السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العين يكسب مواجهة دبي «فضائياً» لصعوبة الموقف «أرضياً»!

العين يكسب مواجهة دبي «فضائياً» لصعوبة الموقف «أرضياً»!
23 ابريل 2013 00:26
بعد أن تغلق ملاعب “دورينا” أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري المحترفين، يفتح “ستاد الاتحاد” أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا للعام الثاني على التوالي مرة أسبوعياً، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وطرق اللعب والتغييرات التي أدت إلى الفوز ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة من خلال الخطة أو التدخل أثناء مجريات اللقاء. لا غرابة في أن يحقق العين لقب بطولة دوري المحترفين لكرة القدم قبل 4 جولات من الختام، فهو الفريق الأفضل في كل شيء، وهو الفريق الأكثر مهارة، والأعلى من حيث الوعي الخططي، والأكثر تميزاً في الأداء الجماعي، والأكثر شراسة في البحث عن الفوز لتحقيق أهدافه، وأفضل من يجيد التعامل مع ظروف كل مباراة وقدرات كل منافس وطريقة لعبه، وهو ما أكده «الزعيم» في مباراته أمام دبي التي حسم خلالها اللقب رسمياً. وفي لقاء الحسم، وعندما نجح «الأسود»، في غلق الدفاع بشكل جيد، وتعطلت كل المنافذ، وضاقت المساحات أمام لاعبي العين على أرض الملعب، كان الحل في ألعاب الهواء، التي لا مكان فيها سوى للأقوياء، وذلك من خلال القوة الانفجارية للمهاجم الكبير أسامواه جيان في القفز عالياً وإجادة ضربات الرأس، التي سجل منها مرتين، وكانت هي طريق الحسم للمباراة الصعبة، وذلك في ظل امتلاك من يجيد لعب العرضيات أيضاً مثل أحمد الشامسي ومحمد سالم في غياب علي الوهيبي. ومن بين الأشياء التي تميز «الزعيم»، وتكررت في لقاء دبي أن الأداء لم يتغير في شكله ومضمونه بغياب بعض الأساسيين، حيث يبقى الانضباط «سمة» اللعب في كل الظروف، وتبقى الجدية في البحث عن الفوز قائمة بكل الأشكال مع إصرار على التفوق، ويشكل اللاعبون المواطنون قيمة كبيرة في ذلك، وقد يتفوق عمر عبد الرحمن مثلاً على العديد من اللاعبين الأجانب في الدوري في المهارة والإبداع وصناعة الأهداف وتسجيلها، وهي ميزة لا يملكها سوى العين. ويتميز خط الدفاع بالثبات بوجود التشكيلة المحلية التي تضم محمد أحمد ومهند العنزي وفارس جمعة وخالد عبد الرحمن وفوزي فايز ومحمد سالم، ولا يمكن أن تشعر بأي فارق عن لعب أي منهم أو غاب الآخر، وهو ما ينطبق على لاعبي خط الوسط بقيادة هلال سعيد وعمر عبد الرحمن وبقية المجموعة، ثم الهجوم الجبار بقيادة أسامواه جيان المهاجم المتكامل في القدرة على التهديف بكل الأشكال، وامتلاكه مهارة التسديد، وضربات الرأس، والسرعة والقوة في الانطلاق، واستغلال المساحات، وأيضاً التجانس الكبير مع كل زملائه بالفريق، دون إغفال دور إيكوكو وبروسكو، وإن غاب الأخير في مباراة دبي. نجح العين في مباراة الحسم كعادته في الاعتماد على «الجماعية» بالدرجة الأولى، رغم تميز