الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعليم الجامعي والعمل يعيقان دخول اليمنيات إلى القفص الذهبي

التعليم الجامعي والعمل يعيقان دخول اليمنيات إلى القفص الذهبي
13 ديسمبر 2009 23:06
ولدت النظرة السلبية التي يتبناها المجتمع اليمني كغيره من المجتمعات النامية تجاه المرأة الجامعية العاملة، ظواهر جديدة بدأت تنتشر بين نساء اليمن أهمها العنوسة. يقول الإخصائي الاجتماعي مجاهد حيدر إن الدراسات الأسرية تشير إلى أن هناك ما يزيد عن نصف مليون امرأة يمنية تعدت الثلاثين من عمرها ولم تتزوج خصوصا في المدن الرئيسية وبين خريجات الجامعة والنساء العاملات في مختلف المجالات. حيث ولد دخول الفتيات الجامعيات وانخراطهن في سوق العمل المحلي نظرة سلبية تجاه الفتاة المتعلمة فأصبح المجتمع ينظر إليها نظرة ملئية بالشكوك والاستغراب والاستفهام قد تصل إلى شائعات أخلاقية مغرضة وكل ذلك أدى الى عزوف الشباب عن الزواج بجامعيات». ويضيف حيدر:»مع الأسف لا زال المجتمع ينظر إلى المرأة المتعلمة العاملة نظرة سطحية قصيرة، فتجد البعض يخطئ تلك المرأة ويوصمها بالعديد من الصفات السيئة وتزداد تلك الأقاويل في قطاعات الأعمال التي تستدعي الاختلاط أو العمل حتى ساعات متأخرة من الليل». ويتابع:»ينظر البعض في اليمن إلى المرأة خارج القبيلة أو العشيرة كامرأة دخلية وبالتالي يواجه الشباب العديد من الصعوبات في الارتباط بمن أحبها خلال سنوات الدراسة أو في العمل نظرا الى التقاليد الخاصة بالنسب والمنطقة الجغرافية». نظرة سوداء هذه النظرة السوداء للمرأة العاملة فاقمت المشكلة الاجتماعية وساهمت بشكل رئيسي في انتشار العنوسة بين النساء المتعلمات العاملات في مختلف المجالات خصوصا في قطاع الصحة و المجالات الخدمية والشركات الخاصة والقضاء والمحاماة،.ففي المجال الطبي نجد النساء العاملات في مجال التمريض أقل حظا في الزواج من النساء العاملات في مجال طب الأسنان مثلا، وايضا نجد النساء العاملات في مجال السكرتارية أقل حظا من النساء العاملات في مجال التعليم. ميثاق الحكيم تعمل في مجال خدمة الاستعلامات في أحد المستشفيات الخاصة بالعاصمة اليمنية صنعاء، تقول:» أعمل في مجال خدمة العملاء و تعديت سن الثلاثين مؤخرا ولم أتزوج حتى الآن نظرا لارتباط شروط الزوج المتقدم بتوقفي عن العمل وهذا ما أعارضه دائما». ويعد سن الثلاثين في اليمن «سن اليأس»، وفق ليلى الحضوري التي تقول:»لم أتزوج حتى الآن، تخرجت منذ ما يقارب الثماني سنوات من جامعة عدن وعملت في مجال الترجمة منذ ذلك الوقت ولم أستطع الزواج من أجل الحفاظ على عملي، لأنني لو تزوجت باعتقادي سيكون من الصعب التوفيق بين المنزل والعمل، وسيكون هناك تقصير. وأنا لا أريد أن أتوقف عن العمل نظرا لتحملي مسؤولية رعاية أسرتي بعد أن توفي والداي كرد للجميل لما فعلوه من أجل تعليمي». ضريبة العمل تدفع المرأة ضريبة العمل من حياتها الخاصة فغالباً ما تقع مشاكل أسرية جمة بين الأزواج نتيجة عمل المرأة قد تصل أحيانا إلى الطلاق ولذا فإن الغالبية من النساء