زار زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري أمس رئيس البرلمان نبيه بري في دارته بعين التينة، في مسعى لتعميم أجواء المصارحة والمصالحة بين مسلمي فريقي الأكثرية والمعارضة، وذلك غداة المصارحة بين زعيم تيار ''المستقبل'' النائب سعد الحريري ووفد من قيادة ''حزب الله'' تمهيداً للقاء القمة بين أمين عام الحزب حسن نصرالله ورئيس الحريري· الذي أعلن بعد الاجتماع أنه تم الاتفاق على نزع الصور والملصقات والأعلام والشعارات من دون استثناء خلال مهلة أقصاها ثلاثة أيام من بيروت الإدارية بالتعاون مع وزارة الداخلية وبلدية بيروت، على أن تتوسع هذه الخطة لتشمل كل المناطق اللبنانية في أسرع وقت، وكذلك تم الاتفاق على إحياء اللقاءات على مستوى اللجان الأهلية في الأحياء والعائلات والمناطق·
ووصف الحريري اجتماعه مع بري بالودي وهو تأكيد للمصالحات التي تجري في لبنان، لافتاً إلى حرص بري على السلم الأهلي والعيش المشترك وعلى تطبيق اتفاق الدوحة في ما يختص بالشأن الأمني·
وأكد أن لقاءه مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يمكن أن يحصل قبل عيد الفطر السعيد·
ورداً على سؤال حول تهديد رئيس تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب الجنرال ميشال عون بالانسحاب من طاولة الحوار إذا تم التلاعب في قانون الانتخاب قال الحريري ''فليتحمل هو مسؤولية مثل هذا القرار''· نافياً أن يكون هناك أي تلاعب في القانون الانتخابي·
وتكتسب محادثات بري - الحريري اهمية خاصة كونها تأتي عشية الجلسة التشريعية لإقرار قانون الانتخابات الجديد المقررة غداً السبت·
وبالتزامن مع هذا اللقاء انعقدت جلسة لمجلس الوزراء اللبناني برئاسة فؤاد السنيورة الذي أبدى ارتياحه للمصالحة بين تيار ''المستقبل'' و''حزب الله''، آملاً أن تتعمم على كل المناطق وعلى كل القوى السياسية اللبنانية، واطلع الوزراء على المعلومات المتوافرة لديه حول انتشار الجيش السوري بالقرب من الحدود لبنان الشمالية، وعلى نتائج محادثاته في السعودية·
الى ذلك، توقعت مصادر الأكثرية أن يتم التوافق على صيغة ما تنسحب على الانتخابات النيابية المقبلة· وقالت ''إن هذا الأمر يتطلب تعهدات من كل الأطراف الالتزام به، وإلاّ فإن الحساسيات الموجودة والمتراكمة على خلفية أحداث 7 مايو الماضي ستبرز خاصة أن ''الجمر لا يزال تحت الرماد''''·
وقوبل لقاء الحريري ووفد ''حزب الله'' بترحيب شامل من قبل فريقي الاكثرية والمعارضة، ووصف من قبل الفريقين بـ''الخطوة الثابتة للمصالحة الوطنية الشاملة لإعادة بناء المؤسسات والدولة''· وأجمع الوزراء اللبنانيون على الإشادة بالمصالحة بين الطرفين·
وكشف النائب عمار حوري المقرّب من الحريري أن اجتماع قريطم لم ولن يغير في طبيعة الخلاف السياسي· وقال: ''ان اللقاء سيتوّج باجراءات على الارض ستناط بالقوى الامنية الشرعية حصراً''· لافتاً الى ان التقارب بين تيار ''المستقبل'' و''حزب الله'' لن يغير في التحالفات السياسية القائمة والهدف الرئيسي منه معالجة مشكلة الصور والشعارات من العاصمة بما في ذلك طريق المطار (توجد صور عملاقة لزعماء روحيين لبنانيين وايرانيين وشعارات مؤيدة لـ''حزب الله'' والمقاومة ومعادية لإسرائيل)·
أما على الخط المسيحي فإن الخلافات ما زالت محتدمة ولا توجد أية مؤشرات توحي بإمكانية عقد مصالحات قريبة بين الأحزاب المسيحية·
وأكد نائب رئيس الحكومة اللبنانية اللواء عصام أبو جمرا ''إننا مع المصارحة والمصالحة بين اللبنانيين ونشجعها ونهنئ ''حزب الله'' والمستقبل وجميع المتصالحين''·
وأمل رئيس حزب ''الكتائب'' الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل التوصل إلى إنجاز المصالحة المسيحية - المسيحية·
واستبعدت مصادر كنسية من جانبها ان تتولى بكركي مهمة المصالحات بين المسيحيين وقالت ''إن الشرخ عميق وبحاجة إلى المزيد من الوقت لتنقية الأجواء خصوصاً بين ''القوات اللبنانية'' من جهة وكلاً من تيار ''المردة'' و''التيار الوطني الحر'' من جهة ثانية''
عدد اليوم
