الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواقع التواصل المنافس الأول للصحافة الرياضية

مواقع التواصل المنافس الأول للصحافة الرياضية
23 ابريل 2012
كيف تتنافس الرياضية مع وسائل الإعلام أو العكس؟ سؤال يبدو غير صحي للوهلة الأولى، لكنه ليس كذلك؛ فالصحف لم تعد تغطي فقط الرياضة، ولا عادت النوادي تهتم فقط بإعداد اللاعبين وخوض المباريات. فكثير من نجوم الرياضة ما عادوا بحاجة لوسائل الإعلام التقليدية. إذ أنهم يعتمدون على معجبيهم وصفحاتهم الإلكترونية لنشر أخبارهم والتواصل معهم منهين عقودا من سيطرة الإعلام التقليدي على شهرة اللاعبين، ويبقى السؤال: هل ستكون الظروف الجديدة حيث تستغني الرياضة عن بعض أدوار وسائل الإعلام والصحافة الرياضية التقليدية، وتتحول إلى منافس له فرصة لتصحيح هذا النوع من الصحافة ومعالجة الظواهر السلبية التي شابته؟ أبوظبي (الاتحاد) - لدى انعقاد المؤتمر الدولي الثالث للأخبار الرياضية مؤخرا في أسبانيا حاول المشاركون الذين يمثلون خبرات نوعية وعريقة في دنيا الأخبار بشقيها التقليدي والرقمي أن يخرجوا بنتائج تساعد مؤسساتهم على مواجهة هذه الإشكالية، أي جعلها أكثر قدرة على منافسة قطاع الرياضة. أي أن الحديث عن المعضلة لم تكن مهمة بمقدار الحل. مؤشرات مؤكدة لعل بضعة مؤشرات كافية لتأكيد المعضلة؛ فلاعب الكرة كرييستيانو رونالدو لديه 42 مليون معجب على صفحته على موقع فيسبوك. أما شركة نايكي الشهيرة في عالم صناعة الألبسة الرياضية فلديها مجلة رياضية بمستوى أي صحافة تقليدية. باختصار إن مواقع المعجبين على شبكة الإنترنت أصبحت وجهة ملايين المشجعين الذين أداروا ظهرهم للصحف كمصدر أول لأخبار الرياضة، وفق تقرير صادر عن الجمعية العالمية للصحف وناشري الأخبار. وعندما يصبح النجوم الرياضيون والمؤسسات الرياضية وشركات السلع الرياضية ناشرين إعلاميين لا بد أن تتغير العلاقة الأساسية بين الرياضة ووسائل الإعلام. ولا بد عندها من طرح السؤال بدون حرج: ما حاجة هذه الجهات بعد الآن لوسائل الإعلام التقليدية؟ لقد عُقد المؤتمر الدولي الثالث للأخبار الرياضية في أسبانيا عشية حدثين رياضيين بارزين هما كأس كرة القدم الأوروبية والألعاب الأولمبية. ورأس المؤتمر كلود دروسينت، الذي كان رئيسيا لغرف الأخبار المطبوعة والرقمية في صحيفة «لوكيب» الرياضية بين 2003 و2008. ومن المشاركين أسماء لامعة في عالم الإعلام الرياضي مثل بن كليسيت مسؤول الرياضية في مجموعة «التلجراف الإعلامية»، ومسؤول جميع المحتويات الرياضية في صحف «ديلي تلجراف»، و»الصنداي تلجراف»، وكان بينهم أيضا لورين لوويه، رئيس تحرير الأخبار الرياضية في صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية ومدير تحرير موقع «سبورت 24.