اعتراض روسي يلغي اجتماع مجموعة 5+1 بشأن إيران

فيما بدا أنه رد غاضب على انتقاد الغرب لتدخلها العسكري في جورجيا خلال حرب جنوب القوقاز الأخيرة، رفضت روسيا عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الست الكبرى الساعية إلى تجميد البرنامج النووي الايراني ''مجموعة 5+''1 كان مقرراً اليوم الخميس في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما دفع الولايات المتحدة إلي إلغائه· في غضون ذلك، أثار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد استياء الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز والمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية باراك أوباما، حين انتقد بشدة إسرائيل وتكهن بزوالها· وكان من المقرر أن يبحث الاجتماع الوزاري للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا احتمال فرض عقوبات دولية جديدة على ايران، لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك أعلن إلغاءه بسبب اعتراض روسيا عليه· وقال للصحفيين ''لن يعقد اجتماع لوزراء دول مجموعة 5+،''1 موضحا أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستعقد اجتماعا ثنائيا مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف· واضاف أن المديرين السياسيين لوزارات الخارجية في الدول المعنية ''يمكنهم مواصلة بحث مشروع قرار جديد في مجلس الأمن''· وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بعد ذلك بيانا قالت فيه ان القوى الست ''ملتزمة بدراسة اجراءات اضافية محتملة''· وقد أعلنت الخارجية الروسية في موسكو معارضتها للاجتماع· وقالت في بيان رسمي ''إن روسيا تعتقد بأنه لا توجد هناك أي عجلة أو ضرورة لبحث ملف البرنامج النووي الايراني في الوقت الراهن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة المزدحم جدول أعمالها بالفعل''· وأضافت رداً على اعلان الولايات المتحدة أنها ستقلص مجالات العمل المشترك مع روسيا في القضايا الدولية بسبب أزمة جنوب القوقاز، ''سيكون من المرغوب فيه أن تقرر واشنطن في نهاية المطاف ما تريده من علاقاتها مع موسكو· اذا ارادت معاقبة روسيا، فهذا شيء واذا وافقت على مبدأ أن لدينا مصالح مشتركة فهذا شيء آخر''· ولم يعترف ماكورماك بأن جورجيا شكلت العقبة الرئيسية لكنه قال ''نوافقهم على أن الوقت غير مناسب لعقد اجتماع على المستوى الوزاري غير أن المقاربة المزدوجة لا تزال مطروحة'' في اشارة الى الحوافز المعروضة على إيران لوقف تخصيب اليورانيوم· وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية شريطة عدم كشف هويته ''من الواضح أنه رغم التزام الجميع في 5+1 بمواصلة السياسة المزدوجة، فإن روسيا والصين ليستا مستعدتين حالياً للعمل بفاعلية في صياغة قرار عقوبات جديد''· وأضاف أن الصين ''مستعدة للتفاوض'' ولكن روسيا شككت في جدوى الاجتماع لأنها ''لا تشعر بحراجة الموقف''· وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعلن نجاد أن ايران ستواصل برنامجها لإنتاج الطاقة النووية المدنية''· وقال ''رغم شفافية الانشطة الايرانية وتعاوننا مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن بعض القوى تعتمد سياسة التخويف وتسعى إلى وضع عقبات من خلال ممارستها ضغوطا سياسية واقتصادية على إيران· وهذه الدول نفسها تنتج اجيالا جديدة من الاسلحة النووية وتمتلك مخزونات اسلحة لا تراقبها أي منظمة دولية، لكن الشعب الايراني سيقاوم الضغوط وسيتصدى للبلطجة وسيدافع عن حقوقه في امتلاك الطاقة النووية''· وقال نجاد ''في فلسطين لا تزال بعض القوى الصهيونية الاجرامية المحتلة تواصل المذابح والاجتياحات منذ 60 عاماً''· واضاف ''لقد أسس الصهاينة القتلة كيانهم على الكذب والخديعة والاجرام، كما أن الصهاينة المخادعين يحتالون على الاميركيين والاوروبيين ويسيطرون على النظامين المالي والنقدي في العالم''· وتابع '' إن الكيان الصهيوني يسير الآن نحو نهايته ولا توجد طريقه لإيقاف سقوطه''· وانتقد شيمون بيريز الموجود في الامم المتحدة ايضاً بشدة خطاب نجاد· وقال ''إن ايران اليوم هي مركز الارهاب· إنها لا تشن حرباً لكنها تشجع الارهاب في لبنان مع حزب الله وتدرب إرهابيي حماس''· وأضاف ''إذا كان برنامج إيران النووي سلميا، فلماذا يستثمرون في صواريخ بعيدة المدى؟ لا معنى لصاروخ بعيد المدى اذا لم يكن مجهزا برأس نووية او لماذا تقوم ايران، الدولة الفقيرة، بصنعه؟''· وتابع ''هذه هي المرة الاولى في تاريخ الامم المتحدة التي يوجه فيها رئيس دولة صراحة وعلانية اتهامات قبيحة وشريرة جو من الكراهية إلى بروتوكولات حكماء صهيون''· وقال أوباما في بيان أصدره في كليرووتر بولاية فلوريدا الأميركية ''أدين بشدة الملاحظات المشينة للرئيس احمدي نجاد في الامم المتحدة وأنا محبط لكونه يحظى بمنبر للتعبير عن حقده وعن مواقفه المعادية للسامية· إن أمن حليفتنا اسرائيل مهم جداً لنا''· واضاف ''يمثل البرنامج النووي الايراني تهديداً خطيراً، لذا حان الوقت كي يتوحد الاميركيون حول ضرورة فرض عقوبات قوية وزيادة الضغوط على النظام الايراني''· ودعا منافسه الجمهوري جون ماكين إلى مشاركته في تقديم مشروع قرار الى مجلس الشيوخ الأميركي يتيح للولايات المتحدة والشركات الاميركية قطع علاقاتها مع أي شركات تتعامل مع ايران''