أعرف أن هناك من سيقول إنني عميت، ومن يرى أنني فقدت كل قدرة على التمييز ومن سيدعي أنني أقارن ما لا يقارن وأجيز ما لا تجيزه الفوارق الشاسعة، ولكنني مصر ونحن نرصد في التحليل بلغة هواة للإحصائيات مع نهاية الموسم الكروي ما كان من ظواهر كبرى، أن أذكر بالإنجاز الرائع، المسجل باسم جوليادور الجزيرة وأيقونة كرة القدم الإماراتية علي مبخوت، بوصوله للهدف 33، حيث يقف على بعد 4 أهداف لا غير عن الأسطورة ليونيل ميسي، الذي توج ليس فقط هدافاً لليجا الإسبانية، ولكن لكل الدوريات الأوروبية الكبرى، ولو نحن طبقنا عملية طرح الأهداف المسجلة على عدد المباريات الملعوبة لوجدنا أن مبخوت تفوق على ميسي، ويستحق أن يتوج بالفعل أفضل هداف في الدوريات العالمية.
سجل ليونيل ميسي 37 هدفاً من 34 مباراة لعبها مع برشلونة بالليجا، أي أن معدله يزيد بقليل عن هدف واحد في كل مباراة، بينما سجل علي مبخوت 33 هدفاً في 25 مباراة لعبها في دوري الخليج العربي مع الجزيرة، ليرتفع معدله التهديفي إلى 1.32 هدف في كل مباراة، وهو أمر يفرض رفع القبعة لهذا الفتي الذي يظهر مهارة نادرة في التسجيل، من كل الزوايا وبمختلف المقاسات وبما لا يقدر من الدهاء.
سبقني الزملاء بحاستهم المهنية إلى التنويه بهذا الذي أبدعه علي مبخوت في موسمه الخرافي مع الجزيرة، حيث اقترن شلال أهدافه بتتويج ناديه بطلاً بعلامة الاستحقاق الكاملة، وكانوا محقين في الإشادة والتفاخر بوقوف لاعب إماراتي بهذا الرصيد الكبير من التوقيعات في صدارة ترتيب هدافي دوري يأتي إليه لاعبون قناصون من مختلف الجنسيات، بعد أن مرت عليهم مواسم كثيرة كان نجوم الإمارات لا يجدون لهم موطئ قدم في منصات الهدافين، إلا أنني بمعزل عن المقارنات التي قد تغضب البعض ولو أنه لا يوجد أصلاً ما يحظرها، أقف عند دلالات تصدر مبخوت لقائمة هدافي الدوري وهي كثيرة.
وأقوى هذه الدلالات، هي أن كرة القدم الإماراتية التي نقف إزاءها منتقدين وأحياناً مستنكرين أن تصرف عليها كل هذه الأموال من دون طائل، استطاعت أن تعطينا لاعباً هدافاً مثل مبخوت وصانع ألعاب مهاري مثل عمر عبد الرحمن، وهذا وحده كافٍ للتدليل على أن بالإمارات مادة خاماً، إن وجدت من يصقلها ومن يكونها بطريقة علمية وأكاديمية ويضمن لها العيش في بيئة كروية احترافية، أبهرت وأبدعت وباتت لجيلها والذي سيأتي بعدها المثل والقدوة.
شكراً مبخوت على أنك كنت البدر الذي يضيء الليالي المظلمة.
عدد اليوم
