السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله بن زايد يدعو إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ

عبدالله بن زايد يدعو إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ
4 مايو 2014 18:00
دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إلى ضرورة توحيد الجهود والعمل بروح الفريق الواحد للتصدى لتحديات تغير المناخ، مؤكدا سموه أن مواجهة تداعيات هذه الظاهرة تحتاج إلى بناء مواقف وقناعات ومناهج عمل دولية. وأكد سموه في كلمة له خلال أعمال الاجتماع رفيع المستوى بشأن تغير المناخ التي بدأت اليوم في "أبراج الاتحاد" في أبوظبي، إيمان دولة الإمارات الراسخ بأهمية العمل الجماعي والمبادرات متعددة الأطراف إذ لا تستطيع أي دولة بمفردها أن تواجه تداعيات ظاهرة تغير المناخ، مشيرا إلى أن الدولة استثمرت محليا وإقليميا ودوليا في الحلول والمشاريع والبرامج التي تسهم في الحد من تداعيات تغير المناخ. وفيما يلي نص كلمة سموه خلال الاجتماع الذي حضره معالي بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. معالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكرام.. قبل أربعين عاما تقريبا وعندما أسس الآباء هذه الدولة الفتية، كانت أبوظبي في بداية نشأتها وخلال جيلين فقط وبعزيمة لا تلين لقيادتنا الرشيدة فقد استطعنا بناء دولة حديثة متطورة مزدهرة انبثقت من قلب البيئة الصحراوية وظروفها القاسية. إن هذا الإنجاز المتميز يعود الفضل فيه لثلاثة مبادئ كانت منارات توجه مسيرتنا عبر تاريخنا وهذه المبادئ هي ذاتها تفسر اجتماعنا اليوم في دولة الإمارات. المبدأ الأ ول يتمثل بالاهتمام الكبير بالإنسان لأنه ثروتنا الحقيقية ورأس مالنا الذي لا ينفذ. أما المبدأ الثاني فيتمثل في سياسة الانفتاح على العالم والانخراط في التعاون الإقليمي والدولي البناء وهذه السياسة هي استمرار لتاريخنا كمركز رئيسي للتجارة، ونقطة اتصال وتواصل على الصعيدين الإقليمي والدولي. والمبدأ الثالث يتمثل في أن دولتنا قائمة على مبادئ راسخة بأن لا تفقد أبدا الثوابت والبصيرة المتعلقة بالرؤية الواضحة على المدى الطويل، فالتغيرات والمتغيرات في العالم من حولنا لا تتوقف أبدا و لكننا نبقى متمسكين بمبادئنا وقيمنا. إن هذا التشبث بالمبادئ هو ما نحتاجه لمواجهة التحدي الكبير الذي تمثله ظاهرة تغير المناخ، فمواجهة تداعيات هذه الظاهرة تحتاج إلى بناء مواقف وقناعات ومناهج عمل دولية. فنحن نعيش في عالم مترابط وما يؤثر على دولة من الدول يؤثر بالضرورة على دولة أخرى.. ومن هذا المنطلق فإن دولة الإمارات تؤمن إيمانا راسخا بأهمية العمل الجماعي وبالمبادرات متعددة الأطراف إذ لا تستطيع أي دولة بمفردها أن تواجه تداعيات ظاهرة تغير المناخ ولكننا مجتمعين، ستكون لدينا القدرة على تحقيق خطوات ملموسة وناجحة لمواجهة تلك التداعيات. لقد ركزنا في دولة الإمارات جهودنا لضمان رفاهية وسعادة ونمو وازدهار شعبنا على المدى البعيد. وهذه الرؤية تفسر قيامنا بالاستثمار محليا وإقليميا ودوليا في الحلول والمشاريع والبرامج التي تساهم في الحد من تداعيات تغير المناخ ونفخر بأن جهودنا شج عت بقية دول المنطقة للاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة. ومن أهدافنا الوطنية أن نوفر 24 في المائة من الطاقة الكهربائية من مصادر خالية تماما من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2021. كما أحرزنا تقد ما كبيرا في مجال الطاقة الشمسية من خلال مشاريع "مصدر" بما فيها محطة "شمس واحد" للطاقة الشمسية المركزة بقدرة 100 ميغاواط، وكذلك تشغيل المرحلة الأولى لمشروع مجمع سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي ستصل قدرته الإنتاجية إلى ألف ميغاواط عند اكتماله. إننا نعمل على نشر البنى التحتية التي تعزز كفاءة استخدام الطاقة، ولا يفوتني أن أذكر الاستثمارات الذكية للدولة في قطاع التعليم والأبحاث والتطوير في قطاع التكنولوجيا والتي تقودها "مصدر". إن ما يميز رؤيتنا العالمية أنها تتسع وتمتد لتدعم وتساند وتؤازر المبادرات والإجراءات الدولية.. فقد التزمنا بتقديم نحو نصف مليار دولار من المنح والمساعدات المالية لدعم الاستثمار في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في البلدان النامية، كما أن دولة الإمارات تعتبر مستثمرا رئيسا في الطاقة المتجددة تجاريا ونفتخر بأننا نستضيف المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا". إن التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة تعاون وثيق وعريق وبناء وهذا الاجتماع ثمرة من ثمار هذا التعاون، ويسعدنا أن نقدم الشكر الجزيل لمعالي الأمين العام السيد بان كي مون على جهوده الكبيرة المخلصة التي بذلها لإنجاح هذا المؤتمر وكما نشكر الفريق العامل مع معاليه على جهودهم وتعاونهم. أود في نهاية حديثي أن أؤكد على ضرورة توحيد جهودنا والعمل بروح الفريق الواحد لكي نستطيع أن نتصدى لتحديات تغير المناخ. ختاما أتمنى لكم طيب الإقامة في أبوظبي التي ترحب دوما بكم. وأتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في مداولاتكم ونقاشاتكموأنا على ثقة أن جهودكم ستسهم في إنجاح قمة القادة للمناخ التي ست عقد في سبتمبر المقبل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©