لاعبيه في القدرات الفردية، وذلك من خلال الانتشار الجيد والتحرك المستمر دون الكرة، وهو ما يساعد من يحمل الكرة على التمرير بسهولة، مع توسيع جبهة الهجوم طولياً وعرضياً، ثم إعادة الانتشار بشكل جيد لأداء المهام الدفاعية والضغط على لاعبي الفريق المنافس، وهو أسلوب انتهجه فريق العين في كل مبارياته، حيث لا مكان للتهاون والتراخي في أي وقت. ولعب كوزمين المباراة وفق الطريقة المعتادة 4-4-2 بمشتقاتها ومتغيراتها التي تقترب عادة من 4-2-3-1 و4-4-1-1، وأحياناً إلى 4-1-2-3 في الحالات الهجومية وفق مرونة كبيرة لا يجيد تنفيذها سوى لاعبي العين في الوقت الحالي، ومن بعدهم لاعبي الأهلي، لأن ذلك يحتاج إلى قدرات خاصة مهارية وبدنية ووعي خططي كبير، وهذا ما جعل مهمة لاعبي دبي صعبة خلال اللقاء، رغم القوة التي لعبوا بها والتنظيم الدفاعي والانتشار الجيد. وتأثر فريق دبي في المباراة بغياب مهاجمه ريتشارد بورتا، ولاعب الوسط المؤثر رامي يسلم، ويحسب له أولاً موقفه الوطني بالموافقة على تقديم موعد مباراته مع العين، ثم يحسب له بعد ذلك اللعب بقوة والتماسك أمام الفريق البطل، لولا قدرات أسامواه الفردية التي حسمت الموقف أمام التنظيم الدفاعي الجيد في صفوف «الأسود»، حيث لعب الفرنسي رينيه بطريقة 4-2-3-1 بوجود إسماعيل أحمد في اليمين وأحمد مال الله ويوسف الحمادي في قلب الدفاع وكايد عبد الله في اليسار، وأمامهم الثنائي ماجراو وجوكا، ثم محمد البلوشي وحسن عبد الرحمن ومحمد إبراهيم وأمامهم كاريكا مع تبادل كاريكا وإبراهيم للمواقع كثيراً في الخط الأمامي. «ثلاثية أسامواه» الأكثر تأثيراً ومبخوت يوقع بـ «الأجمل» دبي (الاتحاد) - مع زيادة عدد الأهداف في الجولة، من الطبيعي أن يزيد عدد الأهداف الجميلة والمؤثرة، لكن الجولة شهدت أيضاً العديد من الأهداف «الساذجة» التي أحرزها المهاجمون بسهولة كبيرة، وهذا لا يمنع وجود العديد من الأهداف المؤثرة، وفي مقدمتها أهداف الغاني أسامواه جيان مهاجم العين الذي سجل ثلاثة أهداف منح فريقه بها لقب بطولة الدوري رسمياً من خلال مهارة كبيرة وقدرات خاصة لا تتوافر في آخرين، وذلك بعد أن سجل هدفين من ضربتي رأس بالطريقة نفسها، وسجل الثالث بمهارة أخرى في التسديد المتقن. ومن الأهداف المؤثرة أيضا كان هدف ألفارو مهاجم الوصل في مرمى الشباب، الذي حسم به المباراة لمصلحة فريقه 2 - 1، وهو فوز مهم، وهناك أيضاً هدفي عدنان حسين وإسماعيل الحمادي لاعبي الأهلي في مرمى الوحدة، وهناك أهداف الجزيرة الثلاثة عن طريق أوليفييرا وسبيت خاطر وعلي مبخوت، وهي أهداف متميزة ومؤثرة أيضا، وإن كان هدف مبخوت أجملها من تسديدة قوية في مكان يصعب على الحارس التصدي لها. وفي تعادل الظفرة والشعب 3 - 3 وتعادل عجمان مع بني ياس بالنتيجة نفسها العديد من الأهداف المتميزة والمؤثرة في نتيجة اللقاء أيضاً، خاصة هدف نواف مبارك لاعب بني ياس الذي أدرك به التعادل لفريقه في الوقت الحاسم، وأهداف ماكيتي ديوب مهاجم الظفرة