السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

دعم الآباء يمنح الأمل للأبناء على دروب العلم

دعم الآباء يمنح الأمل للأبناء على دروب العلم
20 أغسطس 2016 22:22
في موسم العودة للمدارس، تزداد الاستعدادات في مختلف المنازل قبل انطلاق ماراثون دراسي يأمل الأهل أن يكون مكللاً بالتوفيق، فيما يعتبره الأبناء صفحة جديدة في كتاب النجاح والسير على دروب العلم المؤدي إلى تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في الحياة، وهنا يظهر الدور الكبير للأهل في تهيئة الأجواء لعام دراسي جديد، تتوافر فيه كافة عناصر الدعم المعنوي والتهيئة السلوكية وشراء المستلزمات الدراسية، وغيرها من الأمور التي تكفل للأبناء مسيرة علمية ناجحة. أشرف جمعة (أبوظبي) يعد اصطحاب الآباء والأمهات للأبناء في الأيام الأولى للدارسة من أفضل عوامل الدعم المعنوي وإشاعة جو من الألفة خاصة للصغار حديثي الذهاب إلى المدارس، والذين تنتابهم رهبة بعض الشيء من الواقع الجديد الذي فرض عليهم، والأولاد الذين انقطعوا عن الدراسة في فترة الصيف، والذين يحتاجون إلى تدعيم ومؤازرة وأجواء عاطفية مشبعة بحنان الأبوة، وفي أثناء الرحلة القصيرة التي قد تستمر عدة أيام ذهاباً وإياباً في الصباح وفي فترة الظهيرة يجد الكثير من أولياء الأمور متعة كبيرة في الحديث مع الأبناء داخل السيارة خلال الطريق إلى المدرسة ومن ثم العودة، فهي لحظات مهمة، تترك في نفوس الأبناء أثراً طيباً، تجعلهم يقبلون على حياتهم المدرسية الجديدة بهمة ونشاط منذ اللحظة التي يدق فيها جرس المدرسة إيذاناً بالطابور الصباحي إلى الساعة التي يدق فيها مرة أخرى معلناً عن الانصراف. رحلة يومية من بين الذين يشعرون بمتعة حقيقية في كسر حاجز الملل ومن ثم مرافقة الأبناء في الأيام الأولى لبدء الدراسة، حسن المزروعي، الذي يأخذ إجازة من عملة لمدة أسبوع، يصحب فيها ابنه الوحيد الذي يبلغ من العمر 10 سنوات كلما أهل عليه عام دراسي جديد. ويورد، أنه يشعر بحالة من القرب مع حمد، خلال هذه الرحلة اليومية، حيث يتكلم طوال الطريق معه ويوجه له بعض الأسئلة عن حياته العلمية في وهو في مثل سنه، وكيف كان يذهب إلى المدرسة والمواد التي كانت يدرسها، ويشير المزروعي، إلى أنه يستمتع كثيراً بهذه الحكايات التي يسردها إلى طفله، ويحاول من خلالها أن يحفزه على مواصلة طريق العلم والتفوق في جميع المراحل التعليمية. تحرص خولة المطيري على الذهاب مع ابنها البالغ من العمر 9 سنوات إلى المدرسة في الأيام الأولى لتشجيعه وبث روح الثقة فيه، ولكي تطمئن بنفسها على كيفية تقبله للرفاق الجدد ومن ثم تستنبط مدى رضاه عن الفصل الدراسي الذي يتلقى فيه الحصص ومقعد الدراسة، مشيرة إلى أن الرحلة التي تقضيها مع طفلها لمدة قصيرة في مثل هذا الظرف تخلق علاقة قوية معه، وتولد الحديث في موضوعات مختلفة وهو ما يجدد الثقة، ويرغبه أكثر في الذهاب إلى المدرسة، وتوضح أنها بعد ما يقرب من أسبوع ونصف على مثل هذه المغامرة تبدأ في إقناع طفلها بأن يلزم الحافلة