العاملات أما عوانس أو مطلقات. ويعامل المجتمع اليمني النساء العوانس معاملة النساء المطلقات أيضا. وفي هذا السياق تروي نهى السعيدي تجربتها في الزواج، فتقول:»خلال دراستي في الجامعة تزوجت عن طريق الأهل من شاب متعلم ميسور الحال وفوجئت به يمنعني من إنهاء دراستي الجامعية، ازداد الأمر تعقيدا بعد أن أنجبت طفلا منه فطلبت الطلاق وأنهيت دراستي الجامعية وأعمل الآن في إحدى الشركات الخاصة». أما هدى عبد القادر، فتقول:»أعمل في مجال الكوافير منذ سنوات طويلة، تجاوزت الثلاثين من عمري منذ فترة طويلة، لم أرزق بابن الحلال وأعتقد أن طبيعة العمل الذي أمارسه حال دون ذلك حيث يمقت الناس في اليمن طبيعة عملي وينظرون إليه بانه خارج التقاليد والعادات والمألوف بسبب العمل تعرضت للعديد من الشائعات والاتهامات من قبل ساكني المنطقة حتى وصل الأمر إلى قذفي بممارسات لا أخلاقية ما جعلني أقبل الزواج برجل تجاوز الستين عاما السنة الماضية لكن هذا الزواج لم يستمر سوى أربعة أشهر ثم تطلقت». وتقول مفيدة السامعي:»من الانعكسات السلبية قبول المرأة العاملة الزواج بشاب اصغر منها وربما يكون السبب لقبول الشاب هو الطمع ومعظمهن يعلمن ذلك» فيما ترجع الاستاذة أمنة الحشيبري انتشار ظاهرة العنوسة إلى كثرة طلبات أهل العروس التي تثقل كاهل العريس وتجعله يغير رأيه». وجهة نظر الشباب يقول حسن اليعبري :» كنت مرتبطاً بزميلة لي من العمل لكنني أنهيت الخطوبة وتزوجت بامرأة من الأهل والسبب يرجع الى مشاكل أسرية حدثت نتيجة اختلاف العادات والتقاليد بين الأسرتين « ولا تختلف قصة محمد النجار عن قصة سابقه حيث يقول:»أعتقد أن الكثير من النساء العاملات لا يفكرن في نجاحهن في تكوين أسرة سعيدة بل يسعين دائما وراء نجاحهن في العمل مهما كانت النتيجة». ويوافقه الرأي فهد الحسيني الذي يقول:»لا أقبل الزواج بالمرأة العاملة التي تحدثت مع معظم الرجال واتسمت بصفات رجولية». ويعارضه علي الصعدي، موظف في شركة طيران، بقوله:»عدم الزواج من المرأة كونها عاملة يعد جهلا كبيرا فالمرأة شريكة الرجل في بناء المجتمع ووجودها ضروري في الحياة اليومية خارج المنزل خصوصا في المجالات الإنسانية التربوية كالتعليم والطب». أما شفيق عبدالله، الذي يعمل في قطاع التدريس الثانوي، فيقول:»الزواج من المرأة العاملة شيء جميل ومفيد، ولي تجربتي الشخصية في ذلك فقد كنت متزوج امرأة من الأهل إلا أنني كنت اختلف معها باستمرار ما تسبب في الطلاق و تزوجت قبل ستة أشهر من زميلة لي في المدرسة ونحن متفاهمان جدا». ويوافقه في الرأي محمد الضبيبي، الموظف في مجال العلاقات العامة، الذي يقول:»ليس الزواج بالمرأة العاملة فقط هو الذي يحدث فيه الطلاق فقد تزوجت منذ 6 سنوات واستمر ذلك الزواج سنة فقط حدثت خلالها مشاكل أسرية من قبل أهل الزوجة أدت إلى الطلاق تاركة طفلة لا ذنب لها. وفي الصيف الماضي تزوجت مجددا من امرأة عاملة جامعية ونحن متفاهمان ولا يوجد حاليا اية مشاكل بل بالعكس كلانا يكمل الآخر».
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©