علي الزعابي (أبوظبي)
يبدأ يوفنتوس الموسم الجديد للدوري الإيطالي، من أجل الدفاع عن لقب البطولة التي سيطر عليها في السنوات الخمس الأخيرة، ويسعى «البيانكونيري» لحصد «السادسة المتتالية»، لتحقيق رقم قياسي لم يسبق لأي نادٍ أن حققه في تاريخ «الكالتشيو»، وعزز البطل للمرة 32 صفوفه خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، ليس بهدف السيطرة على البطولات المحلية، بل طرق باب البطولة الأوروبية الأكبر، والتي كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ منصة تتويجها قبل موسمين، قبل أن يصطدم ببرشلونة الإسباني في النهائي.
ويعلم محبو وعشاق «السيدة العجوز» أن المنافسة على البطولات المحلية، ليست سهلة على الإطلاق، بغض النظر عن البطولات الخمس السابقة، إلا أن الأندية هذا الموسم تسعى لإنهاء هيمنة «الأبيض والأسود»، والفوز بأحد الألقاب، بعد أن سيطر على ثنائية الدوري والكأس في آخر موسمين، وأعدت العدة، واقتحمت «الميركاتو الصيفي» على أكمل وجه.
رغم أن روما ونابولي ينافسان يوفنتوس بقوة، فإن الإنتر يدخل «المعترك بعد تغيير الجهاز الفني، بإقالة مانشيني، وتعيين الهولندي فرانك دي بوير، واستحواذ المستثمرين الصينيين على ضخ بعض من الأموال، لإكمال مشروع النادي، تحت قيادة إيريك توهير، ويعمل «النيرتزوري» على تعزيز صفوفه بلاعب أو اثنين في الأيام القادمة قبل غلق باب الانتقالات.
وفي الجانب الآخر من مدينة ميلانو، باع سيلفيو بيرلسكوني أسهم ميلان لمستثمرين صينيين، ليعود الأمل إلى جماهير «الروسونيري» بقدرة الفريق على النهوض، والدخول في سباق المنافسة التي غاب عنها طويلاً، بعد التتويج موسم 2011، ويمكن أن يشكل ضخ هذه الأموال في استقطاب بعض اللاعبين الذي من شأنهم أن يحملوا الفريق «الأحمر والأسود» إلى المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية على أقل تقدير، والتفكير بعد ذلك في المنافسة خلال السنوات القليلة القادمة، خصوصاً أن الإدارة نجحت في التوقيع مع المدرب الشاب مونتيلا، والذي حقق نجاحات كبيرة مع «الفيولا»، منذ سنوات، غير أن وجود أي مدرب، من دون أن يملك الأدوات والإمكانيات على مستوى اللاعبين، لا يمكن أن ينجح أي مشروع كروي.
ويفتتح يوفنتوس مرحلة الدفاع عن لقبه في قمة الجولة الأولى عندما يواجه فيورنتينا فريق مدينة فلورنسا في مباراة صعبة على حامل اللقب في بداية المشوار، غير أن خوض اللقاء على أرضه وبين جماهيريه يمنحه الأفضلية للظهور بشكل أفضل في أول اختبار، ويسعى «البيانكونيري» للدخول بقوة في أول لقاء، وعدم تكرار سيناريو الموسم الماضي عندما تلقى هزيمتين في أول جولتين، وقبل مباراة القمة يفتتح روما الدوري هذا الموسم عندما يستضيف أودينيزي على ملعب الأولمبيكو في الساعة الثامنة بتوقيت الإمارات، وروما الذي حقق نتيجة لا بأس بها في ذهاب الملحق المؤهل لدور المجموعات أمام بورتو في البرتغال، يسعى لإحداث التوازن بين المواجهات المحلية والأوروبية هذا العام تحت قيادة لوسيان سباليتي الذي نجح في إعادة «الذئاب» في منتصف الموسم الماضي، بعد التراجع مع جارسيا.
حظي الدوري الإيطالي لكرة القدم باهتمام العالم خلال الصيف نتيجة إبرام صفقتين هائلتين طغتا على سوق الانتقالات في إيطاليا.
وغادر الفرنسي بول بوجبا أسوار يوفنتوس حامل لقب الدوري المحلي في المواسم الخمسة الماضية، إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي في صفقة قياسية قدرت بنحو 89 مليون جنيه إسترليني (105 ملايين يورو)، فيما كلف انتقال المهاجم الأرجنتيني جوانزالو هيجواين من نابولي إلى يوفنتوس 90 مليون يورو.
وأنفق بوفنتوس 35 مليون يورو بغية التعاقد مع الدولي البوسني ميراليم بيانيتش من روما، و25 مليون يورو لاستمالة اليافع الكرواتي بياكا من دينامو زغرب، كما ظفر بخدمات البرازيلي داني ألفيش قادماً من برشلونة الإسباني، والمدافع المغربي مهدي بن عطية على سبيل الإعارة من بايرن ميونيخ الألماني.