المدرسية مع زملائه الذين تعرف إليهم أو أصدقائه الذي خلقت بينهم المدرسة نوعاً من الصحبة المريحة. حياة جديدة وتعتقد منال زيدان أن الذهاب مع الأبناء في بداية الدراسة مهم جداً وخصوصاً للجدد منهم، وتشير إلى أنها اضطرت العام الماضي إلى مصاحبة طفلها محمود إلى مدرسته الجديدة لمدة عشرة أيام حتى تعود على أجوائها، وتفاعل مع بعض أقرانه، مبينة أنه يصعب على الأطفال في هذه المرحلة العمرية أن يتأقلموا مع الدراسة من دون توجيه، ومحاولة إكسابهم مهارات الاعتماد على النفس ومن ثم التعامل مع المعلمين والتفاعل بصورة طبيعية مع أجواء اليوم الدراسي، وتلفت إلى أنها ستعاود الكرة مرة أخرى هذا العام، خصوصاً وأن طفلها من كثرة الاستمتاع بالإجازة تولد لديه نوع من الكسل، وهو ما يجعل من اصطحابه في هذه الأيام ضرورة حتى يتعود على حياته المدرسية الجديدة. حول أهمية مصاحبة الأبناء في الأيام الأولى لبدء العام الدراسي من الناحية النفسية والاجتماعية يقول استشاري الإرشاد النفسي والتربوي الدكتور جاسم المرزوقي:«الكثير من أولياء الأمور الذين لديهم رؤية عميقة في تربية الأبناء، يسعون إلى تذليل الصعوبات التي تعترضهم في بداية العام الدراسي، عبر مصاحبتهم من البيت إلى المدرسة، خصوصاً مع بدء العام الدراسي. هذا التصرف يتواءم مع الصواب ويخلق فرصة طبيعية للتفاعل، مشيراً إلى أن الأطفال الأقل من 15 عاماً يحتاجون إلى مثل هذا الاهتمام إذ يزيد ذلك من نسبة ثقة الأبناء بأنفسهم وهو ما يساعد على بناء الشخصية التي تحتاج إلى مساندة وخبرة متراكمة، ويرى أن هذه الرحلة اليومية التي قد تستغرق 10 أيام كفيلة بأن تزيل الخوف والرهبة والكسل من قلوب وعقول الأبناء وتدعم الصورة الإيجابية للمدرسة، وتبين حرص أولياء الأمور على أن ينال أبناؤهم حظاً من التعليم». بث الثقة يورد سالم الجنيبي، أنه سيتابع في الأيام الأولى ابنه عبيد الذي انتقل إلى المرحلة الإعدادية، إذ يحتاج إلى متابعة، ولا يدري هل سيجد بعضاً من أقرانه القدامى في الصف نفسه أم لا، وهو ما يسبب له هاجساً في هذه الأيام، مشيراً إلى أنه سيحرص على أن يصطحبه بشكل يومي إلى المدرسة من أجل مساعدته في استيعاب المرحلة الجديدة، ومن ثم بث الثقة فيه وتقوية عزيمته، ويلفت إلى أن الأطفال في المراحل التعليمية الأولى يحتاجون إلى رعاية خاصة وعناية كبيرة من قبل الآباء والأمهات حتى ينتظم سيرهم الدراسي وحياتهم العلمية. تفاعل إيجابي يقول استشاري الإرشاد النفسي والتربوي الدكتور جاسم المرزوقي، إن هناك صوراً إيجابية تظل مطبوعة في أذهان الأبناء، تتعلق بدخول بعض الآباء والأمهات إلى المدرسة مع أبنائهم ومرافقتهم في ساحتها وداخل الفصول وتعرفهم إلى أجواء الدراسة، وهو ما يمنح الأبناء صورة ذهنية حتى بعد ذهاب الأبناء، توحي بأن هناك من يرعاهم ويهتم به، مؤكدا أن أولياء الأمور الذين ينتهجون مثل هذه السلوكيات يتسمون بالذكاء، ويضعون الأبناء على طريق التفاعل الإيجابي والمتعة والفرح أيضاً، وهو ما يولد شعوراً لدى الصغار بالرغبة دائماً في الذهاب إلى المدرسة. الشخصيات الكرتونية أولاً الحقائب المدرسية..