الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لزوم الاستغفار

21 سبتمبر 2008 00:20
يدعو الإسلام إلى التفاؤل وعدم اليأس من رحمة الله ودوام الاستغفار، فيقول صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا وتستغفروا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم) رواه أبو هريرة -رضى الله تعالى عنه- وأخرجه مسلم وغيره· وأيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه أنس رضي الله تعالى عنه، وأخرجه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح· يؤكد الدكتور مصطفى الشكعة في شرحه لهذين الحديثين أن النبي صلى الله عليه وسلم، ينصح العبد المؤمن بعدم القنوط من رحمة الله، وأن الإنسان المسلم مهما بلغت ذنوبه، عليه بلزوم الاستغفار، وهو طلب المغفرة منه سبحانه وتعالى، ثم التوبة إليه، ففي ذلك يقول تعالى: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) سورة هود الآية ·3 وليكن مثلنا في هذا هو سيد المستغفرين صلوات الله وسلامه عليه، الذي كان يقول في المجلس الواحد مائة مرة (رب اغفر لي وتب على إنك أنت التواب الرحيم) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن· وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) رواه البخاري· ويشدد الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه ''البيان المحمدي'' على ضرورة ألا ينسى المسلم سيد الاستغفار، وحسبنا قول الله تعالى على لسان سيدنا نوح (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً)· وحتى لانحرم من كل هذه الامتيازات نقول دائماً مع سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) الحديث متفق عليه· ويشير الدكتور مصطفى الشكعة إلى الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عبداً أصاب ذنباً فقال يارب إني أذنبت ذنباً فاغفره فقال له ربه علم عبدي أن له ربّاً يغفر الذنوب ويأخذ بالذنوب فغفر له، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً آخر فقال يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفر لي فقال ربه علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، ثم أذنب ذنباً آخر فقال يارب إني أذنبت ذنباً فاغفر لي فقال له ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فقال ربه: غفرت لعبدي فليعمل ما شاء) رواه البخاري ومسلم· ويوضح الشيخ طه عبدالله العفيفي في كتابه ''من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم'' ما اشتملت عليه هذه الأحاديث من نصائح محمدية فيقول: إن المسلم الذي يذنب ثم يقلع عن ذنوبه ويتوب عنها، يغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، هذا إذا لم يكن مصراً على الذنب، أما إذا كان مصراً فإن توبته كاذبة وليس المراد بقوله تعالى (فليعمل ما شاء) أن الله تعالى يبيح له الوقوع في الذنب، وإنما كان هذا لأن الله تعالى علم من حال هذا الرجل أنه كلما أذنب تاب وأنه لا يصر على الذنب· بل يقر به ويطلب غفرانه من الله· فغفر له مغفرة مطلقة· وهذا الحديث يدل على عظم فائدة الاستغفار وكثرة فضل الله تعالى وسعة رحمته وحلمه وكرمه، ولكن هذا الاستغفار هو الذي يثبت معناه في القلب ويحصل معه الندم، لا من قال استغفر الله بلسانه وقلبه مصر على المعصية· وجاء رسول الله بالبشرى في هذا الحديث الشريف قائلاً: (إذا تاب العبد من ذنوبه أنسى الله عز وجل حفظة ذنوبه، وأنسى جوارحه ومعالمه من الأرض حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه شاهد من الله بذنب··) رواه الأصبهاني وكذلك ابن عساكر والحكيم والترمذي عن أنس· ويؤكد الشيخ طه عبدالله العفيفي على المعنى السابق لما ورد في حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من الصلاة قال (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت) أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه الترمذي· ولقد قال سلمان الفارسي رضي الله عنه خطبنا رسول الله في آخر يوم من شعبان وكان في نهاية الخطبة حيث قال: (واستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة ألاَّ إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لا غناء بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة) رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي وابن حبان· وحتى تقف على أهمية الاستغفار، وتكثر منها إرضاء لربك وإسعاداً لنفسك، فإليك هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من جلس مجلساً كثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألاَّ إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©