السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاعد حرب البيانات بين عمرو دياب ومحسن جابر!

تصاعد حرب البيانات بين عمرو دياب ومحسن جابر!
31 يناير 2009 00:50
مَنْ لا يعرف محسن جابر؟ هو أحد أهم المنتجين العرب، حيث استطاع في الثمانينات وبداية التسعينات أن يُحقّق نجاحاً غير مسبوق في مجال الإنتاج الفني من خلال تكريس نجوم في عالم الغناء عبر شركة ''عالم الفن''، مثل: ميادة الحناوي وراغب علامة وسميرة سعيد وشيرين عبدالوهاب وهاني شاكر ومحمد فؤاد وهشام عباس وصابر الرباعي وباسكال مشعلاني وأنغام وأحلام وغيرهم· لكنّ ''جوكر'' الشركة أو حصانها الرابح أو دجاجتها التي تبيض ذهباً، كان عمرو دياب بلا منافس الذي شكّل ''ظاهرة'' جديدة في بداياته أثارت الجدل، وحقّق نجومية لا يزال بريقها أخّاذاً منذ نحو ربع قرن لما صدر ألبومه الشهير ''نور العين''· وعندما تأسّست شركة ''روتانا''، أصيبت شركة ''عالم الفن'' بمقتل؛ في نجومها الشباب حصراً حيث بدأوا بالانسحاب واحداً تلو الآخر أمام الإغراءات المالية، ما دفع محسن جابر إلى خوض معارك كثيرة مع عدد من النجوم، غير أن أبرزها وأطولها وأعتاها كانت مع عمرو دياب منذ أن انتقل آواخر سنة 2003 إلى ''روتانا'' التي دفعت له مبلغ 5 ملايين دولار- كما قيل حينها! أما اللافت في حرب محسن جابر- عمرو دياب، فهو أن نتائجها عصيّة على الفهم حتى اللحظة، إذ يتبادلان تصريحات نارية حيناً، ثم يُعلنان الهدنة حيناً آخر، فيتواجهان قضائياً في وقت لاحق، ثم يتحدثان عن عودة التعاون فيما بينهما، قبل أن تدق طبول الحرب من جديد! حتى صارت قصتهما أشبه بمسلسل مكسيكي لا أحد يعرف - سوى الله وحده- متى يحين موعد الحلقة الأخيرة! ومنذ أيام، أصدر عمرو دياب بياناً صحفياً من مكتبه الإعلامي رداً على مطالبة المنتج محسن جابر له بتعويض مادي وقدره 10 ملايين جنيه، بسبب ''عدم استئذان دياب فى إذاعة الأغاني التى أنتجتها شركة عالم الفن'' خلال فترة تعاقدهما سويّاً، وذلك ضمن برنامج ''الحلم'' الذي يحكي سيرة ومشوار دياب ورحلة صعوده إلى القمة! ومما جاء في البيان: أولاً: القول إن لشركة ''عالم الفن'' حقوقاً مالية على مقاطع لا تتجاوز مدتها ثلاثين ثانية من كل أغنية، مردود عليه بأن المستفيد الأول من بثّ هذه الثواني القليلة هو الشركة ذاتها التي ستبيع طبعاً آلاف النسخ من الألبومات الغنائية بعد إذاعتها واستحضار الجمهور لها من جديد· وهذا المسلك معروف عالمياً، وتُرحّب به شركات الإنتاج لأنه يُجدّد الحياة التجارية للإنتاج القديم، ومن المؤكد أن إذاعة هذه الثواني لن تُغني عن الأصل؛ بل سيسعى المستمع إلى شركات الإنتاج بهدف شراء نسخ من الألبومات الكاملة· ثانياً: القول إن الشركات الأخرى التى أنتجت لعمرو دياب قد اتخذت إجراءات قانونية بشأن نفس الموضوع، هو أمر غير صحيح جملةً وتفصيلاً، حيث انفردت شركة ''عالم الفن'' بهذا المسلك الذي لا يستند إلى أساس قانوني صحيح· ثالثاً: القول بإرسال ''عالم الفن'' إنذارات بشأن هذا الموضوع إلى المطرب عمرو دياب غير صحيح، حيث نؤكد عدم استلام الفنان أي إنذارات حتى هذه اللحظة· الأهم من كل هذا، سؤال يطرح نفسه بقوة: هل هناك مجال لعداء شخصي من منتج على فنان حققت من ورائه شركة الإنتاج الملايين من الدولارات، ولم يحصد هو منها إلا ما هو مثبت في سجلات شركة ''عالم الفن''؟ ! إذ إنه من المعروف للعامة أن الضرائب تُخصم من المنبع، ويسأل عن توريد الضرائب الشركة التي سدّدت المال، حيث يتمّ الخصم والتوريد لمصلحة الضرائب بمعرفتها، فلماذا الهمز واللمز واختلاق المشاكل، لا سيما أن توقيع الفنان مع شركة أخرى أمرٌ وارد دائماً خصوصاً إذا كانت الشركة الأخرى هي ''روتانا''! وفي المناسبة، تشهد سجلات الضرائب بأن عمرو دياب يُسدّد بانتظام حق الدولة عليه فيما يخص الإيراد العام من دون أي تردد أو مماطلة· وكم كان المطرب عمرو سيسعد بظهور محسن جابر في البرنامج ليتحدّث عن دوره المتميز كفنان احترف الإنتاج وتميّز فيه، وبات من أبرز المنتجين في عالم الصوتيات، لأن امتناعه عن الظهور حرم الجمهور من الاستماع منه شخصياً عن دوره في المسيرة الناجحة لـدياب· ردّ محسن جابر وكان محسن جابر قد أصدر بياناً ردّ فيه على بيان عمرو دياب، وقال فيه: لقد نشرت العديد من المواقع الإلكترونية بياناً صحفياً من الفنان عمرو دياب بشأن مطالبة المنتج محسن جابر بوقف برنامج السيرة الذاتية لـ ''عمرو دياب'' والذي يحمل عنوان ''الحلم''، وقيل في تفاصيل البيان مجموعة من النقاط من شأنها قلب الحقائق وتغيير المسار عن الطريق الصحيح· أولاً: قيل إن شركة عالم الفن هي المستفيد الأول من بثّ مقاطع الأغنيات حيث إنها ستبيع آلاف النسخ من الألبومات· لكن لتوضيح الأمر، فإن عمرو دياب هو المستفيد الأول والأخير بالتأكيد من بث مقاطع الأغنيات التي أنتجتها له شركة عالم الفن في برنامجه ''الحلم''، وهو بتجاهله لحقوق الملكية الفكرية للشركة يتحايل على القانون ذلك لأن البرنامج لا يعتمد على عرض السيرة الذاتية لعمرو دياب فقط؛ بل هو برنامج تجاري ترعاه شركة إعلانية تقوم بدعمه؛ فضلاً عن إحدى شركات المياه الغازية التي دفعت له مبلغ 2 مليون دولار! كما أنه في نفس الوقت، يُؤكّد نسيان أو تناسي عمرو بأن شركة عالم الفن هي الوحيدة التى تمتلك الحق في الموافقة أو عدم السماح ببث أي مقطع في أي قناة تلفزيونية أو محطة إذاعية إلا من خلال إذن كتابي صادر من شركة عالم الفن نفسها، وذلك طبقاً للعقود المبرمة بينها وبين عمرو· ثم من أين أتى بالتأكيد على قيام الشركة ببيع آلاف النسخ من الألبومات لمجرد عرض المقاطع في برنامجه ''الحلم''؟! ألا يرى عمرو دياب ويُتابع أخبار انهيار صناعة الموسيقى والكاسيت تماماً بعد انتشار واحتلال قراصنة الإنترنت للموسيقى وتحميل الأغنيات والألبومات مجاناً؟! فهل مبيعات الألبومات التي تصدر اليوم مثل مبيعات الأيام السابقة؟! وهل ألبومات عمرو دياب الحديثة التي تصدر الآن تصل مبيعاتها إلى حجم المبيعات في الأيام الخوالي؟! ثانياً: قيل في البيان الصحفي إن الشركات الأخرى التي أنتجت لعمرو دياب لم تتخذ أية إجراءات قانونية بشأن نفس الموضوع· وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: أليس من حق شركة عالم الفن ومن حق شركات الإنتاج الأخرى التي تعاملت مع عمرو دياب أن تتقاضى قيمة عرض أغانيها من هذا البرنامج طالما كانت العقود المبرمة تُثبت هذا الحق، خصوصاً أن برنامج السيرة