ألوان تداعب العيون نسرين درزي (أبوظبي) الحقائب المدرسية تتصدر باحات المراكز التجارية وواجهات المحال بما يدعو الطلبة إلى مزيد من الحماس لموسم العودة. وعلى اختلاف أحجامها وأشكالها وألوانها، لم يعد خيار حقيبة الكتب والدفاتر يقتصر على جودتها أو سعتها من الداخل والخارج. وإنما دخلت صيحات أخرى إلى الخط، أهمها موضة العصر والشخصيات الكرتونية وأبطال سينما الخيال العلمي. وكلها عوامل جاذبة ومؤثرة يتفنن التلاميذ في تقييمها ووحدهم يحددون كيف ستكون عليه حقيبتهم. جنا عياد، بائعة في أحد المتاجر، تحدثت عن الإقبال على شراء حقائب الظهر الخفيفة. كون كثير من المدارس تمنع إحضار حقائب الإطارات الجرارة. وقالت إن الطلبة يقررون أي حقيبة سيشترون معتمدين على الرسومات التي تتشكل بها. و أن تطابق شخصياتهم الكرتونية المفضلة. شخصيات وأبطال وذكر الطفل عبدالله النعيمي (9 أعوام) أنه متحمس لدخول المدرسة، وقد اشترى حقيبة مميزة لهذه السنة مرسوم عليها شخصية «الأكس بوكس» المفضلة «سكاي لندر». وقال إنه يفرح عندما يحملها لأنها تدل على أنه قوي وقادر على الانتصار تماماً كرجال الفضاء. واعتبر الطفل سالم خلفان أحمد (12 عاماً) أن حقيبة المدرسة هي أكثر ما يفرحه مع بداية العودة إلى الأجواء الأكاديمية. لأنها تشعره بالتفاؤل وتذكره بأنه ارتفع إلى صف جديد وكل أغراضه جديدة، مشيراً إلى أنه في كل سنة يختار حقيبته بحسب أبطال الألعاب الإلكترونية. وقالت ندى محسن (8 أعوام) إنها تحب الحقيبة ذات اللون الوردي أو البنفسجي. وقد نزلت إلى السوق مع أمها واختارت لهذه السنة حقيبة كبيرة تتسع لكتبها الجديدة لأنها أصبحت في الصف الثالث وتحتاج إلى مكان واسع. بالحماس نفسه تحدثت شمسة يوسف (6 أعوام) عن حقيبتها التي تحمل اسم لعبتها المفضلة «باربي». وقالت إن صديقاتها سيعجبن بها، وهي أول حقيبة كبيرة تحصل عليها بعدما أنهت الروضة. . الجودة أولاً من جهتهم يطالب الأهالي بالتركيز على جودة الحقائب، لأن المطلوب قدرتها على استيعاب حجم الكتب ووزنها، وخصوصاً أنه مع منتصف السنة الدراسية تكثر المواد التي تملأ الحقيبة ما يعرضها للتلف السريع. باستخدام التطبيقات الحديثة آباء وأمهات يوثقون حركات الأبناء «صوتاً وصورة» هناء الحمادي (أبوظبي) لحظات جميلة لصورة أو فيديو مسجل يرجع بك إلى الوراء، لتظل تلك اللقطات التي وثقت غالباً ما تكون سعيدة تشعر معها أن الزمن قد توقف ليمنحك ذكرى جميلة، تتجدد كلما أمعنت النظر فيها بين فترة وأخرى. هذا هو حال بعض أولياء الأمور الذين يحرصون دوماً على رصد مراحل حياة أبنائهم وتسجيلها بالصوت والصورة، ومنها الأيام الأولى لدخول المدرسة بما يصحبها من مشاعر مختلفة، مستخدمين في ذلك التكنولوجيا العصرية والتطبيقات الحديثة تفاصيل دقيقة تظل التفاصيل الدقيقة واللقطات العفوية واللحظات الجميلة التي أراها على أبنائي وهم يذهبون إلى المدرسة في الأيام الأولى هي الأهم في اليوم الأول من المدرسة، تقول