الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"المحافظون" الأميركيون...حفلات شاي لحشد المؤيدين

12 ديسمبر 2009 01:17
دان إيجن وبيري بيكون محللان سياسيان أميركيان لقد نجحت حركة "حفلات الشاي" التي قادها "المحافظون" في تصعيد الحوار السياسي بحلول نهاية العام الحالي إلى حركة احتجاجات قوية على سياسات إدارة أوباما. وهي تستعد الآن لهز انتخابات 2010 المقبلة عن طريق جمع التبرعات والأموال وحشد المؤيدين للمرشحين "المحافظين"، متحدية بذلك "الجمهوريين" و"الديمقراطيين" على حد سواء. وبدافع نجاحها في إسقاط مرشح "جمهوري" معتدل في ولاية نيويورك في خريف العام الجاري، كشفت هذه الحركة عن تشكيلها للجان عمل سياسي جديدة وتبنيها لتكتيكات سياسية تهدف للاستفادة من معارضة المحافظين لخطة إصلاح نظام الرعاية الصحية وكذلك لسياسات الإنقاذ الاقتصادي وغيرها من سياسات إدارة أوباما. والهدف من هذا التنظيم هو استثمار الغضب الشعبي الذي أدى إلى خروج مئات المظاهرات على امتداد البلاد كلها من فصل الربيع إلى الخريف، بما فيها احتشاد عشرات الآلاف من المتظاهرين في "المول" في شهر سبتمبر المنصرم. وتمثل هذه الاستراتيجية فرصة وخطراً على الحزب "الجمهوري" المنكوب في آن، مع العلم أنه يسعى لاستثمار غضب "المحافظين" في الوقت ذاته الذي يعمل فيه على كسب الناخبين المستقلين. صحيح أن جمع الأموال والتبرعات لم تكن سوى ضربة البداية لهذه الحركة. غير أن "حفلات الشاي" بدأت تشكل تحدياً كبيراً لمرشحي الحزب "الجمهوري" لمجلس الشيوخ: كارلي فيورينا بولاية كاليفورنيا، وشارلي كريست في فلوريدا. يذكر أن تمرداً محافظاً مماثلاً في انتخابات مجلس النواب التي جرت في الشهر الماضي، أسفر عن فوز مرشح "ديمقراطي" في ولاية نيويورك بدلاً من فوز المرشح "الجمهوري". فقد جاء الوقت الذي تعين فيه على الحركة المحافظة التقاط زمام المبادرة والسيطرة على الأمور كما يقول الناشط المحافظ "إريك أودوم" عبر الموقع الإلكتروني للجنة العمل السياسي التي يتولى قيادتها "ليبرتي فيرست باك". ويهدف هذا الموقع الإلكتروني واللجنة السياسية التي تقف من خلفه إلى دعم الساعين إلى الدفاع عن الحرية كما يقول. واستطرد أودوم الذي نظم أول حفل شاي احتجاجي في ربيع العام الحالي في القول إن "باك" لن تدعم أياً من مسؤولي الحزبين الذين يشغلون مناصب حالياً في الجهاز الحكومي. من جانب آخر تعمل حركة Smart Girl Politics -سياسات الفتاة الذكية- وهي حركة نسوية محافظة تنشط في حشد التجمعات النسائية لحضور حفلات الشاي الاحتجاجية، على تشكيل لجنة "باك" بهدف توجيه عضويتها البالغة 23 ألف امرأة لدعم المرشحين المحافظين. في الوقت ذاته يخطط الناشط المحافظ إريك إريكسون مدير موقع RedState.com لتشجيع جمع التبرعات للمرشحين المحافظين من أمثال بات تومي مرشح الحزب الجمهوري لمجلس الشيوخ الذي يأمل في الفوز بمقعد ولاية بنسلفانيا الذي كان يشغله الجمهوري آرلين سبيكتر الذي تحول إلى عضو ديمقراطي. أما في واشنطن فهناك مجموعة FreedomWorks الناشطة التي نجحت في تنظيم الكثير من حفلات الشاي الاحتجاجية، وهي بصدد الإعلان عن خطط خلال الشهر الجاري تهدف إلى جمع ملايين الدولارات من خلال إحدى لجان العمل السياسي "باك" مع العلم أن المجموعة تتجه بهذه الخطط لأعضائها المسجلين البالغ عددهم 500 ألف عضو، على حد قول "مات كيبي" رئيس المجموعة. ويشارك في رئاسة المجموعة أيضاً زعيم الأغلبية السابق في مجلس النواب "ريتشارد كي. آرمي" وهو "جمهوري" من ولاية تكساس. ويرى مات كيبي أن حملة التبرعات التي تنظمها المجموعة سوف تكون على غرار استخدام حملة أوباما لشبكة الإنترنت في انتخابات العام الماضي. فنحن نسعى لجمع مبالغ مالية ضئيلة من عدد كبير جداً من المتبرعين مثلما فعل باراك أوباما. ونحن الآن بصدد دراسة كافة الاستراتيجيات التي تبنتها حملة السباق الرئاسي التمهيدي لأوباما. وفي اعتقادي "أن حفلات الشاي الاحتجاجية التي نتوسع في تنظيمها حالياً للمعارضين المحافظين، سوف تجعل القاعدة الشعبية التي أنشأها أوباما حركة قديمة مضى عليها الزمن. ولكن السؤال المطروح الآن هو: هل بوسع حركات الشاي الاحتجاجية هذه أن تتحد لتصبح قوة سياسية قادرة على انتزاع الفوز بدلاً من مجرد الاكتفاء بمضايقة المرشحين؟ يعترف "كيبي" وغيره من قادة هذه الحركات أنهم لا يزالون أبعد بكثير من هذه النقطة. فالمعروف عن حفلات الشاي هذه أنها تنقسم على نفسها إلى مئات من التجمعات المحلية والولائية، وأن لها أهدافاً وأجندة وقواعد منظمة لعملها تختلف عن بعضها أشد الاختلاف. ثم أنها لم تصبح بعد جزء من اللعبة السياسية المالية الكبرى. هذا إضافة إلى التمزقات الداخلية القائمة في هذه الحركات على أساس النزاعات الشخصية خلال الأشهر القليلة الماضية. ولعل هذا ما دعا تيموثي إم. كين حاكم ولاية فرجينيا ورئيس اللجنة القومية للحزب الديمقراطي إلى القول خلال حديث له الأسبوع الماضي، إن حركة حفلات الشاي تعصف بالحزب "الجمهوري" إلى جانب كونها طرفاً ناشطاً في الصراع الداخلي الدائر حول توجهات الحزب. غير أن ناشطي الحركة انتقدوا بشدة هذا الوصف مؤكدين أن حركتهم سوف تقوى شوكتها كثيراً إثر إجازة قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية، وإقامة الحركة اجتماعاً قومياً لها في شهر فبراير المقبل، تبرز فيه شخصية سارة بالين، المرشحة "الجمهورية" السابقة لمنصب نائب الرئيس. وعلى حد قول "تم فيليبس" من مجموعة Americans for Prosperity المحافظة الناشطة في واشنطن، فقد كان هناك نوع من التسامح لفترة طويلة من الوقت مع السياسات. ولكن هذا العام سوف يرى الأميركيون بأمهات عيونهم ما يمكن أن يفعله التدخل الحكومي الواسع بحياتهم وحرياتهم الشخصية. من ناحيته يرى الحزب "الجمهوري" في حركة حفلات الشاي قوة دعم كبيرة له. غير أن ضغوط اليمينيين المتطرفين تعصف بالحزب وتعمق الصراعات الداخلية في صفوفه. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©