الذاتية اعتمد مفهومه على المبدأ التجاري والإعلاني؟! وبالنسبة لما يخصّ حقوق عالم الفن، فقد قامت إدارة الشؤون القانونية في الشركة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة التي ستعيد لشركة عالم الفن حقوقها الملكية والفكرية والمادية التى تمّ السطو عليها من دون الرجوع إليها ومن دون موافقتها! ثالثاً: قيل أيضاً إنه لم يتمّ إرسال إنذارات بشأن هذا الموضوع إلى الفنان عمرو دياب، لكنّ الحقيقة المؤكدة أنه قد تمّ فعلاً إرسال عدة إنذارات- وليس انذاراً واحداً فقط- إلى عمرو دياب وإلى قناة روتانا وإلى التلفزيون المصري أيضاً وإلى إذاعة نجوم ئح، حيث حذّرت هذه الإنذارات من عرض وبثّ أية مواد فنية مملوكة لشركة عالم الفن لأنها لم تمنح أحداً الإذن بالموافقة على هذا البث، وعليه يتم الآن مقاضاة كل من خالف التحذير للمطالبة بتعويضات مادية ضد انتهاكات حقوق الملكية والفكرية لشركة عالم الفن! وقد ورد فى البيان أيضاً أن المسؤولين في مصلحة التهرب الضريبي قد قاموا بعملية مداهمة لشركة عالم الفن، وهذا الأمر حقيقي، لكنّ المداهمة كانت بخصوص الفنان عمرو دياب وليس شركة عالم الفن ! حيث أتى المسؤولون عن قضايا التهرب الضريبي للبحث عن أي مستند يخصّ ثروة عمرو دياب؛ بعد أن اختلط عليهم الأمر وأصبحوا في حيرة لشدة حيطته في إخفاء حجم ثروته الحقيقية، والتي يتردّد أنها تصل الآن إلى أكثر من 40 مليون دولار! وما يؤكد حقيقة تضخم هذه الثروة هو أن الفنان عمرو دياب يمتلك 4 قصور في عدة أماكن: الأول على طريق الإسكندرية الصحراوي، والثاني في الزقازيق، والثالث في منطقة العجمي فيما يقع الرابع في لبنان، وكلنا ندرك حجم تكلفة القصر الواحد! ونحن هنا لا نتحدث عن قصر واحد فقط، بل أربعة قصور، هذا بالإضافة إلى تأسيسه لمجموعة شركات بأسماء مختلفة من أقاربه فى عدد من الجزر البريطانية كي يُحوّل إليها أمواله، إلى جانب السيولة المادية في عدد من البنوك داخل وخارج مصر··! ولو افترضنا جدلاً أن حجم ثروة الفنان عمرو دياب تصل إلى 40 مليون دولار، ومن الجائز أن تكون أكثر، وجب عليه أن يدفع لمصلحة الضرائب ما يُساوي 20 في المئة إذا ما حسبنا النسبة وفقاً لقانون الضرائب الجديد المخفض، أي ما يُعادل 8 ملايين دولار'' أي 40 مليون جنيه مصري، فهل قام عمرو دياب بدفع هذا المبلغ لمصلحة التهرب الضريبي؟! وبالرغم من كل ذلك؛ ولعلم الجميع، لا يوجد بين المنتج محسن جابر وبين عمرو دياب أية مشكلات على المستوى الشخصي، فكل ما بينهما هو خلافات على مستوى ''البيزنس'' لأنه لا يجوز لعمرو بعد أن تقاضى الملايين على هذه الأغنيات أن يقوم باستغلالها لمصلحته الشخصية والمادية من دون الرجوع إلى شركة عالم الفن، إذ لابد من أن يحترم الفنان قانون الملكية الفكرية خاصة أنه تقاضى عنها الملايين، فضلاً عن الشهرة والنجومية والانتشار· ومن المعروف أن هذه الأغاني التي تمّ استغلالها هي ملك لشركة عالم الفن- تأليفاً وتلحيناً- وهذا يتضمن وضع صوت عمرو دياب عليها، فهي ملكية خالصة إذن للشركة، وهذا هو نصّ العقود ولا يجوز له أن يستعمل هذه الأغاني بمقابل أو دون مقابل من دون اللجوء إلى الشركة!
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©