السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاة المسلم في المعابد والكنائس جائزة بشروط

صلاة المسلم في المعابد والكنائس جائزة بشروط
11 ديسمبر 2009 02:25
أفتى عدد من علماء الأزهر بجواز أداء المسلم للصلاة في معابد اليهود وكنائس النصارى ولكن بشروط، وأكدوا أن كل الأماكن على وجه الأرض صالحة لأداء الصلاة، وذلك تعقيبا على سماح أحد حاخامات المعابد اليهودية في أميركا للمسلمين هناك باستخدام ساحة المعبد لأداء صلاة التراويح بعد أن ضاق بهم المسجد القريب من المعبد. وأكد الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح أن أي مكان يكون طاهرا تجوز فيه الصلاة والرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: «جعلت لي الأرض كلها مسجدا وطهورا فأينما أدركتك الصلاة فصل «وبناء على هذا الحديث يجوز للمسلم أن يصلي في أي مكان سواء كان معبدا يهوديا أو كنيسة مسيحية طالما تيقن المسلم من طهارة المكان لأن من شرط الصلاة أن يكون المكان طاهرا كما ذكر الفقهاء. وروى الدكتور السايح أنه صلى جماعة في كنيسة الأنبا مقار في وادي النطرون بمصر أثناء رحلة جماعية لأنهم لم يجدوا مكان للصلاة سوى في هذه الكنيسة، وهذه الصلاة جائزة كما ذكر العلماء والفقهاء لأن هذه الأماكن طاهرة وليست بها نجاسة. درس لليهود وقالت الدكتورة آمنة نصير -أستاذ الفقه بجامعة الأزهر- إن الأرض جعلت مسجدا وطهورا للرسول صلي الله عليه وسلم بشرط ألا تكون هذه الأرض مغتصبة، والخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - لم يوافق على الصلاة داخل كنيسة القيامة حتى لا يتخذها المسلمون مسجدا ولكن صلى في مدخل الكنيسة على السلم الخارجي بعد أن عقد المعاهدة، وهذا يدل على سماحة هذا الخليفة العظيم الذي لم يرد أن يترك أمرا يحير المسلمين وأراد أن يعطي اليهود درسا في العدالة والبعد عن الظلم. وأضافت أن الإسلام دين سماحة ويحث على التعايش مع الأديان الأخرى. وقالت إنها كانت في مؤتمر دولي والتقت حاخاما يهوديا أكد لها أنه يقضي شهر رمضان مع المسلمين ويفطر معهم ويعد مائدة إفطار لهم في بيته، فالخير موجود في الإنسان عندما تخلو فطرته من أمراض العصر أو من الإساءات، والنفوس النظيفة التي تعرف العقائد السليمة لا يمكن أن تتقاتل، وجميع الأديان بريئة من تلك الأمراض البشرية ونحن جميعا نعبد الله الواحد الأحد، ولذلك أؤيد صلاة المسلمين في ساحة المعبد اليهودي طالما أن المسجد المجاور لا يسعهم. التسامح وقال الدكتور أحمد محمود كريمة - الأستاذ بجامعة الأزهر - إن الصلاة جائزة في دور العبادة لغير المسلمين بشروط فالمقرر شرعا أن من شروط صحة الصلاة طهارة البدن بالوضوء أو التيمم أو الغسل وطهارة الثياب والمكان، ومعابد غير المسلمين إن كانت طاهرة طهارة حسية متيقنة لا مظنونة تجوز الصلاة فيها إذا دعت الحاجة إلى ذلك والأصل أن سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - لما دعاه بطريرك كنيسة القيامة في القدس للصلاة اعتذر وعلل اعتذاره بما يؤكد التسامح الحقيقي في الإسلام بقوله: لكي لا يأتي المسلمون من بعدي فيقولوا ها هنا صلي عمر. فصلى خارج الكنيسة. وأضاف أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حافظ على ملكية الكنيسة لأصحابها وهو الفاتح المنتصر، ويقول علماء أصول الفقه إن عبارة عمر تدل على أن الصلاة في معابد غير المسلمين صحيحة لكن باشتراط الطهارة التي تشترط في المسجد وغيره، وهناك بقاع لا تجوز الصلاة فيها مثل المقبرة والمزبلة وقارعة الطريق فهذه المواطن بها مظنة النجاسة فلا تجوز فيها الصلاة أما المعابد فلا بأس من الصلاة بها شريطة الطهارة ووجود الضرورة مع إذن أصحابها لأن الصلاة في الأرض المغصوبة لا تجوز. وأكد أهمية بث روح التسامح بين المسلمين وغير المسلمين حيث قال الله عز وجل «قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون «سورة البقرة الآية 136، وقال تعالى في سورة الحجرات «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير» الآية 13، وقال تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين «سورة الممتحنة الآية 8. والرسول - صلى الله عليه وسلم - سمح لليهود في المدينة بأداء شعائرهم في معابدهم والتقى نصاري نجران في مسجده، وحافظ الإسلام على معابد أهل الكتاب بدليل أن المعابد والكنائس الأثرية المنشأة قبل دخول الإسلام ما زالت قائمة حتى الآن، فالأصل في الإسلام التسامح والتعايش لا إلغاء الآخر بل هي زمالة شرائع، والمسلمون يحتفلون بيوم عاشوراء رغم أنه احتفال لليهود بنجاة موسى عليه السلام من فرعون، والإسلام جعل حرمة معابد غير المسلمين كمساجد المسلمين كما جاء في القرآن الكريم ‹›الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز»سورةالحج :الآية 40. اختلاف حكم المذاهب ويقول الدكتور خالد عبد الحميد أبو جندية -رئيس قسم اللغويات بجامعة الأزهر- ليست كل الآراء الفقهية تؤيد هذه الفتوى، فالصلاة في كنيسة أو معبد عند الحنابلة لا تجوز إذا كان فيهما تصاوير، وتكره مطلقا عند الشافعية والأحناف سواء كان فيهما تصاوير أم لا لأنهما موضعان يعبد فيهما غير الله ولا يتنزهان عن النجاسة ولأن دخولهما مظنة وتهمة على حسب قول الأحناف، وقال المالكية: تكره الصلاة في المعبد أو الكنيسة إلا إذا كان غير عامرين أو ليس بهما تصاوير وليس في المعبد يهود يصلون، أي إذا وجد المسلم كنيسة أو معبداً غير عامرين وليس بهما نجاسة أو تصاوير ولم يجد مكانا غيرهما يصلي فيه تجوز له الصلاة فيهما. وأضاف أن آراء الفقهاء فيها خلاف ولكن ربما أخذ العلماء برأي الإمام مالك الذي يجيز الصلاة في المعبد أو الكنيسة بشروط وبالتالي فإن ما فعله المسلمون في أميركا من الصلاة في ساحة المعبد اليهودي بعد سماح حاخام المعبد وللضرورة بعد أن ضاق بهم المسجد في صلاة التراويح جائز، خاصة أن فناء أو ساحة المعبد اليهودي ليس بها تصاوير، وقد ذكر ابن أبي شيبة انه كتب لعمر رضي الله عنه أنهم لم يجدوا مكانا أنظف أو أجود من بيعة - أي معبد - فقال عمر نظفوها ثم صلوا فيها، وقد صلى أبو موسى الأشعري وعمر بن عبد العزيز في كنيسة. وفي حديث أم سلمة ذكرت لرسول الله صلي الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة يقال لها مارية وذكرت له ما شاهدته فيها من الصور فقال صلى الله عليه وسلم: «أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح أو الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا أو صوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله «أخرجه الشيخان والنسائي.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©