رانيا البستكي، (أم وسيدة أعمال). «إنه ليس هناك أجمل من شقاوة وبراءة الأطفال في اليوم الأول خاصة المرحلة الأولى من الروضة الأولى والثانية، فلديهم لحظات ومواقف جميلة تجعل من ينظر إلى تلك الصور أو اللقطات يشعر بالبهجة والفرح حين يراها، ولكثرة تلك اللقطات فقد وضعتها في «flash memory» لحفظها ومشاهدتها متى شعرت بلحظات الحنين»، مشيرة: «حتى هذه اللحظة ما زال الكثير من الصور واللقطات محفوراً في الذاكرة. استرجعه متى شعرت بالحنين لمشاهدة أبنائي وهم يستعدون لحياة جديدة مليئة بالعلم». توثيق بالفيسبوك أما بدر حسن، (ولي أمر)، فقد وجد «فيسبوك» أفضل وسيلة لحفظ لقطات الأيام الأولى من ذهاب أبنائه وعودتهم من المدرسة، ويقول: «كثرة هذه المقاطع وجمالها وخوفا من حذفها بضغطة زر غير مقصودة، دفعت بي إلى إنزالها عبر صفحتي الخاصة عبر «فيسبوك» حتى يتسنى لي العودة إليها واسترجاع تلك الذكريات لاحقا». ويتابع «كنت أتناوب أنا وزوجتي تصويرهم وهم يقومون ببعض الحركات من الشقاوة والمرح، تلك التفاصيل ما زلت أتذكرها وما زالت والدتهم تسترجعها حين تجلس معهم، لتتعالى ضحكاتهم وتعليقاتهم». ويرى فيصل عبدالله، أنه برغم الكثير من التطبيقات الحديثة التي ساهمت في توثيق تلك اللحظات مثل السناب شات والإنستجرام فإنه يجد «فيسبوك» أفضلهم لأنه وسيلة مميزة لاسترجاع الذكريات، من خلال عرض الصور ونشرها، وهذا يظهر أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وتوثيقها لتلك الساعات الأولى من رحلة الأبناء إلى المدرسة مرتدين الزي المدرسي يجرون خلفهم حقائبهم ذات الشخصيات الكرتونية، مع بروز الابتسامة أحياناً، أو الشعور بالرهبة والخوف من العالم الجديد المقبلين عليه في المدرسة. اليوم الأول وتسترجع بذاكرتها إلى الوراء فاطمة محمد المرزوقي (ولية أمر) التي ما زالت تحتفظ بمجموعة من صورها الطفولية وفيديو مدته 60 دقيقة صورته لها والدتها وهي تستقبل أول يوم من العام الدراسي في المدرسة، وتقول «من أجمل الهدايا التي حصلت عليها بعد زواجي هي مجموعة من الصور التي وثقتها لي والدتي أثناء ذهابي إلى المدرسة، مع مريول المدرسة الوردي الذي كنت أرتديه وأنا بكامل أناقتي، ترافقني حقيبة المدرسة التي تحمل شخصية «باربي» آنذاك»، لافتة «مجرد مشاهدتي لهذه اللقطات والفيديو ذرفت الدموع عيني لا إرادياً حين شاهدت مدى اهتمام والدتي بهذه اللحظات الجميلة التي لن ولم أنسها، والتي ما زلت أقوم بها مع أبنائي الصغار». تغيير مكان الدراسة يولد الخوف لدى البعض «الترغيب» يسهل دمج الطلاب مع الواقع الجديد أشرف جمعة (أبوظبي) يسعى الآباء إلى انتقال أبنائهم إلى الفصول والمراحل التعليمية الجديدة بسلاسة، خصوصاً وأن تغيير مكان الدراسة بالنسبة للفصول أو المدارس، قد يشكل عقبة عند فئات من التلاميذ، يتذمر بعضهم حين لا يرى أصدقاءه الذين تعود عليهم وأساتذته الذين انسجم معهم، فضلاً عن أن تغيير المدرسة بعد المرحلة الابتدائية، يحتاج إلى تهيئة نفسية، يلعب فيها أولياء الأمور دور كبير