باماكو (وكالات) - عاد نحو 200 جندي يزعمون أنهم من الموالين للحكومة إلى شمال مالي، قائلين إنهم سيقاتلون من أجل استعادة المنطقة من الانفصاليين الذين يقودهم الطوارق والمتمردون المتشددون المدعومون من القاعدة والذين طردوا القوات الحكومية من المنطقة قبل ثلاثة أسابيع. وجاء تحرك الجنود داخل الحدود الشرقية لمالي مع النيجر، في حين قال شهود عيان إن مسلحين في مدينة تمبكتو التي يسيطر عليها المتمردون على الحدود الشمالية الغربية مع موريتانيا فتحوا النار لتفريق سكان تجمعوا للاحتجاج على احتلال بلدتهم.
وهذا أول مؤشر على المعارضة الشعبية للمتشددين في شمال مالي، حيث يقول خبراء إنه أصبح ملاذاً آمناً لخلايا تنظيم القاعدة والمهربين.
ولم يعلن السياسيون أو أعضاء المجلس العسكري الذي أطاح رئيس البلاد الشهر الماضي أي خطة لاستعادة السيطرة على المناطق التي استولى عليها المتمردون في الشمال. لكن شاهداً من “رويترز” شاهد نحو 200 جندي وعشرات من السيارات تحت قيادة العقيد الحاج جامو تظهر في بلدة ليبزانجا بالقرب من الحدود مع النيجر. وقاد جامو وهو من الطوارق لأسابيع محاولات باماكو لصد المتمردين، قبل أن يعلن قبل أسابيع أنه انضم لصفوف المتمردين ثم عاد للظهور في النيجر ليعلن أنه مستعد لقيادة 500 رجل لشن هجوم مضاد.
وذكر شهود عيان أن ثلاثة مدنيين قتلوا بالرصاص أمس، بينما لقي طفل مصرعه بانفجار لغم في شمال مالي، ما يعكس غياب الاستقرار في المنطقة التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة منذ ثلاثة أسابيع.
وقال الحسن دياكيتي الذي يعمل موظفاً في مدينة تمبكتو وعاد إلى باماكو مع عائلته “في طريقي من تمبكتو إلى دوينزتا رأيت ثلاثة مدنيين مقتولين هم رجلان وامرأة”.
وأضاف أن المدنيين الثلاثة “قتلوا بالرصاص”. وتابع أن القتلة قد يكونوا من “قاطعي الطرق” الذين ينتشرون في المنطقة الواقعة تحت سيطرة متمردين طوارق وجماعات متشددة.
واستغل هؤلاء المسلحون فرصة الانقلاب الذي وقع في 22 مارس لتسريع هجوم بدأ في يناير، للسيطرة على المناطق الإدارية الثلاث التي تشكل شمال مالي كيدال وجاو وتمبكتو، ما يؤدي إلى تقسيم مالي.
وعثر السبت في نيافونكي البلدة الواقعة في الشمال وتبعد حوالي مائتي كلم عن تمبكتو، على جثة طفل ممزقة. وقال صحفي محلي إن الطفل قتل في انفجار لغم.
وتشير شهادات إلى أن الوضع سيئ للسكان العالقين في شمال مالي، حيث تجري عمليات نهب وتخريب وترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان.
عدد اليوم