كوم»، ومات كيلي ناشر «ميرور جروب ديجيتال»، والشريك في «ديلي ميرور، والذي قاد في العام 2008 إعادة تصميم صحيفة «ديلي ميرور». التشبه بالرياضيين خلال المؤتمر طرح هؤلاء الناشرون والمسؤولون تنفيذيون آراءهم وخبراتهم، سعياً وراء الخروج بتصور يخفف من وطأة المنافسة. وتناولت مواضيع المؤتمر هذه الإشكالية من جوانبها المختلفة: الجماعات الرياضية والصحافة؛ مواقع الإنترنت للرياضة الإقليمية والمحلية، استراتيجيات التنويع التطوير، الإعلانات والأخبار الرياضية، التغطية الإعلامية للألعاب الأولمبية للعام 2012. وقال رئيس التطوير في «بولند سبورت» مارسين جادزينسكي إن «المنافسة الحقيقية تأتي من مواقع المعجبين ومن مواقع النوادي الرسمية، والمجموعات «الفيسبوكية» فهذه هي الأماكن التي يتجه إليها المعجبون بحثاً عن الأخبار الرياضية أو الشعور بإحساس ما أو التحادث في شأن المباريات والألعاب». وأضاف «نحن نريد أن نشبههم أكثر»ج في إشارة إلى تلك النوادي ومواقع المعجبين». من جهته، قال مات كيللي، ناشر مجموعة «ميرورو ديجيتل» في المملكة المتحدة إن «الرياضة ليست فقط اللعب في فضاء نحن نملكه أساساً إنما هي أن نقوم بذلك بشكل أفضل. وعندما تكون هذه هي الحالة فإن ذلك يساعد على منافسة ما يقوم به الفاعلون في قطاع الرياضة بشكل جيد». وأضاف «النجم العالمي رونالد لا يتمتع فقط بنحو 42 مليون معجب على صفحته على موقع فيسبوك بل لديه أيضاً 8 مليون متابع على موقع تويتر. وهؤلاء المعجبون والمتابعون يجدون هنا وهناك محتوى جيدا، بل إن هذه العلاقة بينهم وبين نجمهم المفضل في الإعلام الاجتماعي تمثل نوعا من المحتوى الحصري الذي قد لا يصلون إليه عبر أي وسيلة إعلامية أخرى». وتابع «باختصار، هم لم يعودوا بحاجة لوسيط إعلامي يعرفهم على أخبار نجمهم المفضل أو يقربهم منه». أكثر تعقيداً رئيس المؤتمر، كلود دروسينت، وهو في الوقت نفسه رئيس مجلس إدارة شركة مالت للاستشارات الرياضية، التي تتخذ من فرنسا مقرا لها، اعتبر أن « كريستيانو رونالدو هو أفضل مثال على تحول نجم إلى رمز إعلامي من خلال الاستخدام الجيد للشبكات الاجتماعية. أما مواقع المعجبين على شبكة الإنترنت فإن ما يميزها عن وسائل الإعلام هو أنها تركز على فريق واحد، وهو شيء يمكن أن تفعل مثله الصحف على شبكة الويب، وفق جادزينسكي الذي يلحظ أن نجاح مواقع المعجبين ناتج عن أنها تضع أي محتوى يتعلق بنادي ما على الويب وبشكل يومي، وهذا هو الأسلوب الذي يجب على وسائل الإعلام اتباعه، فالمعجبون يعرفون بأنهم لن يفوتوا عندها أي معلومة عن فريقهم إذا زاروا هذا الموقع. ولكن الأمر ليس بهذه السهولة؛ فحتى لو أن وسائل الإعلام التقليدية وفرت محتوى أكثر جودة وإقناعاً من مواقع الهواة والمعجبين، إلا أنها ستجد نفسها غالباً في ميدان مباراة غير متكافئة؛ فحيث يتنافس المؤسسات والرعاة الإعلاميون للأحداث الرياضية بشكل متزايد مع الناشرين التقليديين فإنهم أيضا يضعون بشكل متزايد قيودا على كيفية وصول الناشرين التقليديين للأخبار وتوزيعها على القراء. ويعبر أحد المشاركين بمرارة وسخرية عن هذا الواقع. فقد سأل آندرو موجر، المدير التنفيذي لتحالف «ميديا نيوز»، وهي منظمة متخصصة في صون تجميع الأخبار في عالم الرياضة «هل يحوز أن تكون المرة الوحيدة التي يمكن أن نكون فيها قريبين من اللاعبين على أرض الملعب هي عندما يكون هناك راع في الخلف؟» وذلك في إشارة إلى اهتمام