عبر اتباع أسلوب الترغيب. خوف وترقب يشعر علي المطيري، بأن طفله الذي سينتقل إلى المرحلة الإعدادية يعيش في حالة من الترقب خشية ألا يجد بعض أقرانه الذي قضى معهم بعض السنوات في المرحلة الابتدائية، لافتاً إلى أنه عرف طفله بالمدرسة الجديدة التي سينتقل إليها، وحصل على أرقام هواتف بعض زملائه في المدرسة وتواصل معهم إلى أن اكتشف أن هناك ثلاثة منهم سينضمون إلى المدرسة ذاتها، ما هدأ من روع الطفل فعاد إليه نشاطه المعهود، ويشير المطيري إلى أن كل ما فعله أنه حاول مساعدة ابنه ومن ثم البحث عن أي وسيلة تزيل رهبة الذهاب إلى مدرسته الجديدة. متابعة الأبناء وتعتقد مهرة سعيد أن بعض الأطفال قد لا يفضلون عمليات التغيير التي تحدث في حياتهم التعليمية، وهو ما يلقي عبئاً كبيراً على الآباء والأمهات والمدرسة التي تستقبلهم والصف الجديد الذي يتنقلون منه، وتشير إلى أنها تضطر في كل عام إلى متابعة أبنائها، ومن الأفضل أن ترافق الأبناء في أول يوم من عودة المدارس حتى تطمئن على وضعهم الجديد. أسلوب الترغيب يورد فاضل عبيد، أنه عند انتقال أحد أبنائه من مدرسته الابتدائية إلى الإعدادية تفاجئ بأنه لا يود الذهاب إليها بعد أن قضى فيها يوما وكان يدعي المرض وهو في حقيقية الأمر يعيش حالة من الكسل لكونه وجد نفسه وحيداً دون أصدقائه القدامى، ومن هذا المنطلق بدأ يتعامل مع مشكلاته بأسلوب الترغيب حتى استطاع أن يحببه في المدرسة. تقول الاختصاصية الأسرية والاجتماعية، دعاء صفوت، إن الأبناء في المرحلة الابتدائية يعيشون حالة من التوائم مع المدرسة والأصدقاء والمعلمين، وفي كل عام جديد تتغير الخريطة نسبياً مع توزيع الفصول والطلاب، وقد يجد الطالب نفسه في صف ليس به رفقاؤه، وهو ما يولد لديه بعض المشاعر السلبية وعدم الرغبة في الانتظام في اليوم الدراسي، وتبدأ هذه الحالة في الأيام الأولى من عودة المدارس، فضلاًَ عن أن انتقال طلاب المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية، وهنا على الأهل اتباع أسلوب الترغيب كونه الأفضل في التعامل مع هذه الحالات. بتهيئة الأبناء لهذا الاستحقاق العودة إلى المدرسة تنشد الدعم المعنوي نسرين درزي (أبوظبي) يكثر الحديث هذه الأيام عن استعدادات الدخول إلى المدرسة والتأكد من أن كل الأدوات المطلوبة قد تم شراؤها. الأمهات يدققن بالمشتريات والآباء يدفعون والطلبة ينتظرون. والسؤال الذي يطرح نفسه هل يعي الأهل بأن تحضير الأبناء للسنة الدراسية الجديدة لا يقتصر على شراء الكتب والقرطاسية والهندام؟ على أبواب العودة إلى المدارس يؤكد الاختصاصيون التربويون والنفسيون على أهمية تهيئة الأبناء لهذا الاستحقاق وإحاطتهم بالطاقة الإيجابية. فبعد ابتعاد الأطفال والمراهقين عن الأجواء الدراسية لأكثر من شهرين يكون من الضروري إعادة جذبهم إليها وتحفيزهم على التحصيل العلمي على أن تكون البداية موفقة وفيها الكثير من الحماس. دور الأم تشدد الدكتورة إنعام المنصوري خبيرة العلاقات الأسرية والتربوية، على دور الأهل في تقديم كل أنواع الدعم