الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحف عالمية: تعنت الدوحة يزيد الأزمة والغرب يسعى للحد من تمويل الإرهاب

صحف عالمية: تعنت الدوحة يزيد الأزمة والغرب يسعى للحد من تمويل الإرهاب
5 يوليو 2017 01:10
دينا محمود (لندن) الأزمة في تصاعد والخلافات القائمة بين أطرافها تبدو غير قابلة للحل بسبب الموقف القطري؛ هكذا تحدثت معظم وسائل الإعلام الغربية تواصل متابعتها المحمومة للأزمة التي تشهدها منطقة الخليج حالياً، بفعل تعنت الحكومة القطرية، وإصرارها على مواصلة انتهاج سياساتٍ تزعزع الاستقرار وتدعم الإرهاب والتطرف. ففي مقالٍ نشرته صحيفة «دَيلي تليجراف» البريطانية للكاتب أنتوني هاروود، قالت الصحيفة إن الهوة بين جانبي الأزمة «تبدو عصية على أن تُجسّر»، وذلك بعدما زعمت قطر أن المطالب المُقدمة إليها «تمس بسيادتها». وأشار الكاتب في مقاله إلى أن هناك أمرين واضحين بالفعل على صعيد الأزمة في الوقت الراهن؛ أولهما أن الدوحة لن تقبل كل المطالب، أما الثاني فهو أن الضغوط التي تُمارس عليها ستتصاعد في المرحلة المقبلة. وتوقع هاروود أن يكون لأي خطوات تصعيدية مقبلة رداً على تصلب الموقف القطري «تبعاتٌ وخيمة»، مُشيراً في هذا الصدد إلى تصريحات سفير الدولة لدى روسيا عمر سيف غباش التي قال فيها إن من بين الخيارات المطروحة تخيير هؤلاء الشركاء ما بين العمل إما مع الدوحة أو مع الدول الرافضة لسياساتها التخريبية. واعتبر الكاتب أن لا أحد يريد الوصول إلى مرحلة تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي «على الأقل الولايات المتحدة»، التي يقول إنها لا تريد أن تجازف بأن يؤدي ذلك حال حدوثه إلى تقارب الدوحة مع كلٍ من طهران وأنقرة. وأولى هاروود اهتماماً لافتاً بقصيدة «الدرب واضح»، التي نظمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لنصح قطر بالعودة عن الطريق المظلم الذي تسير فيه حالياً. وأشار الكاتب البريطاني إلى أن هذه القصيدة تشكل «بادرة نبيلة». وأبرز قول صاحب السمو فيها «والذِيبْ ياكلْ م الكبارْ السِّماني ساعَةْ تغادرْ سربها باستهانه»؛ باعتبار أن هذا البيت مستوحى من الحديث الشريف الذي يقول فيه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية». وأوضح الكاتب في مقاله أن السرب الذي يحذر صاحب السمو قطر من الابتعاد عنه هو مجلس التعاون الخليجي، الذي باتت قطر مُهددة بالاستبعاد منه بسبب مواقفها وسياساتها الراهنة، مشيراً إلى أن ما ورد في القصيدة يمكن أن يمثل منطلقاً لمفاوضات جديدة لحل الأزمة. وعلى النقيض تماماً من هذه النصائح الصادقة، لفتت «دَيلي تليجراف»، في سياق تغطيتها الخبرية لمستجدات الأزمة، الانتباه إلى تصريحات مسؤولين قطريين قالوا فيها إن بلادهم تستعد لمواجهة مزيدٍ من العقوبات الاقتصادية من الدول الرافضة لتوجهاتها المُزعزعة للاستقرار، ونسبت إليهم إشارتهم إلى أن الأزمة الحالية أبعد ما تكون عن الحل. وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن الرد القطري الذي سُلِم أول من أمس (الاثنين) إلى سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لا يزال في طي الكتمان، فإنه من المتوقع أن يكون فحواه متماشياً مع المواقف المتصلبة والمتعنتة التي أعلنتها الدوحة سابقاً حيال الأزمة. وعن طبيعة الإجراءات العقابية الجديدة المحتملة ضد حكومة الدوحة، توقعت «دَيلي تليجراف» أن تكون في صورة عقوبات تستهدف الريال القطري أو سحب الأرصدة من مصارف قطر. واعتبرت الصحيفة في الوقت نفسه أن الموقف الأميركي من الأزمة بات يتسم بالغموض، مُشيرةً إلى أن الرئيس دونالد ترامب دعمه للإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الأربع ضد الحكومة القطرية، فيما أدلى مسؤولون أميركيون بتصريحاتٍ تجنح إلى الدعوة إلى الهدوء بشكلٍ أكبر. ولكن الصحيفة البريطانية رأت أن الاتصالات الهاتفية التي أجراها ترامب قبل يومين مع قادة الإمارات والسعودية وقطر بدت في مضمون ما ورد فيها تأييداً ضمنياً لاتهام قطر بتمويل جماعات إرهابية في ضوء تشديد سيد البيت الأبيض على «أهمية وقف تمويل الإرهاب». «الفاينانشال تايمز» أدلت بدلوها كذلك فيما يتعلق بالتوقعات المحتملة للرد القطري الذي سلم للكويت، إذ نقلت عن «مصدر مقرب» من حكومة الدوحة قوله إنه من المتوقع أن يفرق هذا الرد بين «الاتهامات (التي تعتقد