الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد سرحان نجح في أول بطولة وأول إنتاج

خالد سرحان نجح في أول بطولة وأول إنتاج
9 ديسمبر 2009 21:48
طرح المخرج إيهاب لمعي تجربة جديدة في فيلمه السينمائي الخامس “الديكتاتور” فكرة خالد سرحان وسيناريو ميشيل نبيل وأول بطولة مطلقة لخالد سرحان مع اللبنانية مايا نصري وحسن حسني وعزت أبو عوف وفاروق فلوكس وضياء الميرغني وادوارد. الفيلم فانتازي كوميدي حول الحاكم الطاغية المستبد والشعب المستكين الذي ساهم في صنع الديكتاتور. يشعر المتابع ان صناع الفيلم يحاولون تقديم تجربتهم مع مخاوف شديدة وكأنهم يتنصلون من شبهة تحريض وجاءت الرغبة في ظهور العمل وتخطي المحاذير الرقابية على حساب التعمق في بعض الأحداث والشخصيات. الأحداث تدور في دولة خيالية هي جمهورية “بامبوزيا” التي استولي فيها الحاكم “شنن” (الفنان حسن حسني) على الحكم بعد أن قتل حاكمها السابق وعاش مستمتعاً بالسلطة يفرض على شعبه كل صنوف العذاب والإهمال والجوع ومن يجرؤ على الاعتراض يواجه السجن والقتل فيما اطلق عليه ثورة التطهير. وتجري الأحداث من خلال صوت الراوي على غرار حكايات ألف ليلة ونرى حسن حسني يتزوج وينجب طفلين توأما وتموت زوجته ويضطر للبحث عن مرضعة لهما ويكبر التوأم وهما خالد سرحان الذي يلعب شخصيتي “عزيز” الشاب المستهتر الذي يعيش حياته في عالم خاص به صنعه تحت الأرض لا تشغله سوى مغامراته النسائية والآخر “حكيم” (خالد سرحان) الذي يعد نفسه ليصبح الوريث للحكم من خلال سيطرته على كل الأمور ويتولى بيع كل شيء في البلد حتى “التاج” الخاص بالحاكم الذي يحمل صورة والده ويفاجأ “الدكتاتور” بابنه يؤجر قصر الرئاسة لبعض المستثمرين. ويشعر الديكتاتور “شنن” بالقلق والخوف من بعض الأصوات المعارضة ويطارده كابوس ان يقوم الشعب بثورة ويطالب بحكم ديمقراطي ووسط مخاوفه يقدم له مساعده ومستشاره الأول “حنفي” (عزت أبو عوف) تقارير أمنية حول غضب الشعب والمعارضين لسلوكيات ابنه “عزيز” الذي تم تصويره في عالمه السري تحت الأرض مما جعل حياته مهددة لذلك يقرر الحاكم “عزيز” إبعاده إلى مكان بعيد خارج دولة “بامبوزيا” حرصاً على حياته ويتم إرساله إلى مصر مع “حنفي” ولكنه يواصل نزواته ومغامراته في سفارة بامبوزيا وعندما يوضع له برنامج لزيارة بعض المواقع يكشف الفيلم عن تفاهته وعدم قدرته على إجابة أي اسئلة. وفي إحدى زياراته لبعض المعاهد والمدارس يعجب بمدرسة التاريخ “بسمة” (مايا نصري) والمرة الوحيدة التي يبدي فيها رأياً هي إعجابه بالطاغية هتلر وموسوليني وحيث يرى أنهما من عظماء التاريخ. ولأن الأحداث تدور في قالب فانتازي نرى “عزيز” تلميذاً في المدرسة ويحاول التقرب من المدرسة “بسمة” ويصورها بالموبايل وتطرده من المدرسة ولكنه يسعى بطريقته لتصبح “بسمة” مستشارة خاصة في سفارة بلاده لكنها لا تجد امامها أي عمل حقيقي سوى تسليم مجموعة من الأظرف التي بها مبالغ مالية وعندما تتحرى حول طبيعة تلك المبالغ تجدها عبارة عن رشاوى تقدم لمن يتسترون على الفساد ويهللون “للدكتاتور”. ويتحول كابوس الحاكم إلى واقع ويقوم الشعب بثورة كبيرة مطالباً بالديمقراطية وإعدام الحاكم وابنيه وأثناء تنفيذ الحكم ينجح احد المواطنين “الاشعث” (ضياء الميرغني) في خطف الحاكم وابنه “حكيم” لينتقم منهما على طريقته ويذيقهما بعض صنوف العذاب والجوع ويتم التحفظ على “عزيز” في مصر وتحديد إقامته داخل السفارة لكنه يقرر الهرب ويلتقطه احد المجرمين ويستولي على ما معه من نقود وملابس ويلقنه درساً بأنه لابد ان يلقي بعض الفتات للشعب حتى لا يثور عليه ولكن حتى رعايا رئيس جمهورية الإجرام ينقلبون عليه وهكذا لا يجد “عزيز” من يلجأ اليه إلا “بسمة” (مايا نصري) مدرسة التاريخ التي تعلق بها ورغم قسوة ظروفه يطلب زواجها وتقبل بعد أن عرفت انه لم يحصل على تعليم حقيقي ولا يجيد عمل أي شيء سوى مغازلة النساء. وبينما يوحي السيناريو بأن “عزيز” مقدم على عالم جديد وانه بدأ في التغير والتخلي عن حياته السابقة تنقلب الأحداث مرة أخرى وينجح أعوان الديكتاتور في انقاذه وإعادته إلى الحكم وفي لحظة يتحول “عزيز” وينسى المرأة الوحيدة التي وقفت معه في محنته وتنتهي الأحداث بمواصلة حكم الدكتاتور. الفكرة التي يطرحها الفيلم صالحة لأن تبني عليها العديد من المعالجات الدرامية وقد تميز السيناريو الذي اعده ميشيل نبيل بمشاركة ايهاب لمعي وخالد سرحان برصد العديد من صور إهدار حقوق الشعب وتصفية أملاك الدولة والبذخ الذي يعيش فيه أصحاب النفوذ مقابل تجويع الشعوب وسيطرت الكوميديا على الأحداث ويبدو ان حساسية الفكرة جعلت الفيلم يؤكد في النهاية استقرار الحكم الديكتاتوري خوفاً من أي شبهة تحريضية ونجح المخرج ايهاب لمعي في اختياره للكادرات لفريق العمل وخاصة الفنان حسن حسني بحضوره القوي وادائه لشخصية الديكتاتور كذلك اللبنانية مايا نصري التي اجادت الغناء وتجسيد شخصية مدرسة التاريخ. ونجح مهندس الديكور كمال مجدي بلمساته الفنية وحققت الإضاءة التأثير الدرامي المتوائم مع الإحداث واحتفظت المونتيرة مها رشدي بالإيقاع السريع من خلال نقلات ذكية حساسة وتناغمت موسيقى مودي الإمام بالإيقاع المتنوع لتضيف ثراء للشريط السينمائي. وقدم خالد سرحان اداء يتميز بخفة الظل ويحسب له انه لم يحتكر الشاشة لنفسه في أول بطولة من إنتاجه ونجح ادوارد في شخصية القواد “شرف كبريت” التي فجرت الضحك كلما اطل على الشاشة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©