المعنوي لأبنائهم في مواجهة مواقف حياتهم. ومن أكثرها إلحاحاً تشجيعهم على حب المدرسة وتقدير العلم والمعلم. وهذا يأتي مع حثهم منذ اليوم الأول لبداية السنة الدراسية على دخول الصف بفرح مع كامل الاستعداد لكسب رفاق جدد والاستماع إلى شرح العلمين. وأضافت أن سمات التربية الأكاديمية تبدأ منذ الصغر وكذلك احترام نظام المدرسة والتعامل معه بجدية. وعليه فإن المسؤولية تقع أولاً على الأمهات في زرع هذه المفاهيم لأنهن يمضين معظم وقتهن مع الأبناء على اختلاف مراحلهم العمرية. انطلاقة سليمة من جهته ذكر الدكتور حسين علي رضا، الأخصائي النفسي، أن أواخر أيام الإجازة الصيفية تكون ملحة داخل البيوت بحيث توجد حال طوارئ تصيب الأهل والأبناء. ويجب أن تكون بداية السنة الدراسية سعيدة ومريحة وهانئة مع خلوها من أي تشنج قد ينتقل كالعدوى إلى أصحاب العلاقة وهم الطلبة الذين يحتاجون إلى كل دعم. وحث الدكتور حسين علي رضا الآباء الأهالي على تقاسم الأدوار في تشجيع أبنائهم على التفاعل مع أجواء المدرسة بإيجابية خالية من أي معوقات. وشدد على العامل النفسي الذي يترك أثره في نفوس الطلبة إذا ما شعروا أن الدراسة ستحمل لهم مشقة المذاكرة والحرمان من اللعب. احتفال عائلي وأوضحت هدى العلي، الاستشارية الأسرية من مركز ارتقاء للتنمية البشرية للطفل، إنه من المهم أن يكون الأهل على علم بأن الاستعداد للسنة الدراسية الجديدة لا يكون بالتسوق وتجهيز الأدوات المدرسية وحسب. وإنما يحتاج الطلبة في هذه الأيام إلى التهيئة النفسية التي يغفل عنها غالبية أولياء الأمور. وتحدثت عن أفضل أساليب التعامل مع الأبناء على أبواب الدخول إلى صف جديد، ومنها إظهار الشعور بالفرح وعدم التأفف من اقتراب موعد الواجبات. وأهم ما في الأمر رسم الانطباع الإيجابي عن زمن العودة الذي يبشر بأحداث مشوقة يمكن أن يتشارك فيها الآباء والأبناء. مع تجنب العبارات السلبية. احتياجات المدرسة وذكرت علياء عبدالله (أم لولدين وبنت) أنها قبل أسبوع من دخول المدرسة تبدأ بتحضير الكتب والقرطاسية لكل من أبنائها مع التأكد من اختيار الحقائب المناسبة. وأشارت إلى أنه مع الانشغال طوال الإجازة الصيفية، تتراكم التحضيرات حتى الأيام الأخيرة. الأمر الذي يرهقها حتى أنها تتمنى لو أن الإجازة تطول إلى حين انتهائها من كامل التجهيزات. وقالت ظبية خلفان (أم لـ 4 أبناء) إنها وبحسب خبرتها مع ولديها الكبيرين، تعمد منذ بداية الإجازة الصيفية إلى شراء كل احتياجات المدرسة من أقلام ودفاتر وملابس. وهي تفعل ذلك كي لا يسبقها الوقت وتشعر بالإرهاق قبل المدرسة بأيام وخصوصاً أنها موظفة ومرتبطة بدوام عمل. تحتاج مهارات تربوية واستراتيجيات ناجحة تهيئة سلوكيات الطلاب مسؤولية البيت والمدرسة أزهار البياتي (الشارقة) مع قرب موسم العودة إلى المدارس وبداية استئناف العام الدراسي الجديد تواجه إدارات المدارس وأولياء الأمور على حد سواء تحديات جمة، قد يكون أهمها هو كيفية إدارة سلوك الطلاب وتهيئتهم نفسياً لدخول إلى المرحلة الجديدة، والتي يؤكد