الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدعم الروسي في تحقيقات بوسطن

23 ابريل 2013 23:06
فريد كابلان محلل سياسي أميركي بعد ساعات على وقوع تفجير ماراثون بوسطن، أدان الرئيس الروسي العمل، ووصفه بأنه «جريمة مقززة»، وعرض على أوباما تقديم المساعدة بأي طريقة ممكنة. والآن، حانت فرصته لتقديم هذه المساعدة: فالأخوان «تسارناييف» اللذان نفذا التفجير لهما جذور شيشانية على ما يبدو، كما أن الشقيق الأكبر «تامرلان»، الذي لقي مصرعه أثناء محاولة القبض عليه، ربما يكون قد روج أيضاً لمسلمين راديكاليين في حسابه الخاص على موقع «يوتيوب». ليس هناك شك إذن في أن بوتين لديه مصلحة كبيرة في تقديم يد العون للتحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف.بي.آي» -وهي مصلحة تفوق بكثير تلك التي كان يبتغيها يوم الاثنين، عندما وصف العمل، وعرض المساعدة على بوتين، قبل أن تتكشف الصلة الشيشانية لمنفذي الهجوم. فمن المعروف أن شعبية بوتين في السنوات المبكرة من حكمه، نبعت لحد كبير من تكتيكاته القاسية التي اتبعها ضد المتمردين الشيشان، الذين كانوا يقومون بتمرد انفصالي في إقليمهم الجنوبي، قاموا في سياقه بشن هجمات إرهابية في العاصمة الروسية موسكو. وخلال تلك الفترة ما بين منتصف، إلى أواخر التسعينيات من القرن الماضي، كان الذي يحرك المتمردين- المسلمين في غالبيتهم العظمى- هي الدوافع الوطنية، وهي ذاتها التي كانت تحرك قادة التمرد الشيشاني ضد القيصر الروسي في القرن التاسع عشر. وعندما أخمد بوتين التمرد بقسوة مفرطة، تحول الناجون من ذلك القمع- وعلى نحو متزايد- إلى الراديكالية. وخلال السنوات القليلة الماضية، اكتسب التمرد الشيشاني صبغة إسلامية واضحة، شملت الدخول في تحالف مع تنظيم «القاعدة»، وهو ما دفع بوتين لأن يزداد تصميماً، على إلحاق الهزيمة بالمتمردين. من بين النتائج التي ترتبت على ذلك أن الاستخبارات الروسية باتت تخصص اهتمامهـا بالكامـل لشيء واحد هو الراديكاليين الشيشـان. وهذا يعني أنه إذا افترضنا- وهو افتراض قـوي للغايـة- أن منفـذي تفجير بوسطن، لو كان لهم علاقة في أي وقت من الأوقات مع الراديكاليين الشيشان، أو مع الإسلاميين في أي مكان- ممن كان لهم اتصال مع الراديكاليين الشيشان- فإن أجهزة بوتين الاستخباراتية، لا بد أن يكون لديها سجل بتلك الاتصالات. وبوتين لديه سبب آخر يدفعه لتقديم يد العون للتحقيقات التي تجريها الأجهزة الأميركية المعنية في الوقت الراهن، وهو أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ستعقد في منتجع «سوتشي» بالقرب من البحر الأسود وجبال القوقاز، والمنتجع لا يبعد سوى 300 كيلو متر عن الشيشان. ومن المعروف أن كابوس بوتين السياسي وكابوس العلاقات العامة، الذي يخشاه أشد الخشية، يتمثل في احتمال وقوع هجوم إرهابي يعطل ذلك الأولمبياد الذي يعتبره لحظته الكبرى على الساحة العالمية. بناء عليه، فإنه إذا ما كان يمكن لمجهود مشترك بين أجهزة مكافحة الإرهاب الأميركية والروسية اللتين تتمتعان بتاريخ من التعاون في تعقب الأعداء المشتركين، أن يلعب دوراً ما في تسليط الضوء على دوافع منفذي تفجير بوسطن، أو الشبكات الأوسع المرتبطة بهما (إذا كانت هناك شبكات أوسع بالفعل)، فإن ذلك سيعزز العلاقات بين الدولتين بدرجة كبيرة، كما يمكن أن يعزز من درجة تأمين الأولمبياد القادم. ونظراً لأن أوباما يحاول منذ فترة استكشاف سياقات جديدة لسياسة «إعادة ضبط» العلاقات الأميركية الروسية وأن بوتين- على الأقل فيما يتعلق بعمليات مقاومة الإرهاب- يحاول القيام بالشيء نفسه، فإن بوسطن يمكن، وهو ما يتوقف على الطريقة التي ستتكشف بها الساعات أو الأيام القادمة، أن تفيد كفرصة للقوتين العظميين للبدء مجدداً في هذه السياسة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©