الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجرد رأي

5 مايو 2014 22:35
فلنجعل التفكير الواقعي أساس حياتنا «شاهدت قصص الخادمات التي تلقي بظلالها كل يوم على قنوات التلفاز وعلى أجهزة الهواتف الذكية، ما هذا الإهمال الذي تتسبب فيه بعض الأسر لبيوتهم التي بنوها بكل حب؟، ولكن في المقابل أهملوها لتصبح المادة والمال هما الأهم، فتقذف بالأبناء إلى حضن الخادمات، ليضرب البعض من أصحاب العقول الصغيرة أخماساً بأسداس الأبناء، الذين يعتبرون دائماً ضحية لكل مآسينا، والتي كثر السماع عنها في الآونة الأخيرة، فعلاً أنها لجريمة نكراء يبكي المجتمع المحلي ألماً وحرقة على فلذات الأكباد الذين باتوا ضحايا لمتنوع الجرائم». كثيراً ما سمعت مثل هذا الكلام متداول بين كل من شهد الحادثة، التي ليست الأول من نوعها في المجتمع المحلي والعالمي، بل كثرت حوادث الخدم، وصارت بين العديد من الأسر، فهذه القصة ليست بالجديد، بل هي القديم المتجدد بين الأسر. ما أود مناقشته يا عزيزي القارئ هي أسئلة سمعتها من بعض الأشخاص: لماذا لا تترك الأم عملها وتتفرغ لأبنائها، لماذا ترمي بالأبناء إلى حضن الخادمات؟ لماذا التهاون مع أبنائنا وفلذات أكبادنا؟ أسئلة بالتأكيد وجيهة وترمي إلى نقطة مهمة، وهي: هل جعلنا التفكير الواقعي أساس حياتنا واختياراتنا تجاه أبنائنا؟ قبل الاستقالة وغيرها من الإجراءات، هناك أجراءات أخرى يجب الأخذ بها بعين الاعتبار، وهي ما فعلته أم ملاك، حيث خصصت مربية لابنتها ووضعت كاميرات مراقبة في منزلها.. ولكن هل كان هذا يكفي؟ لا بالتأكيد لم يكن كافياً، كان من الممكن حل الموضوع ببساطة وهو أخذ الابنة إلى حضانة ترعى الأبناء باهتمام، بحيث يكون القلب مطمئناً على فلذة الكبد، البعض قد يعارضني ويقول ما حاجتها للعمل؟ فلتجلس في المنزل وترعى أبناءها، هؤلاء أوجه لسؤالكم سؤالاً مهماً: هل فكرتم بمن يتولى مهمة تدريس بناتكم في المدارس إن كان كل معلمة ستستقيل من المدرسة بسبب عدم حسن تدبير أمورها؟ هل فكرتم بمن سيخدم زوجاتكم وأمهاتكم في جميع الدوائر والمؤسسات إن لم نجد موظفات من النساء؟ هنا نحن نعرض المجتمع لقضية أخرى، وهو التحرش الذي هو الآخر بات آفة يحارب مجتمعاتنا من كل صوب وحدب.. إذاً الأمر المهم هو: التفكير بعقلانية لتنظيم أمورنا الأسرية والمجتمعية، الأمر الذي سيساهم وبشكل فعال في الحد من هذه المشكلات. مسك الختام: أبناؤنا فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض، فلنحافظ عليهم ولا نتهاون ولو للحظة في تدبير أمورهم، أدعو الجميع لاتخاذ القرار السليم والتفكير العقلاني قبل كل شيء، وأتمنى ألا ينظر الجميع إلى الأمور من زاوية واحدة، بل يتوجب النظر إلى زواياعدة كي يتم اتخاذ القرار الحكيم والسليم في الآن ذاته، ومن هذا المنبر نوجه رسالة أخرى إلى جميع المؤسسات الحكومية والمحلية بضرورة توفير الحضانة لأبناء الموظفات كي يتم الحد من الاستماع لمثل هذه القصص المأساوية، فكلنا نحب أبناءنا لذا يتوجب علينا الحذر في أمورهم واتخاذ القرارات تجاههم؛ لأن غلطة الشاطر في هذا المجال بألف.. وأنتم لها يا قرائي. ريا المحمودي - رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©