الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسؤولية الاجتماعية

المسؤولية الاجتماعية
23 سبتمبر 2008 00:27
كل منا ذو مسؤولية متعددة الأشكال متداخلة الدوائر، فهو مسؤول عن نفسه وعمّن يموله ويعوله، ومسؤول كذلك عن المحيط الاجتماعي الذي هو فيه بقدر ما يستطيع، فهو مقدام في الخير وأنواعه، محجام عن الشرور والأذى وأصنافها، وهذا باب عظيم ومسألة في التعايش الاجتماعي هامة أشير إلى طرف من ذلك من خلال النصوص الشرعية تأكيداً على هذا المعنى من التواصل الاجتماعي، والتعاون أساس الحياة فيها· فقد جاء في حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (ليس من نفس بها آدم إلا وعليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس، قيل: يا رسول الله من أين لنا صدقة نتصدق بها؟ فقال: إن أبواب الخير لكثيرة، التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتميط الأذى عن الطريق وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى، وتدل المستدل على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف، فهذا كله صدقة منك على نفسك) أخرجه بن حبان في صحيحه والبيهقي، وزاد في رواية: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن طريق الناس صدقة، وهديك الرجل في أرضه الضالة لك صدقة)· إن هذه الأعمال الاجتماعية تصدر دون أوامر من أحد، بل من تلقائية، ولا يرجو الواحد منا عليها ثواباً أو مقابلاً من أحد، بل يحتسبها عند الله ذخراً وأجراً، إنها تصدر بإيجابية قصد الخير، إنها تربية هادفة لمجتمع متماسك صالح ناجح· وجاء من حديث معاذ بن جبل أنه كان يمشي في الطريق ومعه رجل، فرفع حجراً كان على ظهر الطريق، فقال ما هذا؟ قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (من رفع حجراً من الطريق كتبت له حسنة، ومن كانت له حسنة دخل الجنة) أخرجه الطبراني وهو حديث حسن، وقد جاء مثل هذا الحديث بعمل اجتماعي آخر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخذه فشكر الله تعالى له فغفر الله له، وفي رواية لهذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين) حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم، وجاء في حديث صحيح قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ''كل سلامى (أي المفصل من مفاصل جسم الإنسان) من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل بين الاثنين صدقة ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة) أخرجه البخاري ومسلم، وبهذا تتغير الأشكال والأنواع وتتقدم المجتمعات عبر العصور والبلدان، ولكن المضامين تبقى ثابتة، فإزالة الأخطار واجب أخلاقي على كل واحد في المجتمع، وأبناء المجتمع كل واحد منهم يقف في جانب من جوانبه· إنها تربية ومسؤولية اجتماعية تستند إلى قناعات، حقيقة بأن نعطيها ما تستحق من تفكيرنا وتدبيرنا، ومنهاجنا ونظام حياتنا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©