قطر) أن لا أساس لها وتلك التي يمكن التفاوض بشأنها». ونسبت إلى هذا المصدر - الذي لم تسمه - قوله: «إذا استطاعوا إثبات (وجود) أي مسألة سياسية أو أمنية تؤثر على الدول الخليجية بسبب قطر؛ فبإمكاننا وضع مثل هذه المسائل في الحسبان بعقلٍ مفتوح». لكن «الفاينانشال تايمز» انفردت عن غيرها من الصحف الغربية بالقول، إن ثمة فرصة لإيجاد تسوية ما للأزمة. واستندت الصحيفة في ذلك إلى تصريحات نقلتها عن «دبلوماسييّن» قالت إنهما يتابعان التطورات الحالية في الخليج. وبحسب هذين الدبلوماسيين «تتجه» أطراف الأزمة صوب حلٍ محتملٍ لها. وأوضح الرجلان في هذا الشأن: «من غير الممكن أن يكون هناك حلٌ سريعٌ، ولكن قد نشهد بداية عملية طويلة من المفاوضات». في «التايمز» تصريحات لمسؤولين قطريين لم يتم الكشف عن هويتهم قالوا إن الدوحة لا تعتزم اتخاذ إجراءات ضد جماعاتٍ مثل جماعة الإخوان الإرهابية. وأشارت الصحيفة البريطانية ذات التوجهات اليمينية إلى أن هؤلاء المسؤولين أبدوا تردداً حيال المطلب الخاص بإغلاق قناة «الجزيرة»، ولكنهم ألمحوا إلى إمكانية الوصول إلى «تسوية» في هذا الشأن. أما صحيفة «الجارديان» البريطانية ذات توجهات يسار الوسط، فقد أولت اهتماماً أكبر بنهج الغرب في التعامل مع الأزمة الآخذة في التصاعد بفعل المواقف القطرية المتعنتة. وأشارت في هذا الشأن إلى أن الدول الغربية تحاول التركيز على إمكانية التوصل إلى اتفاقٍ «محدود» بين دول الخليج، ووضع ضوابط جديدة للحد من تمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة. واستعرضت الصحيفة في هذا الإطار، زيارة زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية إلى السعودية في مسعى من برلين للاضطلاع بدور وساطة في الأزمة، وما قاله في الرياض من أن السبيل الأمثل لإيجاد تسوية للأزمة الحالية هو بلورة اتفاق خليجي على الحيلولة دون تمويل الإرهابيين. كما أشارت «الجارديان» إلى الاتصال الهاتفي الذي أجرته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي شددت خلاله ماي على ضرورة أن تواصل قطر التعاون مع «حلفائها الخليجيين على صعيد التعامل مع التهديد الذي يشكله التطرف والإرهاب». وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، رأت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية أن قطر لم تبدِ أي مؤشر على التراجع عن عنادها في التعامل مع المطالب المُقدمة لها. وقالت بدورها، إنه من المتوقع على نطاقٍ واسع أن يكون الرد القطري الرسمي الذي سُلم إلى الكويت عبارة عن رفضٍ لهذه المطالب. وعلى الرغم من التصريحات التي أكدت أن الخيار العسكري غير مطروح للتعامل مع قطر لدفعها للتخلي عن مواقفها المتشددة التي تضر بالأمن الخليجي والعربي؛ فإن الصحيفة الأميركية قالت إن تصاعد الأزمة يزيد إمكانية السير على مثل هذا الدرب. وأشارت في هذا الصدد إلى الدعم الذي أبدته تركيا لقطر على هذا الصعيد، في ظل التقارب بين البلدين بفعل مؤازرة أنقرة لجماعة «الإخوان» الإرهابية ولمسلحين معارضين في سوريا. ومن جهتها، رسمت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية صورة قاتمة للحياة في الدوحة المعزولة بفعل سياسات حكومتها. وعبر تقرير إخباري مطول أعدته من داخل العاصمة القطرية، أكدت الصحيفة الأميركية تزايد أعباء هذه العزلة «السياسية والشخصية» بمرور الوقت. واستعرضت في هذا السياق اضطرار رجل أعمال قطري - لم تسمه - إلى إلغاء عطلة كانت تعتزم أسرته قضاءها في السعودية بتكاليف كان يُفترض أن تناهز 150 ألف دولار. كما أوردت شكاوى سيدة أعمال في الدوحة من أن البضائع الخاصة بمتجرها للملابس، باتت تأخذ وقتاً أطول في الوصول من الخارج. وكشفت «نيويورك تايمز» عن أن هناك مستهلكين قطريين أقروا بعدم استساغتهم لمذاق منتجات الألبان التركية التي صارت تُباع في متاجر الدوحة، وتفضيلهم مذاق الأنواع السعودية التي اختفت من على الأرفف، بعد الإجراءات الصارمة التي اتخذتها دول المقاطعة الأربع حيال الحكومة القطرية. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن موقف ترامب من الأزمة صيغ على يد مستشاريه ستيف بانون وسباستيان جوركا، اللذين قالت الصحيفة إنهما يريان أن التعامل بشدة مع الحكومة القطرية سيشكل رسالة تحذير إلى أي دولة تتساهل مع المتشددين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©