وميشيل لورنت مهاجم الشعب، لكن تبقى أهداف أسامواه الأبرز والأكثر تأثيراً، لأنها أبقت على الدرع في العين. أخطاء الحراس وانتهاء الحذر وراء استمرار زيادة معدل التهديف دبي (الاتحاد) - شهدت مباريات الجولة 22 تسجيل 28 هدفاً في 7 مباريات، بواقع 4 أهداف في المباراة الواحدة، وهي النسبة نفسها التي كان عليها معدل التهديف في الجولة الماضية تماماً، وهو ما يحدث للمرة الأولى في جولات المسابقة، وهو ما يفسر وجود حالة من تميز الهجوم على حساب الدفاع، وتخلي العديد من الفرق عن الحذر الدفاعي المطلوب، وزيادة «شهية» المهاجمين لهز الشباك في الجولات الختامية. ويبدو أن حسم العين للقب الدوري وانحصار المنافسة بين ثلاثة فرق في صراع الهروب من الهبوط، يعد السبب الأول في انتهاء العمليات الحسابية التي تزيد الحذر الدفاعي، حيث تسعى فرق الوسط لتحسين الترتيب دون خوف من أي عواقب، كما يرغب أصحاب المراكز من الثاني إلى الخامس، ضمان تمثيل الإمارات في البطولات الخارجية الموسم المقبل من خلال المراكز الأربعة الأولى. وكانت أقل المباريات تهديفا في الجولة، قد شهدت اهتزاز الشباك مرتين، وذلك بفوز الأهلي على الوحدة 2 - صفر، بينما شهدت كل المواجهات الأخرى 3 أهداف أو أكثر للمباراة الواحدة، وذلك بفوز الوصل على الشباب 2 - 1، وفوز العين على دبي 3 - صفر، والنصر على دبا الفجيرة والجزيرة على كلباء بالنتيجة نفسها 3 - 1، وأيضاً في التعادلات الكبيرة بين الظفرة والشعب وبين عجمان وبني ياس بالنتيجة ذاتها 3 - 3، وكانت أخطاء حراس المرمى حاضرة بقوة وأحد أهم أسباب زيادة عدد أهداف الجولة، على عكس جولات سابقة تألق فيها أصحاب القفازات. برانكو يتأخر في التغييرات من دون مبرر هجوم الأهلي ينهي موقعة الوحدة بـ «سلاح الجناحين» دبي (الاتحاد) - تسبب الجناحان المنطلقان عدنان حسين من اليمين وإسماعيل الحمادي من اليسار في إهداء الأهلي الفوز على الوحدة، حيث كان اللاعبان مصدر الإزعاج الدائم على دفاع «العنابي»، وذلك من خلال المراوغة، والتحرك الدائم والسرعة في المرور، واختراق الدفاع، وعمل الكرات العرضية، أو الوصول إلى مرمى عادل الحوسني من العمق، وهو ما عجز دفاع الوحدة عن مواجهته طوال زمن اللقاء، ليكون فوز «الفرسان» في النهاية «منطقياً». نجح الإسباني كيكي مدرب الأهلي في أن يجعل فريقه الأفضل في الانتشار، والأكثر استحواذاً وسيطرة، وذلك من خلال مرونة «تكتيكية» لمهاجمي الفريق الأربعة عدنان وخمينيز وجرافيتي والحمادي، من خلال أداء خططي مميز ومحسوب، بقيام اللاعبين بتغيير أماكنهم بتوافق وانسجام وتوازن، وأربكت هذه الطريقة دفاع الوحدة، الذي كان منظماً ومتزناً في الشوط الأول، لكنه لم يستطع مجاراة الطريقة نفسها في الشوط الثاني. لعب الأهلي وفق طريقته المعتادة 4-2-3-1، وبتشكيل مباراة بني ياس نفسه، بوجود رباعي الدفاع عبد العزيز هيكل في اليمين ويوسف محمد وبشير سعيد في القلب وعبد العزيز صنقور في اليسار، ثم ثنائي الارتكاز ماجد