الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ذكريات الفايضة

12 ديسمبر 2009 23:36
من منا ليس له ذكريات في متنزه العين الفايضة في مدينة العين، كنا صغاراً تلاميذ وطلابا في المدارس تحملنا الحافلات إلى تلك المنطقة الجميلة التي تفيض فيها المياه وسط الصحراء، وتنتشر بها الزهور والنباتات والمساحات الخضراء..كنا نجري ونلعب ونصنع الذكريات الجميلة، ونحن لا نشعر بأننا سنجترها يوماً ما. جميل أن نجتر الذكريات، وجميل أن نذهب إلى نفس الأماكن التي كانت بها الأحداث في ذلك الوقت، الذي لا ينساه الانسان أبداً، ويتمنى أن تعود تلك الأيام..ولكن..! هل ذهبت مؤخراً إلى العين الفايضة ؟ سؤال يثير الشجون وربما الأحزان..فهذا المكان الذي نحمل فيه جميعاً ذكريات الطفولة والرحلات المدرسية..وتفيض فيه المياه الطبيعية كواحة في الصحراء، حالته لا تسر عدوا ولا حبيبا كما يقولون، ولا اعتقد أن أحداً انتبه اليه أو فكر فيه ونحن في حمى وسباق إنشاء المعالم والأماكن الجديدة. وكأن الأماكن القديمة لا تصلح لكي نضع فيها الاستثمارات والملايين لنطورها ونزيح عنها تراب الزمن، ونعيد لها الأمجاد ونحيي فيها الذكريات..لا أعلم لماذا نبحث بشكل دائم عن صنع أماكن جديدة، ومعالم جديدة وننفق عليها الملايين، بينما لا نلتفت أبداً للمعالم القديمة التي ربما كان إصلاحها وتطويرها أرخص وأسهل..وأيضاً تسويقها أسهل بكثير نظراً لما تحمله منذ سنوات طويلة من ذكريات طيبة في النفوس. ليست العين الفايضة فقط..ولكن ليس ببعيد عنها مدينة الهيلي للملاهي والألعاب..!! ولنضع ما نشاء من علامات التعجب..فقد كانت هذه أول مدينة ملاه في منطقة الخليج بالكامل وليس فقط في الامارات..وكانت صالة التزلج على الجليد بداخلها الصالة الخليجية الأولى أيضاً..! والذكريات التي نحملها في النفوس لا نحملها وحدنا..بل يحملها أيضاً الأشقاء في دول الخليج الذين سافروا بسياراتهم مسافات طويلة منذ أزمنة بعيدة ليزوروا تلك المدينة الترفيهية، التي كانت في ذلك الوقت مثل ديزني بالنسبة لنا..! ماذا حدث للمدينة الترفيهية..؟ هل تطورت وأصبحت بحق مثل ديزني لاند الأميركية..؟ هل دخلت في دائرة المشروعات السياحية العملاقة خاصة وانها تحمل اسماً كفيلا بأن يحضر إليها الزوار من دول الخليج المجاورة ببساطة..؟ هل تطورت ألعابها وصارت المدينة الترفيهية الأولى في منطقة الخليج العربي..؟ لا هذا ولا ذاك ولا حتى غير ذاك..بل ويبدو أنها ليست على أي خطة مستقبلية..فقد باتت في أسوأ حال..يدير ألعابها مجموعة من الآسيويين البسطاء على الطريقة التي نراها في الأفلام المصرية القديمة (قرب..قرب..على مراجيح المولد..!)..مع احترامنا أيضاً لهذه الفترة الزمنية. لدينا أشياء قديمة جميلة، سهلة وبسيطة، يمكننا أن نستعيد وجودها وتأثيرها، وليس كل جديد هو الأفضل..ولكن من يلتفت..؟ إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©