بدأت شرطة أبوظبي رسمياً أمس، بتطبيق النظام الجديد القاضي بإعطاء صلاحية تخفيض المخالفات المرورية لسلطة الترخيص بما لا يتجاوز 50% من قيمتها وحسب ضوابط محددة وغير مقيد بفترة زمنية محددة.
جاء ذلك في وقت شهدت مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي أمس، ازدحاماً من المراجعين بهدف الاستفادة من قرار تخفيض غرامات المخالفات المرورية «المرتكبة» داخل حدود الإمارة بنسبة 50%، حيث توافد مئات المواطنين والمقيمين منذ الصباح الباكر لتسديد نصف قيمة المخالفات المرورية المترتبة عليهم.
وحدّثت شرطة أبوظبي سجلات المخالفات المرورية على موقعها الإلكتروني حيث ظهرت قيمة غرامات المخالفات المرورية قبل تطبيق قرار التخفيض وبعده، فيما تم إغلاق خدمة الدفع الإلكتروني ودوّنت عبارة «خدمة الدفع مغلقة حالياً».
وكان لافتاً وقوف عشرات المراجعين، أغلبهم من الجنسيات الآسيوية في طوابير للاستفادة من الخدمة، وأكد عدد منهم أنهم يحاولون الاستفادة من قرار التخفيض قبل تعليقه.
مستفيدون يشيدون
وقالت المواطنة أم محمد سالم (35 سنة)، إنها قصدت مديرية المرور والدوريات في أبوظبي أمس للاستفادة من قرار تخفيض مخالفاتها المرورية البالغة 4 آلاف درهم، مشيدة بأصحاب القرار الذي خفف العبء المالي عنها.
وأضافت أم محمد أن معظم المخالفات المسجلة باسمها، كانت نتيجة تجاوز السرعة المحددة بما لا يزيد عن 10 كيلومترات في الساعة، مؤكدة أنها لا تقود بسرعات عالية، وأن مخالفاتها وقعت نتيجة تجاوزها السرعة المحددة بشكل بسيط في بعض الأحيان دون انتباه، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها ستتحاشى قدر المستطاع الوقوع في مخالفات جديدة.
واعتبرت أم محمد أن قيمة المخالفات مبالغ فيها وتحديداً بالنسبة للسرعات البسيطة، مشيرة إلى أن من غير المنصف أن يعاقب من يتجاوز الحد الأقصى للسرعة المقررة بما لا يزيد عن 10 كيلومترات في الساعة بغرامة 400 درهم، حيث قد يكون السائق تجاوز السرعة المحددة بكيلو متر واحد في الساعة فقط.
من جهته، أشاد المواطن أبو محمد (50 سنة) الذي فضل عدم ذكر اسمه، بقرار تخفيض المخالفات «المرتكبة» إلى النصف، مؤكداً أن من شأن القرار «تخفيف معاناة كثير من الناس في ظل ارتفاع قيمة غرامات المخالفات المرورية»، وكذلك تشجيع السائقين على الالتزام بقواعد السير والمرور وعدم تكرار ارتكاب المخالفات مجدداً.
وأشار أبو محمد إلى أنه قصد إدارة ترخيص الآليات والسائقين في أبوظبي لتجديد رخصة مركبته والاستفادة من قرار التخفيض نظراً لوجود غرامات بقيمة 4500 درهم على ملفه المروري أغلبها يتعلق بالوقوف في الممنوع التي أرجعها إلى مشكلة نقص المواقف داخل العاصمة.
وأبدى أبو محمد استغرابه من طلب الموظف سداد غرامة مخالفة تجاوز الإشارة الحمراء في مديرية المرور لوجود حجز «لوك» على المركبة، داعياً إلى تخفيف العبء على المتعاملين، من خلال توفير هذه الخدمة في إدارة ترخيص المركبات، لتجنب الوقوف في الشمس، لافتاً إلى وقوف مئات السائقين لساعات أمس أمام شباك خدمة خفض المخالفات في مديرية المرور.