حسن وعامر مبارك ثم الثلاثي عدنان حسين وخمينيز وإسماعيل الحمادي وأمامهم جرافيتي، وهو ما ضمن للفريق الثبات المطلوب، كما كانت التغييرات في وقتها المناسب بإشراك كواريزما بدلاً من عدنان حسين وسعد سرور بدلاً من بشير سعيد وأحمد خليل بدلاً من إسماعيل الحمادي. ولعب برانكو مدرب الوحدة بطريقة 4-3-3 التي يصر عليها، بوجود رباعي الدفاع عيسى سانتو في اليمين ودينو وعادل بوسالم في القلب ومحمود خميس في اليسار ثم خالد جلال وسردان وعبد الله النوبي، وفي الأمام الثلاثي محمد الشحي وإسماعيل مطر وسعيد الكثيري، ولعب بدفاع منظم مع وجود العمق المطلوب، والنجاح في الرقابة والتمركز، والاعتماد على الجانب الأيسر في الهجوم بدرجة أكبر، لكن المشكلة كانت في عدم وجود الانسجام بين ثلاثي الهجوم. ولم يستطع دفاع الوحدة مقاومة هجوم الأهلي، ولم يقم برانكو بإجراء التغييرات إلا بعد تقدم منافسه بهدفين فلعب سالم صالح بدلاً من محمود خميس وبابا ويجو بدلاً من محمد الشحي ثم مارسلينهو بدلاً من إسماعيل مطر، وكان يجب عمل ذلك مبكرا لتطوير الأداء الهجومي، ولو على مراحل، لكن المدرب احتفظ بالعناصر نفسها، وعندما هربت المباراة منه قام بالتبديل لمجرد التبديل، دون أن يحقق ذلك تغييراً في الأداء الهجومي لتعويض الهدفين. الأخطاء تنهي «العشوائية» بين عجمان وبني ياس بالتعادل دبي (الاتحاد) - تسببت الأخطاء الدفاعية وأخطاء حارسي المرمى، في انتهاء مباراة عجمان وبني ياس بالتعادل 3 - 3، وذلك بعد أن لعب الفريقان بطريقة «مفتوحة» بنزعة هجومية كبيرة على حساب الالتزام الدفاعي وتضييق المساحات، وهو ما جعل نتيجة المباراة تتغير أكثر من مرة، وتذهب إلى كل من الفريقين في بعض الفترات حتى تصل إلى التعادل في النهاية. ولعب المدربان عبدالوهاب عبدالقادر مدرب عجمان وسالم العرفي مدرب بني ياس بورقة البدلاء بشكل جيد، سواء بإشراك فونكي سي في صفوف «البرتقالي»، أو مشاركة نواف مبارك في صفوف «السماوي»، حيث أضاف كل منهما لفريقه القوة الهجومية التي كانت سبباً في تعديل النتيجة عند المشاركة في اللقاء، من خلال صناعة الفرص وتسجيل الأهداف أيضاً، وإن تفوق دفاع بني ياس وحارس مرماه على دفاع عجمان، من حيث التركيز في مواجهة الهجمات. وتشابهت طريقة لعب الفريقين إلى درجة كبيرة، رغم اختلاف قدرات اللاعبين وفكر المدربين، لكن ظروف المباراة أرادت أن يستمر «الكر والفر» بين لاعبي الفريقين طوال المباراة وأن يتبادل اللاعبون السيطرة والاستحواذ، وأداء المهام الدفاعية والهجومية على طريقة المباريات «التجريبية» التي لا ينشغل فيها كل فريق سوى بمحاولة تطبيق الفكر الذي يريده، وهو ما كان واضحاً في بعض فترات اللقاء، الذي كان وسط الملعب «البطل» الرئيسي فيه. وكانت «العشوائية» واضحة في أداء الفريقين في بعض الفترات، خاصة من حيث الدفاع والالتزام بالرقابة والضغط، وذلك دون وضوح كامل لطريقة اللعب التي كانت تعتمد على الرسم الخططي 4-4-2 بمشتقاتها. الجزيرة يتخلى عن «التهور» ليكسب اتحاد كلباء بسهولة دبي (الاتحاد)- طرح أداء الجزيرة أمام اتحاد كلباء سؤالاً مهماً، لا بد أن يجيب عنه الإسباني لويس ميا مدرب «الفورمولا»، وهو هل يجب أن تخسر بنتيجة ثقيلة لكي تدرك ضرورة الاهتمام بالدفاع؟