المنظمين بإظهار شعارات واسم الراعي في وسائل الإعلام التقليدية، وكأن الأخيرة هي مجرد أداة «ثانوية» لتحقيق مصالح المنظمين. أما عن القيود فحدّث بلا حرج. فالمؤسسات الإخبارية تضع قيودا متزايدة على وسائل الإعلام مقابل أن تسمح للكتاب والمصورين الرياضيين تغطية الأحداث الرياضية. وقد شملت هذه القيود تحديد عدد وأوقات الصور المسموح بوضعها على المواقع الإخبارية، وحظر كتابة التقارير المسيئة للمنظمين، والطلب من وسائل الإعلام اعتبار ملكية المحتوى بمثابة حق للمنظمات الرياضية. وبهذا الشأن قال موجر إنه عندما تضع المؤسسات المنظمة للدوري الممتاز، على سبيل المثال، موعدا محدداً لأجل نشر الأخبار أو المدونات والتغريدات على المواقع، عندها ما يكون مسموحاً لنا به هو في الحقيقة حقنا في أن ننشر «منتجا» إخباريا صنف ثاني بينما توزع النوادي منتجا نخب أول». رب ضارة قد لا تكون هذه المنافسة غير المتكافئة سلبية بكل جوانبها، فربما تحمل في جوانبها عدة نواحي إيجابية للصحافة الرياضية، سواء على الصعيد المهني أو الإداري أو المالي أو حتى الأخلاقي. فمن الناحية المهنية، ستجعل الصحافة الرياضية في العصر الرقمي تبحث عن وسائل مبتكرة جديدة حتى لا تبقى تحت رحمة أصحاب القرار الرياضي. الواقع أن الصحافة الرياضية بهذا المعنى باتت مطالبة بالذهاب إلى ما هو أبعد من الجماهير والتغطيات الشعبية، ومطالبة بأن تلعب دورا رقابيا على الممارسات الرياضية وليس مجرد أداة في آلة إعلامية ضخمة لها ما لها وعليها ما عليها، وخاصة بعدما تفشت مؤخراً أخبار الرشاوى والفساد في بعض أطر القرار المسؤول عن كثير من النواحي التنظيمية الرياضية في العالم. ومما يقع على الصحافة الرياضية أيضا هو ضرورة أن تتولى موقف الناقد والمسائل والمحاسب لما يجري في الأنماط الرياضية العالمية التي حولت النشاط الرياضي إلى باب لجني الثورات الطائلة للبعض بينما ينوء العالم في تحت واقع أزمات بطالة وتقشف . أي أن الصحافة الرياضية وقد تراجعت قيمتها الإخبارية أو الترويجية بتعزيز دورها القيمي من خلال التركيز على فضائل الرياضة وقيمها الجميلة. وأخيراً، مطلوب من الصحافة الرياضية أن لا تركن لتحويل الرياضة إلى حقل أهواء شخصية أو أداة بيد من يتلاعب بالرياضة ككل. وهذا ما يصح على المستوى الوطني كما على المستوى الدولي. وهنا أهمية الناحية الأخلاقية؛ فبعض المراقبين قد يرى في هذه «المنافسة» فرصة لتشذيب الصحافة الرياضية من الظواهر والممارسات السلبية، بعد أن استفحلت الاتهامات لهذه الصحافة على نطاق واسع في الدول التي تغيب فيها آليات الرقابة والمحاسبة للصحف. فالصحافة الرياضية المتخصصة تلعب دورا كبيرا في مسيرة الحركة الرياضية، سلبا وإيجابا، وفي بعض الدول كانت تعلو على السطح الشكوى من دورها السلبي وبعضهم كان يلقي عليها مسؤولية تخلف الكرة راميا بعض الصحافة والصحفيين الرياضيين بأقبح الصفات، أو متهما بعض إداريي الأندية باستخدام الإعلام أداة لتحقيق مصالحهم الخاصة عبر شراء بعض الأقلام والصفحات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©