24 سبتمبر 2008 22:50
يعد الصيام من أفضل الأعمال الصالحة وأجلها عند الله تعالى، فقد رغب فيه الشرع وحث عليه، وجعله احد أركان الإسلام، وأخبر الله عز وجل أنه لا تستغنى عنه الأمم؛ لما فيه من تهذيب الأخلاق، وتطيهر النفوس، وحملها على الصبر، فقال تعالى: ''يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون'' البقرة ·183
ويوضح الدكتور مبروك عطية -أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، فضل الصيام حيث يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: ''وإن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون''· ويقول عز وجل بعد ما ذكر المسارعين إلى الخيرات من الرجال والنساء: ''والصائمين والصائمات، والحافظين فروجهم والحافظات، والذاكرين الله كثيرا والذاكرات، أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما'' الأحزاب الآية ·35
وعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ''ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا''·
ويضيف أن من فضائل الصيام أنه وقاية للعبد من عذاب الله يوم القيامة· فعن جابر رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ''إنما الصيام جنة يستجن بها العبد من النار''·
كما أنه طريق عظيم إلى الجنة، فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله: دلني على عمل أدخل به الجنة، فقال: ''عليك بالصوم فإنه لا مثل له''، قال: فكان أبو أمامة لا يٌرى في بيته الدخان نهاراً إلا إذا نزل بهم ضيف·
ويروي سهل بن سعد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ''إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد''·
ومن فضائل الصوم أيضا، أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة، فعن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ''الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان''·
ومنها أن الصائم يوفى أجره بغير حساب، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ما معناه: ''كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمئة ضعف· قال الله عز وجل: ''إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي''·
ومن فضائل الصيام أيضا أنه كفارة لكثير من المخالفات والذنوب، فمن ذلك أنه كفارة لحنث اليمين، وقتل الصيد في الإحرام، قال تعالى: ''لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم'' المائدة الآية ·89
وقال تعالى: ''يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم، ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره، عفا الله عما سلف، ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام'' المائدة الآية ·95
وقال حذيفة -رضي الله عنه-: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ''فتنة الرجل في أهله وماله تكفرها الصلاة والصيام والصدقة''·
ومنها أيضا أن من صام رمضان وأدى الفرائض الأخرى كان من الصديقين والشهداء، فعن عمرو بن مرة الجهني -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ''أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا؟ قال: من الصديقين والشهداء''·
ويؤكد الدكتور مبروك عطية أن من فضائل الصيام أنه يكفر الخطايا والسيئات· فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ''من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه''·
وقد فضل الله سبحانه وتعالى بعض الأزمنة وقرنها بالصيام مثل صيام ست من شوال، فعن أبي أيوب -رضي الله عنه-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ''من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر''·
ومنها صيام شهر الله المحرم وخاصة اليوم العاشر، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ''أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل''·
ومنها صيام الاثنين والخميس، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ''تعرض الأعمال على الله يومي الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم''
عدد اليوم