الباحثون في هذا المجال على ضرورة إيجاد استراتيجيات ناجحة ومهارات تربوية ناجعة لها، تسهم في تعزيز العلاقات الإيجابية بين كل من المعلم والطالب، وتبنى على أسس ومبادئ من الاحترام المتبادل وصلات الود والصداقة بين الطرفين، بمتابعة ودعم دائمين من الأسرة. دور المدرسة ويتحدث ولي الأمر أحمد حمد، (48 عاماً)، عن دور المدرسة والمعلم بوجه خاص في كسب الطالب وتحفيزه على نهج السلوك الإيجابي، فيقول «من وجهة نظري أن المسألة لها علاقة كبيرة بأسلوب التعليم ومهارات المعلم ذاته، فلكي ينجح المدرس في كسب طلابه لابد أن يكون مؤهلاً نفسياً وتربوياً وعلمياً، وأن يملك مهارات خاصة في طرق التوجيه وكيفية التعامل مع مختلف المواقف والشخصيات، ومن أهم هذه المؤهلات التي لابد أن يمتع بها شخصه هي القدوة الحسنة، فعلى المعلم أن يتحلى بخصال عدة منها قوة الشخصية والقدرة على اكتساب الاحترام منذ بداية السنة الدراسية، مع تحليه بصفات أخرى منها الصبر والحلم في تعامله مع الطلاب، مع اللجوء للحكمة والعدل في معالجة مختلف المواقف والحالات، بالإضافة إلى أن يكون ذا ثقافة عامة وأفق مفتوح على كل الثقافات والأفكار، لأن الجيل الجديد أصبح أكثر تحرراً وجنوحاً وجرأة، لذا لابد للعملية التربوية أن تستوعبه وتتفهم متغيراته المعنوية والجسدية، بحيث ترتقي لمفاهيمه وأفكاره، وتصحح سلوكياته السلبية، كما تدعم في ذات الوقت الإيجابية منها بالتشجيع والتقدير والمكافأة». سلوكيات الطلبة وتصف التربوية إيمان جاسم، مدرسة للمرحلة الإعدادية، صعوبة التعامل مع سلوكيات الطلبة، وعدم وجود دعم من أولياء الأمور، وتقول «كما أن للمدرسة دوراً في دعم العملية التربوية، فإن للبيت دوراً أكبر في هذا الشأن، فالمعلم له ساعات عمل محددة وعدة صفوف وعشرات الطلاب يومياً، و ضغط العمل ومتابعة المنهج الدراسي يستدعي منه الكثير من الجهد، ومن آن لآخر قد يواجه صعوبات في حسن التعامل مع هذه الحالة أو تلك، خاصة إذا كان الطالب يسعى للمشاغبة، وهنا يكمن أهمية تدخل ولي الأمر وحسمه للأمر لافتاً نظر الابن، ورادعا إياه عن مواصلة هذه السلوكيات الخاطئة، عبر تهذيبه وحثه على الالتزام بالنظم والقوانين المدرسية، ومن خلال دفعه إلى احترام معلميه وتلبية متطلباته العلمية». وتعبّرعن وجهة نظرها ولية الأمر أم سلطان، (40 عاماً)، فتقول «أتصور أن تقويم سلوكيات الطلاب والاستفادة من حسن سير المنظومة التعليمية، يتعلق بقوانين المدرسة وطراز التعليم فيها، دون إغفال أهمية دور البيت طبعاً، ولكن مدارسنا تختلف في أساليبها ونظمها التربوية، ولا يزال لدينا المعلم التقليدي الذي يتصور أن مهمته سرد المنهاج الدراسي بشكل روتيني، دون اكتراث بتفاعل الطلبة معه، هنا يتمرد الطالب ويحاول لفت الانتباه، ما يفشل عملية التعليم ويجهض فوائدها، فالمعلم إذا لم يتمكن من ضبط سلوكيات صفه وفرض سيطرته على المجريات منذ البداية، لا يمكن أن ينجح في إيصال المنظومة التعليمية لأهدافها المرجوة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©