وسارع نابولي إلى تعويض رحيل هيجواين عبر استقدام البولندي اركاديوش ميليك من أياكس أمستردام الهولندي.
ويتأهب قائد روما الأسطوري فرانشسكو توتي (39 عاماً) لخوض غمار موسمه الأخير مع الفريق تحت قيادة مدربه الجديد-القديم لوتشانو سباليتي، وتعاقد نادي العاصمة مع المدافع البلجيكي توماس فيرمايلن على سبيل الإعارة من برشلونة بطل إسبانيا، والمصري محمد صلاح بشكل نهائي (لعب لروما على سبيل الإعارة الموسم الماضي)، لكن المدافع الفرنسي لوكاس دينيي سار في الاتجاه المعاكس والتحق بالفريق «الكاتالوني».
وسعى الإنتر جاهداً لتعزيز صفوفه بغية العودة إلى سكة الألقاب، ودعم صفوفه بالجناح الإيطالي الطائر أنطونيو كاندريفا من لاتسيو والأرجنتيني إيفر بانيجا من إشبيلية الإسباني.
وظفر ميلان بخدمات المهاجم المحلي جانلوكا لابادولا هداف الدرجة الثانية الإيطالية الموسم المنصرم برفقة بيسكارا، واستقدم لاتسيو الدولي الإيطالي تشيرو إيموبيلي وما يزيد على عشرة لاعبين مغمورين، تحت قيادة لاعبه السابق الإيطالي سيموني إنزاجي.
ونشط كالياري في سوق الانتقالات، إذ تعاقد مع المهاجم الإيطالي المخضرم ماركو بورييلو (34 عاماً)، والتشيلي ماوريسيو إيسلا والبرتغالي برونو الفيش- حامل لقب كأس أوروبا 2019 برفقة البرتغال- والمحلي سيموني بيدوين.
وتعاقد تورينو مع مدافع منتخب إيطاليا لورنتسو دي سلفيستري من سمبدوريا والمدافع البرازيلي لياندرو كاستان من روما.
«ملك روما» يبحث عن «مسك الختام»
أبوظبي (الاتحاد)
يتمنى عشاق روما في أن يكون هذا الموسم استثنائياً للغاية، وينجح الفريق في التتويج ببطولة الدوري للمرة الرابعة في تاريخه، وتأتي هذه الأمنيات في كل عام، وقبل بداية كل موسم، ورغم أن نادي العاصمة الإيطالية فشل في حصد «الكالتشيو» منذ 15 عاماً، إلا أن هذا الموسم يعد مختلفاً لكل عاشق ومحب لـ «الذئاب»، لأنه يشهد وداع الأسطورة الحية فرانشيسكو توتي كابتن الفريق، وأشهر لاعبيه على مر السنين، ويعيش اللاعب موسمه الأخير في ناديه الذي ترعرع في صفوفه، ولم يرتدي سوى قميصه، وبدأ مسيرته مع الفريق الأول قبل 25 عاماً ولا يزال يخوض المباريات بالحماس نفسه والرغبة والندية.
شارك توتي بشكل كبير في تتويج روما ببطولة الدوري للمرة الثالثة في تاريخه في موسم 2000-2001، بجانب خيرة النجوم، حينها مثل المهاجم الأرجنتيني باتيستوتا والإيطالي مونتيلا، بجانب البرازيلي إيمرسون، وبقيادة المدرب المحنك فابيو كابيلو، ويرغب بكل تأكيد أن يختتم مشواره الكروي، وهو على منصة تتويج الدوري، ليصبح أفضل ختام يستحقه «ملك روما».
الأرقام التي حققها توتي ليست عادية على الإطلاق، فهو يحتل المركز الثاني في قائمة أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في تاريخ «الكالتشيو» الإيطالي برصيد 248 هدفاً، غير أن تصدر القائمة أصبح مستحيلاً بالنسبة لتوتي، فهو يتخلف عن متصدر الترتيب سيلفيو بيولا، بفارق 26 هدفاً وعامل السن وقلة المشاركة أبزر ما يواجه اللاعب هذا الموسم، إضافة إلى أنه ثالث أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات خلال الدوري الإيطالي بعدد 601 مباراة، ولديه الإمكانية في الوجود بالمركز الثاني الذي يحتله خافير زانيتي بـ 615 مباراة، في حال مشاركة توتي في 15 مباراة فقط هذا الموسم، ويتصدر قائمة أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات في تاريخ «الكالتشيو» الأسطورة الإيطالية ونجم ميلان باولو مالديني برصيد 647 مباراة.
عدد اليوم
