«كراون بلازا كوبنهاجن» أول فندق يولّد الكهرباء من عضلات النزلاء

فاجأت إدارة فندق “كراون بلازا كوبنهاجن” الصحافة العالمية مؤخراً عندما أعلنت عن نجاحها في جعله أول فندق في العالم يولّد طاقته الكهربائية من الطاقة العضلية لزبائنه، عن طريق الدرّاجات الرياضية الثابتة المصفوفة في الردهات والصالات والغرف. وذلك بعلم الزبائن المسبق، وإبداء استعدادهم المبدئي للمساهمة في توليد الطاقة من خلال المجهود البدني الذاتي.وتمّ تثبيت جهاز هاتف محمول ذكي من طراز “آي فون” في أحد ساعدي كل واحدة من الدرّاجات حتى يتكفّل بدور العداد الذي يقيس مقدار الطاقة الكهربائية التي يولّدها كل نزيل. كما أن الجهاز يتصل عن طريق “الإنترنيت” اللاسلكية بكمبيوتر يقيس مقدار الطاقة الكهربائية الإجمالية التي يتم توليدها في الفندق بأكمله كل دقيقة وكل ساعة. من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل من الطاقة الكهربائية المستدامة والنظيفة، يستعين الفندق بألواح لامتصاص الطاقة الشمسية تغطي سطوح جدرانه وسقفه، وأيضاً بالحركة الدوّامية لتيارات الهواء التي تكثر في كافة الفصول في مدينة كوبنهاجن. ولا غرابة بعد كل هذا أن تختار الإدارة التقنية المشرفة على تحقيق هذا الإنجاز البيئي الرائد، للفندق لقباً مناسباً ومميزاً هو “الفندق الأكثر اخضراراً في العالم” The Greener Hotel in The World. كما أنه الفندق الأول في العالم الذي يكتشف أن نزلاءه ذاتهم يمكن أن يشكلوا مصدراً كافياً من الطاقة الكهربائية. وابتداء من بعد غد الاثنين، سوف تبدأ إدارة الفندق في تشجيع النزلاء على ممارسة الرياضات الميكانيكية الثابتة في صالة “الجيمناستيك” وفي الأروقة والصالات. وبالطبع، لا يخلو الأمر من توزيع المكافآت المجزية على أولئك الذين يمارسون نشاطاً أكبر في شحن الفندق بطاقتهم العضلية التي يسجّلها “آي فون”؛ ومن ذلك مثلاً، أن كل نزيل يولّد بعضلاته طاقة كهربائية تفوق (10 واط ساعة) يفوز بوجبة غداء أو عشاء مجانية. وتقضي الخطة التي وضعتها الإدارة بأن يخضع هذا النظام للاختبار العملي لمدة سنة كاملة، يتم بعدها تقييم الفكرة كلها للوقوف على ما إذا كانت تصلح للتعميم أو لا. وإذا أثبتت نجاحها، فسوف يتم اعتمادها في سلسلة فنادق “كراون بلازا” الفخمة المتوزعة في العالم والتي يبلغ عددها 21 فندقاً في المملكة المتحدة وحدها. وكان آلن آجيرهولم المدير العام للفندق، هو المتحدث الرئيسي في المؤتمر الصحفي الذي نظم للإعلان عن هذه المبادرة البيئية الرائدة حيث قال: “تقدم الدراجات الكهربائية الثابتة لضيوفنا فرصة للتخسيس واكتساب الرشاقة الجسدية والمساهمة في توليد الطاقة الكهربائية في الوقت نفسه، ولقد يكون من المثير أن تروا مدى حماسة النزلاء للمشاركة في هذه المبادرة البيئية”. وقامت الإدارة المالية للفندق بدراسة الجدوى التجارية للمشروع بكل دقّة فتبيّن من الحسابات أن النزيل الذي يقود الدراجة الثابتة بسرعة 30 كيلومتراً في الساعة يساهم في توليد طاقة تعادل 100 واط ساعة من الطاقة الكهربائية؛ وهذا يعني بحسب أسعار استهلاك الطاقة الكهربائية في كوبنهاجن أن النزيل الذي يقود الدراجة لمدة 6 دقائق فقط يكون قد ولّد من الطاقة ما يكفي لتسديد ثمن وجبة الغداء أو العشاء التي يحصل عليها كمكافأة. وكل عمل إضافي يؤديه النزيل بعد ذلك يضاف إلى حسابات أرباح الفندق. وعندما كشفت إدارة الفندق عن هذه المعلومات والبيانات، ظهرت بعض الأصوات الناقدة المشككة في أن يتمكن النزلاء بالفعل بتوليد الطاقة الكهربائية الكافية لإنارة الفندق أو تشغيل أجهزته المختلفة. ويستند هؤلاء في موقفهم هذا على القياسات التي تشير إلى أن 100 واط ساعة من الطاقة الكهربائية لا تكفي لأكثر من إضاءة مصباح زجاجي لمدة ساعة واحدة فقط. ويقول أحد هؤلاء النقاد الذي يدعى آليكس راندال: “من وجهة النظر الواقعية، لا يمكن القول إن هذه الفكرة تعدّ طريقة فعّالة لتوليد الطاقة الكهربائية المستدامة، إلا أنني لن أقف على أي حال في صفّ المعارضين لها”.