الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الفقراء يفضلون المدارس الخاصة

الفقراء يفضلون المدارس الخاصة
20 ابريل 2012
من أحياء مومباي الفقيرة إلى مدن الصفيح النيجيرية وقرى كينيا الجبلية، يتزايد باستمرار عدد الأطفال الذين يهجرون قطاع التعليم الحكومي بعشرات الملايين. وبغض النظر عن الزيادة السريعة في عدد المنتسبين في المدارس منذ 2000، إلا أن عدد الذين خارج أطر التعليم يقدر بنحو 72 مليوناً، نصفهم في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بينما ربع العدد في جنوب وغرب آسيا. وتقدر الأمم المتحدة تكاليف انتظام غير القادرين في المدارس بنحو 16 مليار دولار سنوياً بحلول 2015. ومع ذلك، لا يمانع العديد من الآباء في إنفاق أموالهم مقابل تفادي التعليم المجاني. وفي الهند على سبيل المثال، ينتظم نحو الربع من الطلاب في مدارس خاصة بالإضافة إلى معلمي الدروس الخصوصية عند البعض. وتزيد النسبة في المدن عن 85%. وأدى قرار الحكومة القاضي بمجانية التعليم الأساسي في 2007، إلى زيادة عدد المنتسبين إلى المدارس الخاصة. وانتشرت في الصين المدارس الخاصة ذات الرسوم المنخفضة لكنها قليلة العدد، في حين ليس للأجانب حق الحصول على التعليم الحكومي المجاني. ويوجد في بكين وحدها نحو 500,000 من أطفال المهاجرين المحرومين من دخول المدارس الحكومية، مما دفعهم لدخول مدارس خاصة غير مرخصة. وفي دول أفريقية مثل غانا ونيجيريا ويوغندا، تُعد مهنة التدريس بمثابة البطالة وليست بالحرفة. وبينما قامت الحكومات بتشييد العديد من المدارس، إلا أنها غير قادرة على فصل المعلمين الذين يفتقرون للكفاءة. وفي المدارس الخاصة يجد آباء الأطفال معاملة أفضل. ويواجه قطاع التعليم الخاص بعض المشاكل خاصة من تسلط البيروقراطيين في الهند. وليس قانونياً في الهند فتح المدارس الخاصة من أجل الحصول على الأرباح، حيث يترتب على المدارس التي تفرض رسوماً على طلابها أن تعمل كجمعيات خيرية أولاً ثم كمؤسسات تجارية ثانياً. ويُرغم “قانون حق التعليم” الذي بدأ العمل به خلال 2010، المدارس المستقلة على التسجيل أو التعرض للإغلاق، وكذلك أن يكون ربع طلابها على الأقل من الأسر الفقيرة. ولم تعمل العديد من المدارس بهذا القانون، خاصة وأنها لم تحصل على الدعم الحكومي حتى الآن. وتشك المنظمات الخيرية الدولية في المدارس الخاصة، وتتهمها بأنها تعمل على زيادة مستوى عدم المساواة وعلى تقويض التعليم الحكومي. ويساور مؤسسة “أنقذوا الأطفال” النرويجية الخيرية، المزيد من القلق حول عدم تقديم المدارس الخاصة لأي مساعدة تذكر للأطفال الفقراء حول العالم. وتشير إلى أنه ليس أمام الأسر الفقيرة خيار سوى إرسال أطفالهم إلى المدارس الخاصة في ظل سوء المدارس الحكومية التي من الممكن أن يزيد معدل الإقبال عليها في حالة تحسينها. لكن الحقيقة المذهلة أن أكثر الناس فقراً في العالم يقومون بتضحيات كبيرة من أجل دفع رسوم التعليم للحصول على قيمة عالية مقابل هذه الأموال. وهذه هي ثمرة الاجتهاد وروح المبادرة، تماماً كما هو الحال في تسليط فشل المدارس الحكومية الضوء على الجشع والكسل. نقلاً عن: «ذي إيكونوميست» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©