بغداد (الاتحاد) - اتهمت اللجان التنسيقية للحراك الشعبي في قضاء الحويجة بكركوك في محافظة التأميم أمس قطعات عمليات دجلة التي تتبع الجيش العراقي، بفرض حصار عسكري على 5 آلاف معتصم في القضاء وقطع إمدادات الماء والغذاء عنهم، وأعلنت أن هؤلاء المعتصمين لن يخلوا الساحة “إلا على جثثهم” بعد تهديد باقتحام ساحة الاعتصام بقوة السلاح، مؤكدة أن ضحايا الاشتباك الذي وقع، سقطوا بنيران الجيش بحسب ما أكدته دائرة الطب العدلي.
وقال المتحدث الرسمي باسم معتصمي الحويجة عبد الملك الجبوري إن “نحو خمسة آلاف معتصم في ساحة الغيرة والشرف بقضاء الحويجة جنوب غرب كركوك، يتعرضون إلى حصار عسكري من قبل قوات الفرقة 12 التابعة لعمليات دجلة”، مبينا أن “تلك القوات قطعت عنهم الماء والطعام، في ظل وجود أطفال وشيوخ كبار في العمر يعانون من أمراض”.
وأضاف الجبوري أن “المعتصمين لن يخلوا الساحة إلا على جثثهم”، معربا عن استغرابه “من التهم الموجهة لنا بشأن امتلاكنا السلاح، حيث طالبنا من نواب كركوك والجيش العراقي بتشكيل وفد للدخول للساحة والتفتيش، للتأكيد على أن تظاهراتنا سلمية وقانونية وليست مسلحة كما يروج له البعض”.
وتابع الجبوري أن “تصريحات قائد القوات البرية منافية للحقيقة، لأن المعتصمين لا يملكون أي سلاح”، مشيرا إلى أنه “عندما وقعت المشاجرة، قام عناصر الجيش بإطلاق النار على المعتصمين وهذا دليل أكدته دائرة الطب العدلي بكركوك بأن الرصاص الذي أصاب الجندي والمعتصم هي من نفس النوع الذي يستخدمه الجنود في نقطة التفتيش”.
وتابع الجبوري أن “اللجان التنسيقية شكلت وفدا تفاوضيا يضم أربعة نواب من أهالي الحويجة للتفاوض مع الجيش، إلا أن الأخير يعتزم اقتحام الساحة خلال الساعات المقبلة لإنهاء اعتصامنا تحت حجج واهية، وهذا لن يحدث”.
وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي دعا في وقت سابق من أمس إلى إنهاء حالة الحصار العسكري المفروض على معتصمي الحويجة، وطالب بإيجاد حلول عاجلة للمأساة التي يتعرض لها هؤلاء المعتصمين، مشددا على وجوب احترام حقوق المتظاهرين ومطالبهم.
وأمهل قائد القوات البرية في العراق الفريق أول ركن علي غيدان أمس معتصمي الحويجة حتى العصر لتسليم المهاجمين على نقطة التفتيش القريبة من ساحة الاعتصام، وبين أن القوات الأمنية ستفتش خيم المعتصمين وتزيلها، متهما “تنظيم الجماعة النقشبندية بقيادة تظاهرات القضاء لخلق الفتن”.
إلى ذلك دعت لجنة علماء الدين في محافظة ديالى أمس أهالي المحافظة إلى صوم اليوم الاثنين لنصرة المظلومين، مؤكدة أن المحافظة غير مشمولة بالعصيان المدني بسبب وضعها الاستثنائي. وقال عضو لجنة علماء الدين في ديالى عز الدين الكيلاني إن “ديالى غير مشمولة بالعصيان المدني الذي دعا إليه الحراك السلمي في ست محافظات عراقية بسبب وضعها الاستثنائي، باعتبارها تمثل خليطا من مختلف فئات المجتمع العراقي”، داعيا الرئاسات الثلاث إلى “التحرك بجدية لحسم ملف المطالب المشروعة للأهالي، وعدم تجاهلها باعتبارها جاءت من وعي وإدراك شعبي”.
وكان خطباء الصلاة الموحدة في بعض المحافظات دعوا إلى إعلان اليوم الاثنين عصيانا مدنيا في ست محافظات تشهد حراكا سلميا وتظاهرات من بينها ديالى، في خطوة للتعبير عن احتجاجهم ضد سياسيات الحكومة المركزية ومطالبتها بتنفيذ مطالب الأهالي المشروعة.
عدد اليوم