بدوره، أثنى إبراهيم ياسين، مصري، (38 سنة)، على قرار تخفيض الغرامات «المرتكبة» داخل حدود إمارة أبوظبي، داعياً إلى توفير خدمة تسديد مخالفة لـ»لوك» في إدارة ترخيص الآليات والسائقين لتجنب الازدحام وتعطيل مصالح الناس، لافتاً إلى أنه قصد المديرية في الثامنة صباحاً ولم يتمكن من إنجاز معاملته قبل الثانية ظهراً.
أما الشاب المواطن أحمد بشير، (27 سنة)، فاعتبر أن القرار خفف عبئا ماليا على كثير من الناس، معرباً عن شكره لأصحاب القرار في ظل ارتفاع تكاليف الحياة وقيمة الغرامات المرورية بشكل كبير.
وقال بشير إنه قصد مديرية المرور للاستفادة من قرار تخفيض المخالفات المترتبة عليه والبالغة 1800 درهم، مشيراً إلى شدة الازدحام التي بدأت منذ بدء دوام عمل المديرية أمس واستمر حتى نهايته، مؤكداً أنه استغرق نحو 3 ساعات لإنجاز معاملته.
أعداد المراجعين
من جانبه، أكد العقيد خميس إسحاق محمد نائب مدير مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، أن المديرية شهدت تدافع أعداد كبيرة من المراجعين الذين توافدوا منذ ساعات الصباح الباكر أمس، للاستفادة من تخفيض المخالفات تنفيذاً للقرار.
وقال إن المديرية قامت في إطار تفعيل آفاق التواصل مع المجتمع وتقديم خدمة متميزة للعملاء، بتقديم المياه والعصائر للمراجعين وتوزيع المطبوعات التوعوية عليهم وإرشادهم وحثهم للاستفادة من هذه البادرة الكريمة والالتزام بالقوانين.
وأشار إلى مواصلة استقبال المراجعين خلال الدوام الصباحي والمسائي في كافة المراكز الشرطية بالإضافة إلى مديرية المرور، داعياً الجمهور إلى مراجعتها حيث تتوافر فيها خدمات تخفيض قيمة المخالفات والاستعلام عنها.
ولفتت مديرية المرور والدوريات إلى تكثيفها مؤخراً جهود الضبط المروري في كافة الطرق على مستوى الإمارة خلال الأشهر الماضية، ما أدى إلى زيادة الضبطيات بنسبة كبيرة نتيجة الحملات المرورية.
«مديرية المرور»: مرحلة تجريبية لتعديل النظام الإلكتروني سبقت تطبيق القرار
أكد العقيد المهندس حسين أحمد الحارثي مدير مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، أن المديرية شرعت قبل 3 أيام، بتعديل النظام الإلكتروني بما يتلاءم مع إجراءات القرار الجديد، الأمر الذي تطلب بعض الوقت قبل الإعلان رسمياً عنه لحين التأكد من سير العملية على أكمل وجه خلال اليوم التجريبي الأول.
وأوضح أن تطبيق القرار شمل جميع أقسام المديرية وفروعها في مراكز الشرطة الشاملة، وفي إدارة ترخيص الآليات والسائقين بشرطة أبوظبي وأقسامها ومراكزها في كل من أبوظبي والعين والمنطقة الغربية.
ولفت الحارثي إلى أن قرار تخفيض المخالفات جاء بهدف مراعاة الظروف الخاصة لقائدي المركبات، وتشجيعاً للالتزام والتقيد بالقوانين واللوائح بما يعزز من جهود السلامة المرورية، وتفادياً للنتائج السلبية للمخالفات في ارتكاب الحوادث المرورية.
وقال إن القيادة العامة لشرطة أبوظبي لايسعدها تحرير المخالفات المرورية، ولا تهدف إليها بأي شكل من الأشكال، معتبراً مبادرة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خطوة مهمة ودافعاً لمرتكبي المخالفات للعودة إلى مراجعة سلوكياتهم المرورية من حيث الالتزام بالقوانين والنظم التي وضعت لضمان سلامتهم، مناشداً قائدي المركبات ضرورة الاهتمام بالرقابة الذاتية النابعة من الإحساس بالمسؤولية التي تترتب على احترام القانون والحفاظ على حقوق الآخرين من مستخدمي الطرق بكل صدق وطيب خاطر.
عدد اليوم
