»فنون القرصنة» و»حقوق الترجمة». وتلك كلها سوف تكون عناوين للاشتغال الثقافي، من قبل خبراء ومهتمين طيلة أيام المعرض الستة، ولعل أبرزها سوف يكون مؤتمر الترجمة الذي ينظمه مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. ومن المتوقع أن يُشارك في المؤتمر ما يزيد على 60 خبيراً وأكاديمياً من 20 دولة عربية وأجنبية. ويتضمن ورش عمل حول الترجمة الأدبية من الإنجليزية والفرنسية والألمانية إلى العربية، إضافة إلى ورشة لترجمة نصوص أدبية عربية إلى الإنجليزية، بالإضافة إلى تقديم نماذج عملية واستنتاجات للتغلب على مشكلات الترجمة الأدبية، وعروض لواقع الترجمة الأدبية من العربية إلى اللغات الأخرى، وذكر تحديات وعوائق نقل المنتج الثقافي العربي إلى الآخر مع ذكر أمثلة في مجالات النشر والتوزيع، ومن ثم إصدار توصيات بناءة لتطوير هذا القطاع. وبهذا المعنى فإن هناك منجزات كثيرة ستحققها دورة هذا العام، لتضيف لبنات ثقافية جديدة، إلى ما حققته الدورات السابقة على صعد مختلفة، منها: تطوير البرنامج المهني، وتهيئة منصة للعارضين لإقامة اتصالات مباشرة مع الناشرين في منطقة الشرق الأوسط وما وراءها، كذلك بناء علاقة وطيدة ما بين المبدعين والجمهور من خلال سلسلة الحوارات، وتطوير مفهوم فن المناقشة، كذلك تسليط مزيد من الأنوار الكاشفة على «مبادرة الحقوق» بعد أن قطعت خمسة أعوام من العمل باتجاه دعم العارضين والزوار التجاريين المسجلين رسمياً في المبادرة، وتمكينهم من الحصول على إعانات مالية، لكل عنوان متعلق بحقوق الترخيص من وإلى اللغة العربية، بالإضافة إلى تطوير مفاهيم عديدة في مجال صناعة كتاب الطفل، وإحياء «ركن الرسامين»، وهو منصة للرسامين المحليين والدوليين لعرض مواهبهم أمام الجمهور، مضافا إلى كل ذلك تحقيق مشاركة شعبية واسعة من خلال البرامج الثقافية والفنية والترفيهية والتراثية، تأكيداً من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة المشرفة على هذا الحدث، على حفظ وحماية تراث وثقافة الدولة، والترويج لمقوماتها الثقافية، ما يؤكد ضمناً مكانة أبوظبي العالمية، بعد أن أصبحت قبلة ثقافية وسياحية مستدامة. ضيف الشرف والحدث الأبرز هذا العام، هو أن مجلس التعاون الخليجي سيكون ضيف الشرف، وذلك لإتاحة الفرصة للتعرف إلى المشهد الأدبي في المنطقة، حيث ستكتمل كل ليلة من ليالي المعرض بأداء موسيقي يمثّل كل دولة من الدول الست الأعضاء. وقد أعدت في إطار هذه الاحتفالية سلسلة من الفعاليات الخليجية، ضمن برنامج كامل من الحوارات والمناقشات الأدبية والإنشادات الشعرية والحفلات الموسيقية وغيرها من الاحتفالات الثقافية مع روّاد من الكتّاب والمثقفين والفنانين من كل دول مجلس تعاون الخليج العربي، ومنها: «إرهاصات الكتابة العُمانية.. الكتابة بداية لمواجهة الشفاهة، نَصَّاً ومجتمعاً» مع أحمد الزبيدي، وأمسية شعرية «شهاب غانم، حمدة خميس»، و»فرقة الجبيلات للفنون الشعبية» من دولة قطر، و»سيرة ذاتية للمرأة الخليجية ثقافياً وإبداعياً» لهدى الدغفق، و»واقع النقد الأدبي في الإمارات.. نظرة على تأخر النقد الأدبي في الإمارات، وكيفية الدفع به» للدكتورة أمينة ذيبان. كما سنلتقي «فرقة حمد بن حسين للفنون البحرية» من دولة الكويت، و»النَص المفتوح.. عن تداخل الأجناس الأدبية وصولاً إلى النَص المفتوح» لفاطمة الشيدي، و»شهادة في التجربة الروائية ملامسة بين تجربة إسماعيل فهد الروائية والرواية الكويتية» لإسماعيل فهد إسماعيل، و»الأساطير في الخليج الأسطورة مجتمع الغريزة والحاجة، لا تنتهي بتطور أدوات المعيشة والفكر، بل تتحول آخذة شكلاً ونسقاً آخر» لبشرى ناصر، و»شهادة روائية» لعلي أبو الريش، و»المثقف والعمل الإداري