الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفجر المواجهات بين الجيش والمعتصمين في العراق

تفجر المواجهات بين الجيش والمعتصمين في العراق
24 ابريل 2013 13:26
اشتعلت المحافظات العراقية المنتفضة الست في وسط وشمال وغرب العراق أمس، بعد اقتحام قوات عراقية من الجيش وقوات مكافحة الشغب “سوات” بمساندة طائرات الهليكوبتر، فجر أمس ساحة اعتصام متظاهرين مناهضين لرئيس الوزراء نوري المالكي بقضاء الحويجة جنوب كركوك في محافظة التأميم، بذريعة مطاردة مسلحين من تنظيم مرتبط بـ”القاعدة”، مما أسفر عن مقتل 67 عراقيا وجرح نحو 259 آخرين، وعد 400 شخص في عداد المفقودين. واشتبكت قوات عشائرية مع الجيش في عدة مدن، فأعلنت وزارة الدفاع العراقية مقتل 13 مسلحا في شمال العراق. وامتد الغليان إلى الانبار فقتل 6 جنود وأسر سابع من قبل متظاهرين ملثمين هاجموا مدرعتين قرب مركز الاعتصام القريب من الرمادي وأحرقوها. كما سقط 8 قتلى بهجمات مسلحة استهدفت الوحدات العسكرية ومراكز الشرطة في مدينة سليمان بك بمحافظة صلاح الدين، وقتل 13 شخصا وأصيب 39 آخرون في ديالى بقذائف استهدفت مسجدين. وقالت مصادر في قضاء الحويجة إن القوة العسكرية التي اقتحمت ساحة الاعتصام أطلقت القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي، خلال اقتحامها الساحة واشتبكت مع المعتصمين بعد أن فرضت حظرا للتجوال على مركز القضاء. وأضافت أن القوات قصفت أيضاً ناحيتي الرشاد والرياض القريبتين وقطعت الاتصالات الهاتفية وجميع الطرق المؤدية إلى القضاء، وسط تحليق مروحيات عسكرية. وفي مدينة كركوك استقبل المستشفى العام عشرات الجرحى نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل قوات الجيش، وقسم منهم في حال الخطر. وجاء الاقتحام بعد حصار للساحة استمر أربعة أيام منع فيها إدخال الطعام والماء إلى المعتصمين، بذريعة قتلهم ضابطا وإصابة آخرين في هجوم على نقطة تفتيش قريبة من ساحة الاعتصام يوم الجمعة الماضي. وأكد حامد الجبوري المتحدث باسم متظاهري الحويجة مقتل 27 شخصا وإصابة نحو 220، وفقد ما لا يقل عن 400 آخرين. وقال إن أعدادا كبيرة من القتلى حملتهم طائرة إلى بغداد لإخفاء تفاصيل الموضوع. وأشار الجبوري وهو أحد شهود العيان على مجزرة الحويجة إلى أن “400 من المفقودين بينهم جرحى اقتيدوا إلى جهة مجهولة من قبل القوات التي اقتحمت المكان”، وأكد أن المئات من شيوخ العشائر تسلحوا ونزلوا إلى ساحة الاعتصام للثأر لأبنائهم الذين قتلوا فجر أمس. وأضاف شهود العيان أن “مسلحين من القرى المجاورة لقضاء الحويجة انطلقوا نحو مكان الاعتصام وتمكنوا من السيطرة على عدد من نقاط التفتيش في القضاء”. وأكدوا أن المسلحين أسقطوا مروحية للجيش العراقي في ناحية الرياض التابعة للحويجة. وقال ضابط برتبة عميد في الفرقة 12 في الجيش العراقي المنتشرة إلى الغرب من كركوك إن “العملية التي نفذتها قواتنا استهدفت جيش الطريقة النقشبندية” وهي جماعة متمردة. لكنه قال إن “قواتنا لم تطلق النار صوب المتظاهرين حتى قيامهم هم بذلك فردت بدورها للدفاع عن نفسها”. وأشار إلى “عثور قوات الأمن على 34 بندقية كلاشنيكوف إضافة إلى نماذج وثائق للانتماء إلى جيش النقشبندية” التي تدين بالولاء إلى الرجل الثاني في نظام صدام حسين الهارب عزة الدوري. غير أن المنسق العام لمعتصمي الحويجة عبد الملك الجبوري قال “لا نملك في الساحة إلا أربعة أسلحة رشاشة لحمايتها ولا يوجد أي مطلوب للقوات الحكومية بيننا”. ولفت إلى أن “القوات التي اقتحمت المكان أحرقت الخيام وأطلقت النار بشكل عشوائي” على المتظاهرين الذين غادروا ساحة الاعتصام إثر الاشتباكات. وأشعلت عملية اقتحام الاعتصام الذي كان يضم المئات من المتظاهرين، شرارة هجمات انتقامية في أنحاء عدة من العراق. وقتل 13 مسلحا خلال هجومين ضد مواقع عسكرية شنوها انتقاما للمتظاهرين، حيث قتل ستة منهم في ناحية الرشاد جنوب كركوك، وسبعة في ناحية الرياض غرب كركوك، وفقا لمصادر عسكرية. وذكر الجبوري أن المهاجمين “هم من الثائرين بوجه سياسة الحكومة” وكانوا “يحاولون الانتقام”. وفي وقت لاحق، قتل ستة جنود عراقيين على أيدي متظاهرين مسلحين قرب مركز اعتصام في الأنبار. وقال الملازم أول في الشرطة إبراهيم فرج إن “ستة جنود قتلوا وأسر سابع من قبل متظاهرين مسلحين ملثمين هاجموا مدرعتين للجيش قرب مركز الاعتصام القريب من الرمادي”. وذكر أن “الجندي الأسير محتجز في داخل ساحة الاعتصام” التي تضم آلاف الأشخاص وتقام منذ نهاية ديسمبر الماضي على طريق رئيسي بين بغداد والرمادي. وفي حادث آخر، قتل 8 أشخاص هم نقيب في الجيش و6 جنود ومسلح في هجوم منسق استهدف عدة نقاط تفتيش للجيش في منطقة سليمان بيك في صلاح الدين، وفقا لعضو المجلس البلدي أحمد عزيز. وأدان رئيس مجلس محافظة كركوك حسن تورهان “قيام قوات حكومية باقتحام ساحة الاعتصام واستخدام القوة المفرطة”. وتابع “نحن كمجلس محافظة كنا حذرنا ودعونا إلى التهدئة، وما جرى اليوم يجعلنا نطالب الأمم المتحدة بالتدخل لأن الوضع خطير جدا بالنظر لخصوصية كركوك”. وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء عن تشكيل لجنة في أحداث الحويجة وتعويض الضحايا. وقال بيان لرئاسة الوزراء، إن “رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وجه بتشكيل لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وعضوية كل من نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ووزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي”. وفي ديالى قتل ستة أشخاص وأصيب 20 بجروح إثر سقوط قذائف هاون في باحة مسجد سني في المقدادية شرق بعقوبة. وفي وقت سابق قتل 4 أشخاص وأصيب 13 بجروح جراء انفجار عبوتين فجر أمس قرب مسجد جنوب غرب بغداد.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©