فاطمة لوتاه تقيم “غزل” في ندوة الثقافة بدبي

تعرض الفنانة الإماراتية المقيمة في إيطاليا فاطمة لوتاه في معرضها الذي يحمل عنوان “غزل”، والمقام في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، تجربة تشكيلية متعددة الأبعاد شكلا ومضمونا، ففي 18 عملا فنيا منفذة بتقنيات وأشكال وأساليب مختلفة، نقف على تجربة تستفيد من الفنون والشعر لتوصل رسالتها. ويستمر المعرض حتى نهاية ديسمبر الجاري. في جانب من المعرض هناك 11 لوحة مسندية مشدودة، وفي جانب آخر 4 لوحات تتدلى من السقف إلى الأرض، وهناك 3 لوحات معروضة على الأرض، وتشتمل على قصائد من الشعر النبطي لعدد من الشعراء على رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كما تشتمل على قصائد لحسين بن ناصر آل لوتاه، وراشد الخضر، وأحمد راشد ثاني، وغيرهم، ومن هذا كله تتشكل صورة التجربة الممتدة على مدى السنوات. نقف في هذا المعرض على تجربة لونية متميزة تعكس رؤية الفنانة لمجموعة من العناصر، فمن جهة ثمة ما يعكس البيئة الطبيعية الصحراوية بألوانها الحارة، حيث تجتمع الصفرة المتوهجة بما تحمله من ذاكرة موروثة، ومن جهة البحر تبرز الزرقة الغامقة والفاتحة في درجات تحيل إلى حياة البحر، ولا تغيب خضرة الجبال والسهول في صورة تمنح شعور التنوع والغنى. في جانب آخر من المعرض يشد الانتباه نجد اللوحات السجادية إن أمكن القول، حيث تتناغم التموجات التكوينية مع تموجات اللون، لترسم إيقاع لوحة حديثة في صورة تراثية، تمنح إحساسا بالدفء والحرارة من خلال اللون الخطوط اللينة التي تشكل إطار العمل. يضم “غزل” أشعارا عاطفية بالعموم، وليست فقط حول حب الرجل للمرأة، فنحن أمام قصائد الحب بصورة عامة، والحب في المعرض كلمة مفتوحة على حب الرجل للمرأة وحب الإنسان للطبيعة أو حب الإنسان لربه أو حب الإنسان لوطنه، فكلمة حب ليست مقصورة على نوع ما وإنما المحبة بالمعنى الواسع للكلمة. تعبر اللوحات أخيرا بالنسبة للفنانة لوتاه عن انفعالات تحاول من خلالها إبراز مكنونات داخلها الشفيفة، كما تبدأ من القلب والعاطفة وليست من الأفكار الجامدة، حيث نشاهد إحساسا غير معقد، وقد يصل المشاهد بعد عدد من الدراسات إلى خط اللون بطريقة سريعة ولا تبقى حدود بينه وبين العمل، كما لا وجود لعلاقة الخوف بين المتلقي واللوحة أو ألوانها وإنما هناك تعبيرات واضحة ومريحة.