توصيف للتوافق والاختلاف بين طبيعة المثقف والعمل الإداري، في المؤسسة الثقافية وغير الثقافية» لعبد العزيز خاطر، و»باسمة يونس، وموقع الخطاب الروائي في الثقافة السعودية «رواية ما بعد الألفين» ليحيى امقاسم ومحمد الحرز. كما نلتقي بـ»فرقة شباب الأشخرة للفنون الشعبية من سلطنة عُمان، و»شهادة روائية بين تعدد الكتابة للتلفزيون والسينما، تبقى الكتابة الروائية والقصصية أعمق» لفتحية ناصر أحمد، و»السرد والهوية والديموقراطية هل للهوية مُنطلق سردي، وعمل على دمقرطة النص الأدبي، وبالتالي المجتمع؟» لفريد رمضان. البرنامج الثقافي أما البرنامج الثقافي، في المعرض، فإنه سوف يشكل بتنوعه نوافذ للإطلالة على ثقافات العالم، سواء في بعدها المحلي الإماراتي، أو العربي، أو الدولي. وتنتظم في هذا الإطار مبادرات تفعيلية ثقافية منها: «نادي الكتاب الحي»؛ و»تواقيع»، مما أضاف إلى البرنامج مزيداً من العمق والتنوّع. وفي هذه الدورج سنجد مجموعة واسعة من الأنشطة، مثل: حلقات نقاش تعالج موضوعات مثل النسوية، والموجة الجديدة للأدب في شمال أفريقيا، وإرث ألبير كامو والمدونات الأدبية، وقراءات شعرية باللغات الإنجليزية والعربية والأوردية، وجلسات تفاعلية عن ألغاز علمية وفعاليات الكلمة المنطوقة، وجلسات نقاش يديرها مشاهير الكتّاب والمبرّزون الجدد من أميركا الشمالية وأستراليا وأوروبا والشرق الأوسط الذين سيشاركون في جلسات توقيع الكتب والنقاشات الأدبية. وستُكرّس الفترات الصباحية لأنشطة مخصّصة للأطفال. والتواصل مع نادي القراء «الملتقى» برعاية كريمة من سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان. وفي مجلس الحوار تُعقد حلقات النقاش، حيث تتم استضافة كتّاب وصحفيين وأكاديميين وباحثين وكتّاب مقالات، إضافة إلى عروض، وإطلاق للكتب والأطالس، وسواها من المشروعات الأدبية. فضلاً عن كونه مكاناً للالتقاء بالفائزين بالجائزة العالمية للرواية العربية وجائزة الشيخ زايد للكتاب. وفي الخيمة يستضيف هذا المكان الذي يتّسم بالحميمية مجموعة كبيرة من الفعاليات، مثل: رواية قصص الأطفال، والأمسيات الأدبية المفتوحة؛ وقراءة الشعر، إضافة إلى الالتقاء بمشاهير الكتّاب؛ والنقاشات الأدبية، وفعاليات الكلمة المنطوقة. وفي تواقيع، وهو مكان مخصص بشكل كامل لمبادرة تواقيع، فبعد مقدّمة قصيرة ونقاش مع المقدّم سيعمد كلّ كاتب منهم إلى توقيع أحدث إصداراته. وفي عروض الطبخ، سنجد وسط هذا الجو الدافئ والمرح مطبخنا الحديث، حيث سينصبّ الاهتمام هذا العام على الطعام الصحّي الذي سيعرضه كبار الطهاة المحترفين مع مجموعة من المختصّين بالتغذية.. في هذه الفعاليات سيكون متحدثاً كل من: جيم الخليلي ونورة النومان، ونورة عباس الخوري، ومحمد حسن علوان، ونورية محمد طيب العبيدلي، وسنان أنطون، والدكتور رضا أصلان، وجودي بالارد، وبيارني بيارناسون، ورشيد بوجدرة، وفرح شما وكيارا كوميتو وجون داناليس ودانييلا دانس وغي دوليسل وجيروم فيراري وسيوماس غالاتشير وكانتان كريبان وجاك فيرانديز وراوي الحاج وعقيلة إسماعيل وإبراهيم عيسى وفيليب كينيدي وغيورغ كلاين وفرانك كلوتغين وأندري كوركوف وعمارة لخوص وكينيزي مراد ودو دوريان وميشلين حبيب. ملحق «الاتحاد» أصدرت جريدة «الاتحاد» بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ملحقاً خاصاً عن المعرض وفعالياته، وتضمنت مواده شرحا لتاريخ المعرض منذ انعقاد دورته الأولى، وكذلك إطلالة رقمية على واقع الدورة الحالية. وقد تم توزيع الملحق قبل يوم من افتتاح المعرض، وسوف يكون معروضاً على مختلف منصات العرض داخل مركز أبوظبي الدولي للمعارض، طيلة أيام المعرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©