الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمام الجامع جلال الدين السيوطي

الإمام الجامع جلال الدين السيوطي
22 سبتمبر 2008 00:57
تعددت الشخصيات التي رشحت في المئوية العاشرة لنيل مكانة المجدد فيها، إذ عدّد المؤرخون، منهم: شيخ الإسلام أبو يحيي زكريا بن محمد الأنصاري، والشيخ الإمام عبد الوهاب بن أحمد الشعراني، غير أن الإمام الجامع جلال الدين السيوطي يكاد يكون المجدد الأوفر حظاً بتلك المئوية، لما كان له سبق في جمع تراث الأقدمين، وتنقيحه والإضافة إليه، وباتت مؤلفاته مرجعية مهمة في التراث والفقه الإسلامي· و هو أول من أحدث تقليد سرد المجددين في الإسلام على رأس كل مائة عام في كتابه '' تحفة المهتدين بأخبار المجددين '' الذي سار على هداه كل من أتى بعده· قال عنه عبد المتعال الصعيدي في كتابه '' المجددون في الإسلام '' أن السيوطي كان يطمح في أن يكون المجدد في قرنه ،ولذا قال: وهذه تاسعة المئتين قد أتت ولا يخلف ما الهادي وعد وقد رجوت أنني المجددُ فيهل وفضل الله ليس يجحد ولد الإمام السيوطي في عام 849 هجرية، بالقاهرة وحفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره، وتفقه بعلوم عصره وتوسع فيها، ولازم الشيخ البلقيني ودرس عليه وأجازه بالتدريس والإفتاء، وتقدم في جميع العلوم الدينية وتبحر فيها، وله العديد من المؤلفات التي تقبلها الناس أحسن قبول وقد شرع فيها وهو في السابعة عشرة من عمره، بحسب ما ذكره عبد الحفيظ فرغلي الفرني في كتابه '' الحفاظ جلال الدين السيوطي '' لذا فهو يعد كما الفرني، آخر من ظهر في العصر الوسيط من كبار العلماء، الذي يستحق سمة التجديد في عصره· ومنذ شرع في التأليف وحتى وفاته بالقاهرة عام 911 هجرية عن عمر يناهز الستين، ترك لنا أكثر من 300 كتاب ورسالة في مختلف العلوم منها: 23 مؤلفاً في التفسير، و 95 في الحديث النبوي، و 21 في اللغة، و 35 في العلوم العربية، و 21 في البيان والتصوف، و50 كتاباً في التاريخ والأدب· وأكثر مؤلفاته هذه باقية إلى يومنا هذا، وبهذا يكون السيوطي من أخصب الكتاب الموسوعيين الذين عرفتهم البشرية· يؤكد مصطفى الشكعة في كتابه '' جلال الدين السيوطي '' أنه بالرغم من كونه لم يتخصص في فرع بعينه في فروع المعرفة، ومن أن الكثير من كتبه ليس له فيها إلا الجمع والترتيب والنقل عمن سلفه، عدا بعض الأفكار والآراء، وفقرات قد يقدم بها بين يدي الباب أو يختتمه، فإن عدداً من كتبه تعتبر من أحسن إن لم تكن من أفضل ما كتب في الموضوع الذي تناوله والمرجع الرئيسي فيه· ويعد كتابه ''المزهر في علوم اللغة'' من أهم كتبه اللغوية، فهو فريد في بابه· زعم انه اقتصر غالباً على إيراد أقوال السابقين، فإنه يتضمن حقائق ومعلومات مهمة نقلها عن ثقات ضاعت مؤلفاتهم· وفيه يبحث السيوطي في ألفاظ اللغة، وأصلها وصحيحها ومتواترها، ومعرفة الفصيح والضعيف المنكر والغريب والنادر والمستعمل والمهمل، والمعرب والمولد، وخصائص اللغة واشتقاقها، والحقيقة والمجاز، وأوزان الكلام وأبنية الأفعال، وعلاقة العربية بمثيلتها من اللغات السامية· إلى غير ذلك من عشرات الموضوعات العامة· ويعتبر كتابه ''الاتقان في علوم القرآن'' من أحسن كتب الدراسات القرآنية تصنيفاً، وأكثرها استيعاباً وشمولاً· جمع فيه السيوطي من منثور المسائل ما لم يجتمع في كتاب من قبله قط، واعتمد في تأليفه على مئات الكتب التي أورد أسماءها في مقدمته· وقد بدأه بالكلام عن المدنيّ والمكّي في آيات القرآن الكريم، ثم النساخ والمنسوخ منه، وأسباب النزول، وأنواع القراءات، وآداب حمل القرآن وحفظه، ومفردات القرآن والأمثال فيه، ومعرفة المفسّرين، وتدوين القرآن، وتسمية السور، وترتيب السور والآيات·· وإلى ذلك من أبوابه التي تزيد على المائة· وألف السيوطي في مجال التاريخ كتابه الهام ''حُسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة'' ويشتمل على أخبار مصر منذ زمن الفراعنة إلى زمن السيوطي في القرن العاشر الهجري والسادس عشر الميلادي· بدأه بذكر ما ورد في شأن مصر من الآيات القرآنية والحديث الشريف، ثم التاريخ الفرعوني على حسب ما وقع لديه من المعارف الشائعة في عصره، ثم الفتح الإسلامي وامتزاج المصريين بالعرب تحت راية الإسلام، ذاكراً الوافدين العرب على مصر، ومن نبغ فيها من أصحاب المذاهب والمؤرخين والشعراء والأطباء وغيرهم، مورداً مقتطفات عن حياة كل منهم، والحكومات التي قامت بمصر، وعادات المصريين ومواسمهم وأعيادهم· وقد اتهمه البعض كالسخاوي المؤرخ، بالسطو علي كتب المكتبة المحمودية وادّعائها لنفسه بعد أن غير وبدل فيها الكثير،إلا أن سمعته لم تتأثر بهذا الهجوم وظل الناس يحمدون له إلى يومنا هذا أنه حفظ لنا من منقول الكتب من أقوال العلماء قبله ما لم يصل إلينا إلا عن طريق كتبه هو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©