، وذلك بعد أن لعب الجزيرة بطريقة تعتمد على «التوازن» أمام اتحاد كلباء عقب أداء هجومي «متهور» أمام الشباب أدى إلى الخسارة بخماسية، وذلك رغم فارق القوى الهجومية بين المنافسين في المباراتين، حيث كان يجب اللعب بتوازن شديد أمام «الجوارح»، وزيادة النزعة الهجومية أمام «النمور». وكان اللعب بتوازن شديد وتقدير المنافس، ولو بشكل مبالغ فيه السبب الأول في فوز الجزيرة بنقاط اللقاء، وذلك بعد أن لعب لويس ميا بحرص شديد على مواجهة محاولات اتحاد كلباء الهجومية بكثافة عددية في الدفاع، وتضييق المساحات بين اللاعبين في كل الخطوط، والضغط المستمر على لاعبي الفريق المنافس، مع الاعتماد على البناء الصحيح للهجمات من الدفاع إلى الوسط إلى الهجوم بشكل لم يكن موجوداً أيضاً أمام الشباب. وتسببت حالة الثقة في قدرات الدفاع في أن يقدم لاعبو الوسط والهجوم دورهم بشكل جيد، وتسجيل 3 أهداف وإهدار أهداف أخرى، ولم تكن هناك ثغرات تسمح للاعبي اتحاد كلباء بالوصول إلى مرمى علي خصيف، إلا عن طريق ضربة الجزاء التي سجل منها «النمور» الهدف الوحيد، وهو أمر افتقده الجزيرة في العديد من المباريات تحت قيادة لويس ميا، والذي يبدو أنه تعلم الكثير من «درس الخماسية» ليحقق الفوز على اتحاد كلباء بسهولة. ولم يكن بإمكان البرازيلي زوماريو مدرب اتحاد كلباء أن يفعل شيئاً في ظل تفوق قدرات لاعبي الجزيرة على لاعبي فريقه دفاعاً وهجوماً، وذلك رغم المحاولات التي بذلت على مدار شوطي اللقاء، وذلك بسبب فارق السرعة والقوة والخبرة لمصلحة «الفورمولا»، وهو ما حسم الأمر دون الحاجة إلى «فلسفة» كبيرة في إدارة المباراة. الفروق الفردية تمنح النصر التفوق على دبا الفجيرة دبي (الاتحاد) – تفوق النصر على دبا الفجيرة بفارق الخبرة الكبير بين لاعبيه ولاعبي الفريق المنافس، خاصة أن «العميد» لعب الطريقة نفسها التي لعب بها أمام الوحدة، وذلك بالحفاظ على التوازن والاهتمام بالدفاع لتأمين مرماه أولاً، قبل البحث عن الفوز مع تقدير طموح لاعبي دبا الفجيرة، لأن زنجا كان يدرك أن إصابة مرماه بهدف، من الممكن أن يضع فريقه في مأزق كبير، وهو قد لعب بأسلوب «الدفاع الوقائي»، ثم البحث عن طريق الفوز. ونجحت هذه الطريقة للمرة الثانية على التوالي بعد تسجيل هدف في مرمى الوحدة في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع في نهاية المباراة، وفي الوقت بدل الضائع في نهاية الشوط الأول أمام دبا الفجيرة، ثم في اللحظات الأخيرة في الشوط الثاني أيضاً، وكأن زنجا يتبع القول الشهير «أن المدرب يخوض المباراة ولديه نقطة في جيبه، فإن أراد زيادتها عليه البحث عن الفوز بكل الطرق، وإن لم يستطع فإنه أمامه المحافظة على النقطة على