الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في غزة.. لا يزال الغضب مستمراً

في غزة.. لا يزال الغضب مستمراً
20 يناير 2017 00:58
جباليا (أ ف ب) بعد أيام من تعرضه لملاحقة من أمن حماس التي تسيطر على قطاع غزة، عاد الشاب الملقب بـ«جيفارا» إلى بيته بعد تلقيه استدعاءات للحضور إلى مراكز الأمن التابعة للحركة لتنظيمه مسيرة احتجاج على أزمة الكهرباء في القطاع. وكان الشاب محمد التلولي، البالغ من العمر 25 عاماً، والملقب بجيفارا، لإعجابه بالثوري الكوبي «تشي جيفارا» يتجنب العودة إلى منزله بعد أن استدعاه أمن حركة «حماس» ثلاث مرات للحضور إلى مركز شرطة، لوقوفه مع عدد من أصدقائه خلف تنظيم مسيرة احتجاج على أزمة الكهرباء في قطاع غزة. وأطلقت «حماس» يوم الاثنين الماضي، سراح جميع الموقوفين الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات، والذي يقدر عددهم بالعشرات. ورغم أن الحركة تمكنت من وقف حركة الاحتجاج إلا أن مشاعر الغضب لا تزال قائمة. وبسترته الداكنة وشعره الطويل، يقف التلولي لاستقبال عشرات الشبان من أصدقائه وجيرانه الذين حضروا لتحيته فور وصوله إلى منزله في مخيم جباليا للاجئين المكتظ بالسكان. ويقول «التلولي» جالساً على كرسي في غرفته «سنواصل المطالبة بحقوقنا الإنسانية، الجماهير خرجت الخميس الماضي وكنا ننادي بحل أزمة من الأزمات الإنسانية التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني على مدار عشر سنوات». ويضيف «أنا واصدقائي كنا ملاحقين على مدار عشرة أيام، خلال هذه الفترة كنا نحاول الابتعاد عن الأجهزة الأمنية حتى لا يتم اعتقالنا، وأصبحنا مطاردين رقم واحد على قوائم الأجهزة الأمنية لكن هذا لم يوقفنا». وعادة ما يتظاهر العشرات من المواطنين احتجاجاً على أزمة الكهرباء عبر إشعال الشموع، إلا أن الاحتجاجات الأخيرة بدت في ذروتها الأسبوع الماضي، بمشاركة الآلاف في مسيرة انطلقت في مخيم جباليا باتجاه مقر شركة توزيع الكهرباء. وجاء تصاعد الاحتجاجات مع تقليص عدد ساعات توفير الكهرباء من ثماني ساعات إلى أربع فقط، وهو ما أثر على جميع نواحي الحياة خصوصاً في ظل البرد القارس الذي يجتاح المنطقة. وتعاملت القوى الأمنية التابعة لحركة «حماس» بحزم مع مسيرة جباليا وقامت بإطلاق النار في الهواء قبل أن تفرق المتظاهرين بالقوة باستخدام الهراوات. كما عمد عناصر من «حماس» إلى ضرب مصور أثناء تصوير هذه التظاهرة. إلا أن المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة لـ»حماس» برر ذلك بأن عناصر الشرطة حاولوا حماية مقر شركة الكهرباء بعد أن قام المحتجون بإلقاء الحجارة عليها. ورغم أن حكومة «حماس» نجحت في تخطي الاحتجاجات إلا أن الإحباط والغضب في الشارع ينذر باندلاع موجة احتجاجات أكبر، في ظل عدم توفير حل جذري لمليوني مواطن يعيشون في هذا القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ عشرة أعوام. وبدوره يقول سلامة معروف مدير المكتب الإعلامي في حكومة حماس في غزة «لا يوجد حل أمني». ورغم أن «التلولي» شعر بالأمان للعودة إلى منزله بعد إعلان العفو عن الملاحقين وإطلاق سراح المعتقلين إلا أنه بالنسبة له وللآخرين، فإن أزمة الكهرباء هي واحدة فقط من سلسلة إحباطات. ويشعر عشرات الشبان بأنهم عالقون بين حكم حماس والحصار الإسرائيلي للقطاع الساحلي منذ عقد من الزمن من دون أن يتمكنوا حتى من مغادرة القطاع. وتسيطر حركة «حماس» على قطاع غزة الذي يعمه الفقر والبطالة وشهد ثلاث حروب إسرائيلية منذ 2008. والحصار البري والبحري والجوي الذي فرض في يونيو 2006 على القطاع إثر خطف جندي إسرائيلي، تم تشديده في يونيو 2007 عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©