السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصن عجمان يأخذ الأجيال الشابة في رحلة إلى حياة الأجداد

حصن عجمان يأخذ الأجيال الشابة في رحلة إلى حياة الأجداد
2 يناير 2012
يقف حصن عجمان شامخاً على مر الأزمنة، متخذاً لنفسه موقعاً مميزاً، ليخبر الأجيال الشابة عن بطولات الأجداد ويسرد لهم فصولاً من حياتهم، ولم يعرف حتى اليوم العام تاريخ إنشاء الحصن، والذي تم تحويله فيما بعد إلى متحف، وكان يغلب الظن أنه بني في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، حيث استخدمت في بنائه المواد المحلية مثل حجارة البحر المرجانية والجص، وأدخلت في سقوفه جذوع أشجار تم جلبها من شرق أفريقيا. إلى ذلك قال علي المطروشي مستشار التراث والتاريخ المحلي في دائرة الثقافة والإعلام بإمارة عجمان، إن الحصن بقي مقراً للأسرة الحاكمة حتى عام 1970، وإثر ذلك تحول إلى مقر للقيادة العامة لشرطة عجمان حتى عام 1981، وفي أواخر عقد الثمانينات من القرن العشرين أمر صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، بإعادة ترميمه ليتم تحويله إلى متحف لتراث الإمارات، مشيراً إلى أحداث عدة مرت على الحصن، منها تلك الزيارة التي قام بها ريموند أوشيا وكيل الطيران البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية، وقد جاء ذكر ذلك في كتابه الذي يحمل اسم ملوك الرمال. وأوضح أن الآثار رمز الإنسانية التاريخي ومرآة تعكس التطور المتواصل الذي تمر به الأمم، حيث يساهم تصميم الحصن باعتباره أحد المعالم التاريخية المهمة في الدولة، التي تنقل عبر السنين واقع الحياة التي عاشتها أجيال كانت في عصور مختلفة، حيث كان الحصن معقل الزعامة والرئاسة والسلطة السياسية في الإمارة، وهو خط الدفاع الأول عنها، لذلك يعد معلماً تاريخياً شامخاً سجل مآثر الأجداد وتراثهم الخالد. وبين المطروشي مستشار التراث والتاريخ المحلي أنه من أهم وأبرز مميزات المتحف، أن حكومة عجمان استعانت عند إنشائه بحكومة دولة شقيقة، أرسلت فريقاً من الفنيين المتخصصين الذين لهم خبرة فنية في تأسيس المتاحف، مضيفاً أن الفكرة الخاصة بعرض المحتويات اعتمدت على تصوير البيئة المحلية في الماضي بشكل واقعي عن طريق المجسمات بالحجم الطبيعي والملابس الشعبية ذاتها، بالإضافة إلى الأثاث التقليدي القديم، مع وضع خلفية صوتية تجعل المشهد قريبا من الواقع، وذلك ما يجعل المتحف في حالة إقبال متزايد من الزوار. وأوضح ريموند أوشيا وكيل الطيران البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية، في مقال له عن رحلة صيد قضاها، إن الحصن عبارة عن قصر يجذب الأنظار وله بوابة عظيمة يعلوها قوس ضخم، وكلها من الحجارة الرملية عسلية اللون، وهي من أجمل القلاع وتساند جنبات الحصن أبراج سامقة مثل القلاع الصليبية المقامة على سور عكا في فلسطين، ويلاحظ في القصر أو الحصن الهندسة البرتغالية التي كانت سائدة في القرن السابع عشر وكأنها رباطات للدفاع، وذلك بسبب الأجواء الحربية المضطربة التي سادت الصحراء خلال تلك الفترة. وأشار علي المطروشي مستشار التراث والتاريخ المحلي في دائرة الثقافة والإعلام بعجمان إلى أنه تم تقسم الحصن بعد أن تم تحويله لمتحف إلى أقسام، تتضمن صالة عرض الممتلكات الشخصية والهدايا والوثائق الرسمية، وتعرض فيها الملابس الشخصية والأسلحة النارية التي كان يستخدمها الشيخ راشد بن حميد النعيمي «الأول»، خلال حياته. كما أشار المطروشي إلى أن الأسلحة الموجودة في المتحف تتضمن بعض المدافع التي كانت تستخدم للدفاع عن النفس، ولإطلاق الطلقات النارية في المناسبات المختلفة، مبيناً أن أسلحة المتاحف بشكل عام ترمز إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث كانت توجد لحاجة الإنسان للدفاع عن نفسه أو لتوفير غذائه، ومن بينها الرماح والفؤوس والسكاكين والسيوف، وقد تطورت مع الزمن حتى وصلت الأسلحة النارية.
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©