الأقل». ولعب دبا الفجيرة أسوأ مبارياته في الفترة الأخيرة تحت قيادة عبد الله مسفر، وذلك في ظل سوء حالة الدفاع وحارس المرمى، والفشل في عمل الكرات العرضية، وعدم القدرة على استكمال بناء الهجمة من الوسط إلى الأمام، إلا في حالات نادرة، وذلك في مواجهة قوة في أداء لاعبي الصر وتضييق المساحات بشكل متميز، وهو ما تسبب في اندفاع لاعبي دبا الفجيرة بعد إصابة مرماهم بهدف، وهو ما زاد المساحات ليتحرك سيزار على حريته ويسجل بسهولة. «الجوارح» يدفع ثمن الفوز الكبير على الجزيرة جدية الوصل دفاعاً عن «الكبرياء» تهزم «سلبية» الشباب الأفضل فنياً دبي (الاتحاد) - دفع فريق الشباب ثمن الثقة التي لعب بها أمام الوصل بعد الفوز الكبير الذي حققه على الجزيرة، وبعد أن خسر منافسه أمام دبا الفجيرة في الجولة السابقة، وهو ما جعل لاعبي «الجوارح» في حالة ثقة في سهولة الفوز، وصلت إلى حد التهاون، في أداء المهام خلال المباراة، أمام الجدية التي لعب بها لاعبو «الإمبراطور»، ولذلك تفوقت الدوافع النفسية، ورجحت كفة الوصل، على الرغم من ميل الفوارق الفنية والخططية لمصلحة الطرف الآخر. كان الشباب الأكثر استحواذا وسيطرة والأكثر خطورة وفرصا للتهديف، لكنه كان الأقل حماساً في البحث عن الفوز، وهو ما انتقل من اللاعبين إلى المدرب، ومن المدرب إلى اللاعبين، حيث جلس البرازيلي باكيتا هادئاً طوال الوقت دون التفاعل مع المباراة، ومع توالي إهدار الفرص أمام مرمى الوصل، كان لابد أن تتلقى شباك «الجوارح» الأهداف. ورغم الفوز وجد الوصل صعوبة كبيرة في بناء الهجمات، نظراً للأداء بكثافة في الدفاع، وعدم وجود الوسيلة «التكتيكية» لنقل الكرة إلى منتصف ملعب الشباب، ووجود الثلاثي جوزيه وإيمانا وألفارو في حالة «عُزلة» في الأمام، لكنه كان في حالة الدفاع أفضل كثيراً، خاصة مع استمرار تألق العراقي أحمد إبراهيم، الذي يعد إضافة قوية في دفاع «الإمبراطور». وتعتبر المباراة درساً كبيراً للاعبي الشباب، الذين لعبوا ولديهم الإحساس بأن الفوز قادم لا محالة، وأن الأمر كله مسألة وقت، وذلك بثقة زائدة واسترخاء كبير، في حين كان أداء الوصل جاداً، حيث لعب الفريق دفاعاً عن «الكبرياء» فاستحق الفوز، رغم الأخطاء الموجودة في طريقة الأداء، وخاصة في إطار تطوير العمل الهجومي، لأن قدرات ألفارو وحده لا يمكن أن تكون كافية في كل المواقف وكل المباريات، خاصة أمام الفرق التي تلعب بجدية في الدفاع. ويحسب للمدرب الوطني عيد باروت مدرب الوصل نجاحه في إعداد فريقه نفسياً بعد الخسارة من دبا الفجيرة ليتمكن من تعديل شكل الأداء، ولو من الناحية النفسية وزيادة الحماس والدوافع لتخطي الشباب المنافس القوي المنظم، وهي مهمة لم تكن سهلة في هذا التوقيت من عمر البطولة. التمركز الدفاعي الخاطئ يزيد اهتزاز شباك الظفرة والشعب دبي (الاتحاد) - تسبب التمركز الخاطئ للمدافعين في الكرات الثابتة في زيادة الأهداف خلال لقاء الظفرة والشعب، وذلك في غياب التغطية العكسية الصحيحة والتمركز