السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استهداف الأجانب يضرب «أمة قوس قزح»

22 ابريل 2015 22:23
الدول الأفريقية التي ساعدت في مكافحة سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا غاضبة من شقيقتها الجنوبية، بعد أن هاجمت حشود من الغوغاء مراراً الأجانب، ونهبت متاجرهم هناك. ولقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم في اشتباكات في مدينة ديربان في شرق البلاد وجوهانسبرج ومدن أخرى منذ الأسبوع الماضي، بينما فر آلاف الأشخاص من منازلهم. والعنف يحرج حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم الذي لجأ أعضاؤه إلى دول أخرى في القارة قبل إنهاء حكم الأقلية البيضاء عام 1994. وأثار العنف إدانة من حكومات امتدت من غانا إلى مالاوي واحتجاجات في نيجيريا وزيمبابوي ومطالبات من الاتحاد الأفريقي بأن تتعامل جنوب أفريقيا بحزم لمنع الهجمات. وذكرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي تضم 16 دولة في بيان يوم الجمعة أنها تأسف لأن الشعوب التي ضحت بلادها «لمساعدة الجنوب أفريقيين في مكافحة سياسة الفصل العنصري والتصدي لها والقضاء عليها يعتبرون اليوم غرباء، ويهاجمون حتى الموت بمثل هذه الطريقة البربرية». وفي مقابلة عبر الهاتف من العاصمة هراري، طالب وزير الإعلام الزيمبابوي «جوناثان مويو» جنوب أفريقيا بأن تحمي أرواح ومصادر أرزاق إخوانها الأفارقة من زيمبابوي ومن مناطق أخرى في القارة، وأن تتصدي على الفور لأعمال العنصرية والخوف من الأجانب. وذكر وزير الإعلام المالاوي «كوندواني ناكهوموا» أن بلاده استأجرت حافلات لنقل مواطنيها المغتربين، ولام حكومة جنوب أفريقيا على تقاعسها عن التصدي للعنف. وأدان أيضاً «باتريك جاسبارد» السفير الأميركي في جنوب أفريقيا والاتحاد الأفريقي الهجمات،وتقدمت الصين بشكوى رسمية إلى حكومة جنوب أفريقيا بشأن الهجمات التي استهدفت مواطنيها. وأثارت أعمال العنف أيضاً غضب الجنوب أفريقيين الذين شارك منهم نحو عشرة آلاف في مسيرة مناهضة للخوف من الأجانب في شوارع «ديربان» يوم الخميس الماضي. ونظم احتجاج أصغر أمام بوابات البرلمان في «كيب تاون»، ودعا الرئيس «جاكوب زوما»، الذي قضى سنوات لاجئاً في موزمبيق وسوازيلاند إلى التزام ضبط النفس، وكرر دعوته في كلمة أمام البرلمان. وأكد أن «الهجمات تنتهك كل القيم التي تمثلها جنوب أفريقيا..ولا يوجد إحباط أو غضب مهما بلغ قدره أن يبرر الهجمات على الأجانب»، وذكر بيان بالبريد الإلكتروني لمؤسسة كبير الأساقفة «ديزموند توتو» الحائز جائزة نوبل للسلام يوم الخميس الماضي «انحدرت أمتنا قوس قزح التي ملأت العالم بالأمل إلى شبح سيتصدر الأنباء على الأرجح بأمور أقرب إلى الخزي منها إلى المجد الذي كان علامة على انتقالنا إلى الديمقراطية بقيادة نيلسون مانديلا....نسيج امتنا ينهار تماما». وحذر «جيف راديبي» المسؤول البارز في رئاسة جنوب أفريقيا من أن الهجمات ستكون لها عواقب بعيدة الأثر على اقتصاد البلاد وعلاقاتها بدول أفريقيا وبقية العالم. وصرح في مؤتمر صحفي في العاصمة بريتوريا «الشركات الجنوب أفريقية التي تدير أنشطة اقتصادية ناجحة في القارة، وتساعد في دعم عائداتنا وتدعم اقتصادنا قد تعاني مصيراً مشابهاً». وينظر بعض الجنوب أفريقيين الفقراء إلى الصوماليين والإثيوبيين والمالاويين والباكستانيين كمنافسين لهم في فرص العمل والاستثمار في بلد يعاني نسبة بطالة تبلغ 24 في المئة ويعيش خمس سكانه البالغ عددهم 54 مليوناً على أقل من 335 رانداً (28 دولاراً) في الشهر. وذكر «ادريان ادواردس» المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الجمعة الماضي، أن أكثر من خمسة آلاف شخص فروا من أعمال العنف في مقاطعة «كوازولو ناتال»، ولجؤوا إلى أربعة مخيمات، بينما أقام كثيرون آخرون في مساجد وكنائس ومبان أخرى. وتقول المفوضية، إن جنوب أفريقيا تستضيف نحو 65 ألف لاجئ، و295 ألف شخص يطلبون حق اللجوء إليها. والهجمات الحالية ضد المهاجرين هي الأسوأ منذ عام 2008، عندما لقي نحو 60 شخصاً حتفهم واضطر 50 ألفاً إلى الفرار من منازلهم. وكانت أحدث موجة من الاضطرابات قد بدأت في يناير عندما قتل ستة أشخاص بالقرب من جوهانسبيرج، ووصل العنف في «ديربان» ذروته يوم 14 أبريل عندما أصبح وسط المدينة ساحة قتال بين المحليين والأجانب. مايك كوهين* *محلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©