الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أوروبا ساحة الصيد الجديدة لمستثمري الولايات المتحدة

أوروبا ساحة الصيد الجديدة لمستثمري الولايات المتحدة
2 يوليو 2017 21:33
نيويورك (أ ف ب) بعد الفراغ من أمر الاستحواذ على العلامات التجارية الأميركية الكبيرة مثل آبل وبيبسي وياهو، تتجه أنظار أصحاب الأسهم النشطين الساعين وراء عوائد كبيرة للأسهم، إلى الشركات الأوروبية مثل نستله. ويقول غريغوري تاكسين مدير «سبوت لايت أدفيزوري»، وهي شركة استشارات لأصحاب الأسهم إنه «ليس هناك شركة محصنة بشكل حقيقي ضد نشاط أصحاب الأسهم باستثناء ربما الشركات الكبيرة جداً». ويضيف ديفيد كاتز محامي شركات (واتش تيل وليبتون وروزن & كاتز) أن الأهداف المفضلة للناشطين من أصحاب الأسهم هي «الشركات التي لديها أموال كثيرة لم توزع على المساهمين». وكشف الملياردير الأميركي دانيل لويب، عن حيازته أسهم بقيمة 3.5 مليارات دولار في شركة نستله ليعكس في الآن ذاته التطلعات الأوروبية لهؤلاء المستثمرين من ذوي المحافظ الممتلئة، والذين يرغبون في استعادة المساهمين السلطة في مواجهة مسيري الشركات. وطلب لويب من نستله بجانب خفض التكلفة أن تبيع الشركة حصتها التاريخية في لوريال حتى تحسن سعر السهم وأرباح المساهمين. وقالت إليسا دويلي المتحدثة باسم لويب لوكالة فرانس برس «لطالما كان لوريال استثماراً رائعاً»، ولكنه «ليس استثماراً جوهرياً لشركة نشاطها الأوّل الغذاء والشراب والمواد المعبأة». وأعلنت شركة نستله، عقب خطوة لويب، شراء أسهم لها بقيمة 21 مليار دولار، والذي من شأنه تعزيز سعر السهم آلياً. ولكن كاتز قال: «لا أعرف ما إذا كان ذلك كافياً لإزاحة الضغط». ولا يُعد لويب الناشط المساهم الأميركي الأول الذي يسعى وراء رأسمال كيان أجنبي ضخم. فقد استحوذ مواطنه نيلسون بيتز من خلال صندوق استثماره «تريان بارتنرز» على حصة في شركات الألبان الفرنسية دانون. واستثمر أيضاً بول سينجر من خلال صندوقه الإداري إليوت في الشركة الكورية الجنوبية سامسونج ومجموعة التعدين الأسترالية البريطانية «بي إتش بي بيليتون» وبنك شرق آسيا. ويسعى جميع هؤلاء وراء شيء واحد وهو عائدات استثمار سريعة عبر مطالبة إدارات الشركات بالضغط على التكلفة وبرامج بيع الأصول وإعادة شراء الأسهم. وحين لا ينجحون في ذلك، فإن هؤلاء «النشطاء» غالباً ما يلجؤون إلى حملات لي ذراع يروج لها إعلامياً وكثيراً ما تنتهي بكسبهم المعركة. وسجل عدد حملات نشطاء المساهمين في الولايات المتحدة أكثر من 2900 حملة منذ عام 2010 بينها 645 حملة فقط في العام 2016، بحسب مكتب «إف تي إي كونسالتينج»، وشملت الحملات معظم قطاعات الاقتصاد. وقال أندرو فريدمان المدير المناوب لمجموعة نشاط المساهمين بشركة «أولشان فروم وولوسكي» القانونية، إن «سوق الولايات المتحدة بات مشبعاً ومبالغاً في تقييمه ما يدفع بعض هؤلاء إلى البحث عن فرص في الخارج» في أوروبا وآسيا وأستراليا. وقال دان زاتشي أحد رؤساء «سلون & كومباني»، وهي شركة استشارية للنشطاء، إن أوروبا جاذبة بسبب القوانين «ودية» حيث لا تعتمد العديد من الشركات إجراءات رادعة إزاء مستحوذين محتملين. وبحسب ما قال زاتشي فإن «الكثير من الشركات الأوروبية دفاعاتها هشة وهي واقعياً أكثر مرونة مع أصحاب الأسهم النشطين». كما أن القارة الأوروبية تعتبر في غمرة الاستقرار السياسي مع بدء مفاوضات البريكست بينما في الولايات المتحدة لا زالت النقاشات قائمة حول الإصلاحات الكبيرة واقتطاعات الضرائب واستثمارات البنى التحتية التي تعهد بها دونالد ترامب. غير أن نجاح الساعين للاستحواذ على أسهم في أوروبا يتطلب التعامل مع النقابات والتدخلات الحكومية وهو أمر نادر الحدوث في الولايات المتحدة. وقال فريدمان، الذي أعدت شركته القانونية خططاً لمساعدة أصحاب الأسهم النشطين في حملاتهم بأيرلندا والمملكة المتحدة وفرنسا على وجه الخصوص، إن «نشطاء المستثمرين لا يستثمرون في شركة ليصبحوا معادين لإدارتها في الحال أو لبدء منافسة ولكن عليهم أن يعتمدوا حواراً حقيقياً مع الإدارة ولا يصعدون الموقف إلى المستوى العلني إلا إذا لم ترغب الشركة أن تأخذ في الاعتبار أو تشارك في التغيير المطلوب». وحذر زاتشي، من أن «الأمر الأصعب سيكون الاتصال وخصوصاً حين يتعلق الأمر بكسب ثقة صناديق معاشات محلية». وقال: «الأمر ليس مختلفاً عن مرشح سياسي من شمال غرب الولايات المتحدة يحاول التواصل مع الناخبين في أعماق البلاد». ولكن هل سيكفي ذلك للنجاح؟ وقد أخفق صندوق إليوت مؤخراً، وعلى الرغم من ضغوط «ناعمة» في أن يقنع المجموعة الهولندية «أكزو نوبل»، والتي أصبح مساهماً فيها بأن تندمج مع «بي بي جي» للصناعات الأميركية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©