الجيد، واللعب في أحيان كثيرة على خط واحد، وعدم الضغط على المهاجمين، وهو ما كان واضحاً في الفريقين خلال الأهداف التي هزت الشباك، وتسببت في تفوق المهاجمين بدرجة كبيرة. لعب الظفرة في ظل راحة نفسية، بعد التواجد في مكان متميز بجدول الدوري حالياً، لكنه أيضاً كان يملك الرغبة في استمرار النتائج الجيدة، خاصة أن الفريق يملك قدرات عالية ولاعبين أصحاب خبرات كبيرة يستطيعون الدفاع عن هذا الهدف، وهو قد أجاد الاستحواذ وسط الملعب، وامتلك قوة هجومية كبيرة، لكن عابه ضعف الأداء الدفاعي في المباراة، وذلك في ظل الاهتمام بالهجوم على حساب الدفاع. ولعب الشعب وهو يرغب في تحقيق الفوز أو تجنب الخسارة على الأقل في إطار الضغوط التي يعيشها في صراع الهروب من الهبوط، وذلك ما تسبب في تشتت اللاعبين بين الواجبات الدفاعية والهجومية، فكانت الأخطاء الدفاعية حاضرة، ولم يجد نجم الفريق الأول ميشيل لورنت المساندة المطلوبة في الهجوم ليزيد من عدد الأهداف في مرمى الظفرة. ولعب الفرنسي بانيد مدرب الظفرة والروماني سوموديكا مدرب الشعب بتحرر كبير، ولم يكن هناك دور كبير للاعبي الوسط في أداء الواجبات الدفاعية، في حين اكتفى بعضهم بالدور الهجومي، وإن غاب اللاعب الذي يستطيع الاحتفاظ بالكرة ونقلها إلى الأمام أو الضغط من الجانبين لمنع العرضيات، وكان يجب مثلاً على سوموديكا عدم ترك فيصل خليل حتى نهاية المباراة، خاصة بعد التقدم 3 - 2، وكان من الأفضل إشراك لاعب وسط مدافع يجيد السيطرة على الكرة والتقدم خلف المهاجمين ومعاونة المدافعين. الميدالية الذهبية العين استحق فريق العين كل نجومية الجولة الـ 22، بعد أن حسم اللقب رسمياً للمرة الثانية على التوالي، والحادية عشرة في تاريخه، وتألق الفريق بكامله في هذه الجولة، ومن خلفه جماهيره، وتميز مدربه الروماني كوزمين كعادته ليحقق هدفه بهدوء، وكذلك تميز كل لاعبيه المواطنين، وفي مقدمتهم عمر عبد الرحمن، وتميز لاعبوه الأجانب وفي مقدمتهم أسامواه جيان، فاستحقوا الذهب في جولة التتويج. الميدالية الفضية عيد باروت تفوق المدرب الوطني عيد باروت في هذه الجولة، ونجح في النهوض من أثار الخسارة من دبا الفجيرة، بتحقيق الفوز على الشباب، وهو الذي رفع به رصيده إلى 27 نقطة، وهو يسير مع «الإمبراطور» بشكل جيد ليستحق ثقة إدارة النادي التي اقتربت من تجديد عقده رسمياً ليستمر مع الفريق الموسم المقبل، وهو يثبت في كل جولة قدرته على تحقيق ما فشل فيه المدربون الأجانب. الميدالية البرونزية ميشيل لورنت واصل الفرنسي ميشيل لورنت لاعب الشعب تألقه في هذه الجولة أمام الظفرة، وواصل هوايته في هز شباك المنافسين، بعد أن صنع هدفاً وسجل هدفين في هذه الجولة ليصل برصيد أهدافه إلى 11 هدفاً في الدوري، وهو يقدم مستوى لافتاً بدرجة كبيرة، وهو يعد السبب الأول في اقتراب «الكوماندوز» من النجاح في مهمته والبقاء في دوري المحترفين الموسم المقبل.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©